مميز
EN عربي
الكاتب: أ.عبد الله لعريط
التاريخ: 10/11/2012

دعاة أقزام يتطاولون على تقاة أعلام !!

مشاركات الزوار
دعاة أقزام يتطاولون على تقاة أعلام !!
لم أر في حياتي أعظم خلقاً بعد الأنبياء من العلماء، كنا بالأمس القريب نتربى في حلقهم ونكبر في مجالسهم، كنا لا نسمع منهم سوى الجميل ولا نرى فيهم سوى ما يسر الأنظار.
كانت من جملة وصاياهم: "أبنائي الأحبة الصغار إياكم حين تغدون من الكبار تنسون هذا الفضل وتتطاولون على مشايخكم والذين بفضل الله بأياديهم أصبحتم من الكبار. لا تنسوا بأن الزمان دوار ودوام الحال من المحال"..؟!
حفظت منهم هذه المقولة وأصبحت أرددها كالآية من القرآن لكثرة ترددها على لسان مشايخي..؟! تدور عجلة الأيام بسرعة ويكبر الصغار في حلقة الكبار. وأنا منهم..!! بدأت أمارس الدعوة..! وأنا أحاول أن أرتقي سلم الدرجات..؟؟! أصبح لدي أتباع ومعجبون بدروسي وبكلامي الجميل..! وكلما ازداد المعجبون كبر معهم إعجابي بنفسي..!؟ ولا زلت أتذكر درس شيخي وهو يوصي: "إياكم والإعجاب بالنفس فإذا كان الهلاك في عشرة أشياء فتسعة منها في الإعجاب بالنفس"..!
زميل لي كان يجالسني في حلقة شيخي هو الآن داعية من كبار الدعاة، حين أذكره بحلقة شيخنا الفاضل (محمد) وأثني عليه: لا يعجبه ثنائي..! أتعلمون لماذا ؟؟ ببساطة: الشيخ يخالفه الرأي في ما يسمونه: بالربيع العربي..؟؟!! وبالتالي: فالشيخ طويت آلاؤه عليه كما يطوى الكتاب..!
صدفة كنت جالسا أمام إحدى القنوات إذا بزميلي (عمرو) في جلسة يحضرها الجمع الغفير (سبحان الله..؟!!) متى أضحى هذا: يستمع لكلامه..! فتنة آخر الزمان..؟؟!! بدأ جلسته بسل لسانه من غمده وراح يطعن في: الشيخ (محمد)..! ويهاجمه بأقبح ما سمعت في حياتي من عبارات وهو يتلوى في كلامه ويشير ببنانه تقزيماً لشيخنا الفاضل..!؟ تبت يداك: فقد كنت في مجلسه لا تعرف كلاماً فعلمك ولا أدباً فأدبك..! ألا في الفتنة سقط: هؤلاء..؟!
وفي درس لاحق من دروسه الشيقة تحدث فيها عن حديث: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم: طعاناً ولا لعاناً..! وهو يشرح في أدب النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه وحسن تعامله مع العوام..! فقلت في نفسي: هل الطعن في العلماء والمشايخ جائز..! أم أنه أعظم جرماً..!؟؟
عجباً في دعاة: ترى منهم عكس ما تسمع..! ربما هم: دعاة على أبواب جهنم. من بني جلدتنا ويتكلمون بلغتنا وتحقر صلاتك مع صلاتهم ولهم في الليل دعاء. لكن انظر لحالهم في زمن الفتنة: وقت الامتحان والابتلاء..! ينقلبون رأساً عن عقب..؟!
إخواني: إنه داء العجب..؟! وأعجب كل ذي رأي برأيه..؟! إن من أعظم الجرم أن يتطاول الصغار على الكبار..! ويلعن آخر الأمة أولها..! وترى الإمعة يتكلم في أحوال العامة..!
إخواني: اتقوا الله تعالى في مشايخنا..! إن أخطئوا فالله سخر لهم ما في البحار والقفار تستغفر لهم..! ليس منا من لا يعرف لعالمنا حقه..! فتنة آخر الزمان التطاول على الخيرة الكرام. دعاة أقزام يتطاولون على تقاة أعلام..! نهايتهم أليمة وعاقبتهم مخزية عظيمة. وسوف يجعلهم الله عبرة لمن يعتبر: فمن عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب …!!
فلا تجعلوا لله عليكم سلطاناً مبيناً بالجلوس في مجالسهم واستماع دروسهم. انصحوهم: رغم أنهم لا يقبلون نصحاً..! قال الله تعالى: (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) [النساء: 115] (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) العلماء والمصلحون، الخائفون الوجلون، التقاة التقاة، في سائر الأعصار والأمصار. نوله ما تول،: نزين له ما هو عليه من باطل وعاقبته الخزي والخسران عياذاً بالله.
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم احفظ مشايخنا وتبثهم على صراطك المستقيم، وصل اللهم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

تحميل