مميز
EN عربي
الكاتب: الباحثة نبيلة القوصي
التاريخ: 30/03/2018

مسجد النحاسين

مساجد الشام

"جامع النحاسين" بداية مقبرة الدحداح

بمحلة العقيبة [862هجري / 1457ميلادي]

إخوتي القراء:

تفخر مدينة دمشق لدعوتكم في جولة سياحية بين أرجائها، مرتدية حلّة من أبهى الحلل، بما وصفها سيد الخلق بأنها ستكون أكثر المدن مساجداً و أكثرها أبدالاً، صلى الله عليه وسلم ... فهيّا معاً نمضي باتجاه مقبرة الدحداح الكائنة في شارع بغداد، و من على يمين الشارع نتسلل باتجاه محلّة مشهورة بنسائمها الإيمانية .. (العقيبة)، التي تضم مسجد (التوبة) الذائع الصيت، هناك نمضي ولساننا يدعو لمن سبقونا ونحن بهم لاحقون، أن يلهمنا المولى حسن التدبر والتأمل. كان خانقاه بمعنى زاوية أو رباط، ليصبح فيما بعد مسجداً.

باسم جامع النحاسين:

الخانقاه: كلمة فارسية تعرف بالمكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة، إذ تجمع بين وظيفتي المسجد و المدرسة من حيث التخطيط العمراني، مضافاً إليها غرف للخلوة، و التي عرفت باسم (الخلاوي).

وعرفت في العهد العثماني باسم: التكية، والرباط والزوايا والخانقاه والتكايا تشترك في وظيفة (الخلوات) بمعنى التفرغ للعبادة والتقرب إلى الله لوقت طويل، و إن العبادة الروحية وصقل الروح باستمرار يعد جوهر الإسلام.

يقول النعيمي: مسجد النحاسين غربي الذهبية، وشمالي حمام شجاع، بطريق مقبرة الفراديس. فاسم الجامع القديم (الخانقاه النحاسية)، بالعمارة البرانية.

أنشأ الزاوية شمس الدين محمد بن أبي بكر بن إسماعيل ابن النحاس الدمشقي، في عام 862هجري، ثم ترك أموالها و أولاده و ذهب إلى جدة الحجاز إلى أن مات و دفن هناك، وإليه نسبتها.

أما في وصف الجامع فنرى له واجهة حجرية عالية جميلة، من حجر أصفر و أسود فيها باب بديع مزخرف.

وإلى يمين الباب قبة متهدمة من حجر تحتها ثلاثة قبور، و إلى اليسار المصلى القائم على قوسين من الحجر تحتهما محراب حجري جميل، وفي الصحن بركة مستطيلة ورواق من جهة القبلة وغرف للمجاورين إلى الشرق.

بعد التأمل في أسطر التاريخ ... نرى مدى أهمية العبادة الروحية الذاتية، والتي هي جوهر الإسلام.

وماذا بعد أيها الساكن دمشق؟

دمشق تنتظر منك حسن التأمل والتدبر أثناء السير فوق أرضها التي بوركت على لسان سيد الخلق فهل سنستجيب و نناجي المولى بصدق لأن نكون من خيرة العباد؟

المصادر و المراجع:

- ثمار المقاصد في ذكر المساجد / لابن عبد الهادي

- الدارس في تاريخ المدارس / للنعيمي

- العمارة الإسلامية