الصحابي الجليل حبيب بن سلمة بن مالك القرشي الفهري رضي الله عنه
الصحابي : حبيب بن سلمة بن مالك القرشي الفهري
داره عند "طاحونة السقيفيين" على نهر بردى
إخوتي قراء زاوية "معالم و أعيان":
إن كتب التاريخ المختلفة تذكر لنا أن عددا كبيرا من الصحابة و التابعين و الأولياء الصالحين قد دفنوا في دمشق، و إن جولة سياحية تأملية لسير هؤلاء لتبعث في النفس نوع من الانجذاب للوقوف عند سيرهم ، كي نستلهم العبر و العظات الإيمانية و نعمل ضمن جهاد النفس كي نحظى بهمم و إرادة التغيير نحو الأفضل ... و قد زار نبينا البقيع كثيرا يدعو لمن سبقونا ... فهيا معا نسأل الله أن يلهمنا حسن التدبر ...
الصحابي :
حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة القرشي الفهري.
يكنى بأبا عبد الرحمن، و يقال له حبيب الروم لكثرة دخوله إليهم و نيله منهم.
مختلف في صحبته ،قال مكحول : سألت الفقهاء عنه لم يعرفوا ذلك ، و سألت قومه فقالوا : قد كانت له صحبة .
و قال ابن معين : أهل الشام يثبتون صحبته ، و أهل المدينة ينكرونها .
و قال الإمام البخاري: له صحبة .
و قال ابن عساكر: قويت فيه الروايات أنه من الصحابة، و توفي بالشام دمشق .
و الراجح من الأقوال: أن له صحبة ،و يقال له حبيب الروم لكثرة جهاده فيهم.
قدم الشام بعد مقتل عثمان و بقي إلى أن مات ، يعد من أهل الشام، كان الشاميون يثنون عليه ثناء كبيراً.
و قيل: أنه مجاب الدعوة و له قصص من كرامات عدة، غزا مع النبي صلى الله عليه و سلم ، و روى عنه أحاديث.
توفي في سنة 42هجري، و هو بالخمسين من العمر ، و اختلفوا في مكان الوفاة.
قيل: أن معاوية وجهه إلى المدينة لنصرة عتمان رضي الله عنه ، و عندما بلغه مقتله و هو في الطريق عاد لدمشق و بقي فيها إلى أن مات .
و قيل: وجهه معاوية لأرمينية و ولاه إياها و بقي إلى أن مات.
و الراجح، قول ابن عساكر في كتابه "تاريخ دمشق": أنه توفي بدمشق.
فللهم اجعلنا قرة أعين نبيك محمد صلى الله عليه و سلم، كما جعلت الشام دمشق قرة أعين للصحابة و التابعين من العلماء و الناس الذين عشقوا أقوال المصطفى و رسخوها بالحب و الاحترام.
المصادر و المراجع:
ـ تاريخ دمشق / لابن عساكر 571
ـ أسد الغابة / لابن الأثير 630هجري
ـ الإصابة في تمييز الصحابة / للعسقلاني 852هجري
ـ الحوليات الأثرية العربية السورية