مميز
EN عربي
الكاتب: الباحثة نبيلة القوصي
التاريخ: 15/05/2012

الخانات في دمشق القديمة (2)

معالم الشام

الخانات في دمشق القديمة (2)


ونحن هنا سوف نذكر الخانات في دمشق القديمة، ثم نقوم بزيارة أهم وأجمل هذه الخانات، وهو خان أسعد باشا العظم، وهذا لا يلغي أهمية الباقي، وإنما لوضوح معالِم هذا الخان في بنائه وجمال زخرفته، ولنردد أثناء التجوال سبحان الله وفي نهاية المطاف الحمد لله.

أما عن الخانات الموجودة في دمشق أثناء العصر المملوكي:

1- خان جقمق، أنشِئ عام 825 هجري – 1421 ميلادي وقام ببنائه الأمير سيف الدين جقمق نائب الوالي المملوكي للسلطة في دمشق وباني المدرسة الجقمقية الموجودة عند الباب الشمالي للجامع الأموي، ويشاهد الخان اليوم في سوق مدحت باشا (سوق جقمق سابقاً) من الجانب الشمالي.

هذا السوق الذي كان في العصر الروماني السوق الرئيسي للمدينة "دوكومانوس".

ولهذا الخان الصغير بوابة مزخرفة كبيرة، تنتهي بعد دهليز مسقوف إلى باحة مكشوفة مستطيلة، كانت لها بركة سداسية، ولقد أحيطت بغرف عددها ثمانية عشر غرفة، وفي جانبيها إيوانان من الشرق والغرب مغطيان بقبوة متصالبة. ويصعد إلى الطابق العلوي من درجين في الدهليز، وفيه اثنتان وعشرون غرفة، سقوفها كانت مقببة قبل حريق 1925م ثم أعيد بناؤها مسطحة.

2- خان الدكة، يقع في أول سوق مدحت باشا غربي جقمق، لا يعرف من بناه، ويعتبر خان الدكة أقدم خان مازال قائماً حتى اليوم، وتسميته تعود إلى منصة حجرية فيه كانت تعرض عليها الجواري والأقنان لبيعها، ولذلك أطلق عليه أحياناً اسم خان الجواري، ويقع في سوق مدحت باشا.

وهو مؤلف من باحة مكشوفة محاطة بثمانية غرف، وثمة قاعة كبرى في الزاوية الشمالية الشرقية، ومازالت أعمدة المنصة أو الدكة قائمة في الباحة التي زالت منها البركة ذات الاثني عشر ضلعاً. وفي الدهليز الذي يعقب بوابة الخان غرفتان من كل جانب. والخان مؤلف من طابق أرضي فقط.

الخانات الموجودة في دمشق في العهد العثماني :

1- خان الحرير، بناه الوالي درويش باشا أيام ولايته 979/982 هجري ويقع إلى الجنوب الغربي من الجامع الأموي في سوق الحرير، ويطلق عليه اسم قيسارية درويش باشا. وقد أوقفه لصالح جامع الدرويشية وملحقاته وتبلغ مساحة هذا الخان الواسع 2500 م2، وتنفتح بوابة الخان المزخرفة من طرف الواجهة المبنية من مداميك متناوبة من الحجر النحتي الأبيض والأسود، ويحيط بالخان خارجياً سبعة وعشرون مخزناً، وعندما نتجاوز البوابة وبعد اختراق الدهليز المغطى بقبتين متصالبتين، نصل إلى الباحة المكشوفة المحاطة بتسعة عشر مخزناً لكل مخزن مستودع. وفي وسط الباحة بركة. ويغطى المخازن قبوات سريرية أو متصالبة، وهي مبنية من الحجر النحتي الأسود، وفوق أبوابها ونوافذها أقواس مزينة بمنحوتات بديعة ونصعد إلى الطابق العلوي من درجتين في الدهليز، ونصل إلى رواق محيط مغطى بأربع وأربعين قبة صغيرة، وخلفه تقوم اثنتان وخمسون غرفة مغطاة بقبوات سريرية، وثمة غرفة واسعة تخرج من مخطط الخان في الزاوية الشمالية الشرقية وتقوم فوق مخزن في الطابق الأرضي في عام 1006ه/1593م وبمقتضى وقفية مراد باشا تم بناء قيسارية ابن القطان التي تسمى خان الصابون.. وخان المرادية الذي يسمى البزستان.

أما القيسارية فهي بناء صغير مؤلف من طابقين حول باحة مربعة وفي الطابق العلوي رواق مغطى بإحدى عشرة قبة، تكون بجانب الخانات والأسواق، يستقر فيها رجال من الدولة: حرّاس - موظفون - جباة. حيث نشأ منذ بداية الإسلام ما يسمى أمين السوق، الذي عُرِفَ فيما بعد بالمُحْتَسِبْ، والذي وظيفته الاشراف على البيع والشراء، والأوزان والمكاييل، ومكافحة الغش، وعندما ارتبط المحتسِب بتعاليم الشرع، أصبح لوظيفة المحتسب شأن كبير في الدولة، وأوسعهم نفوذا منذ القرن الحادي عشر هجري.

2- خان الجوخية، الكائن في سوق الخياطين بناه الوالي أحمد شمسي باشا عام 960 هجري.

3- خان سليمان باشا، الكائن في سوق مدحت باشا بنيَ عام 1145 هجري، ومبني بمداميك بيضاء وسوداء بالتناوب. وهو كباقي الخانات هندسة ويمتاز بباحة مستطيلة كانت مغطاة بقبتين زالتا ومازالت آثارهما باقية. وحول الباحة تقوم سبع عشرة غرفة ومخزن وإسطبل ودورتان للمياه.

أما الطابق العلوي فهو مؤلف من رواق مغطى بقبوات متصالبة ومحاط بتسع وعشرين غرفة ذات نوافذ من الطرفين؛ الداخلي والخارجي، ولهذا الخان أبواب ثلاثة تقع في الزاوية الجنوبية الغربية، لقد ابتدأ بناء هذا الخان بأمر الوالي سليمان باشا العظم سنة 1145ه/1732م وانتهى 1150ه/1736م، وفي عصر ابن أخيه أسعد باشا سنة 1156ه/1743م ابتدئ ببناء خان أسعد باشا.

4- خان الخياطين الذي أنشأه الوالي العثماني شعبان أحمد شمسي باشا سنة 960هـ/1553م، فإنه يقع في سوق الخياطين وكان اسمه خان الجوخية. وهو مؤلف من بوابة مزخرفة، ودهليز في طرفيه درج وقاعة واسعة، لعل أحدها كانت مطبخاً. وينتهي الدهليز بباحة مستطيلة مؤلفة من مربعين، ومحاطة برواق، ولعل الباحة كانت مغطاة بقبتين لهما أثر واضح في زوافر وأركان القباب المتبقية. ويحيط بالباحة اثنتي عشرة غرفة، كل غرفة مؤلفة من قسمين تعلو كل واحدة قبة. أما الطابق العلوي فكان مؤلفاً من عدد مماثل من الغرف التي يتقدمها رواق مقبى يدور حول الباحة ويشرف عليها. ويعدّ هذا الخان أقدم الخانات العثمانية في دمشق.

5- خان المرادية فكان موقوفاً على فقراء الحرمين الشريفين ويقع غربي الجامع الأموي. وله خمسة أبواب وهو مؤلف من بناء مربع وملحق مستطيل، ويتألف البناء المربع من باحة مربعة محاطة بأربعة وعشرين مخزناً عدا ثلاثة وعشرين مخزناً خارجياً. أما الملحق فهو دهليز يشكل مدخلاً لخان الجمرك.

6- خان الجمرك وهو من منشآت الوالي مراد باشا سنة 1596م فهو يختلف بمخططه عن جميع الخانات، إذ يمتد على شكل زاوية قائمة من دخلة السليمانية إلى سوق الحرير باتجاه الشرق. ولقد ورد وصفه في وقفية مراد باشا وصفاً دقيقاً مع وصف المرادية، وهو يتضمن ثلاثة وخمسين مخزناً كبيراً وثمانية مخازن صغيرة، وتقوم بين المخازن عضاضات تحمل أقواساً يستند عليها تروس تحمل تسع قباب ذات رقاب ونوافذ.

7- خان العمود: مقابل خان أسعد باشا يقوم خان صغير يضم مجموعتين من المخازن، بينهما مازال قائماً عمود يحمل أساس عقود، مما يدل على أنه كان يحمل أعصاب قبتين تغطيان باحتي المجموعتين، وهو مؤلف من طابقين ويطلق على هذا الخان اسم خان العمود ولا يعرف تاريخه الدقيق. وليس بعيداً عن هذا الخان، يقوم خان الصدرانية.

8- خان الصدرانية: ويختلف مخططه عن باقي الخانات، بسبب مساحة الأرض المحدودة الضيقة، ويلفت النظر بحلوله الهندسية التي أدت إلى الاستفادة من كل جزء من الأرض لإقامة المخازن والغرف حول باحة مستطيلة وحدودها ثلاثة عشر مخزناً. أما غرف الطابق العلوي فهي مهدمة ومهجورة.

9- خان الزعفرانية: يشبه هندسياً خان الصدرانية وهو معاصر له.