مميز
EN عربي
الكاتب: أ.عبد الله لعريط
التاريخ: 28/05/2012

الجبن ألم وحزن؟

مشاركات الزوار

الجبن ألم وحزن؟


كتبه: عبد الله لعريط

الجبن: مصدره الخوف وشدة الحرص.

فالعبد الحريص على ما بين يديه من متاع الحياة الدنيا يدفعه حرصه المفرط إلى الخوف وعدم المغامرة بحياته فتراه يفر من المواقف العصيبة والأوقات الرهيبة ولا يراود نفسه على الثبات ولو لحظة واحدة وهذا أول وآخر حل له، ظنا منه أن ذلك سينجيه من الهلاك وبالتالي لا تضيع حياته المترف بها والخائف على فواتها.

خير مثال في الجبن: هم اليهود لماذا؟

1-هم أكثر الناس حرصا على الحياة الدنيا:

قال خالقهم جل وعلا:{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} البقرة96.

2-خوفهم من الموت:

{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} الجمعة8.

وهؤلاء هم اليهود الذين حرفوا كتبهم خدمة لمآربهم ومصالحهم الدنيوية وحرضوا الناس على الكفر بالإسلام ولا يزالون يحرفون الكلم عن مواضعه، تجدهم أخوف الناس من الموت لعلمهم أنهم سوف يلاقون الله تعالى ويحاسبهم على جرمهم هذا عياذا بالله .

· من أوصاف الجبناء: إذا حزن الجريء فرح الجبان .

قال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيداً} النساء72.

وإنَّ منكم لنفرًا يتأخر عن الخروج لملاقاة الأعداء متثاقلا ويثبط غيره عن عمد وإصرار, فإن قُدِّر عليكم وأُصِبتم بقتل وهزيمة, قال مستبشرًا: قد حفظني الله, حين لم أكن حاضرًا مع أولئك الذين وقع لهم ما أكرهه لنفسي, وسرَّه تخلفه عنكم.

وقال الله تعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا} آل عمران120

من عداوة هؤلاء أنكم -أيها المؤمنون- إن نزل بكم أمرٌ حسن مِن نصر وغنيمة ظهرت عليهم الكآبة والحزن, وإن وقع بكم مكروه من هزيمة أو نقص في الأموال والأنفس والثمرات فرحوا بذلك.

وقال جل وعلا:{الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} آل عمران168.

وهؤلاء الجبناء من المنافقين الذين قعدوا عن الخروج في غزوة أحد وسمعوا بهلاك إخوانهم في حربهم مع المشركين قالوا: لو أطاعوا أمرنا وقعدوا معنا ما أصابهم هذا المصاب .

أكانَ الجبانُ يَرَى أنّه --- يدافِعُ عَنْهُ الفِرارُ الأجَلْ .

فقد تُدرِكُ الحادثاتُ الجبانَ --- ويسلمُ منها الشجاعُ البْطل.

قال جل وعلا: {بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْماً بُوراً }الفتح12.

ومن لم ينقلب إلى أهله في الدنيا ومات انقلب إلى أهله في الآخرة وهي خير وأبقى .

أجبن الجبن !!: مداهنة أعداء الأمة خوفا منهم، قال الله تعالى:

{فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ} المائدة52.

التقرب والتملق لليهود من أجبن الجبن لماذا؟

لأن اليهود أشبه ما يكونون: بحمار في جلد نمر.

وقد شبههم خالقهم بالحمار الذي يحمل أسفارا: والمعنى أن هذه الكتب القيمة التي بين أيديهم لم تغير من طبيعة اليهودي الساذجة .

وهكذا هذه الأسلحة التي بين أيديهم فهي لا ولن تغير من جبنهم وخوفهم وذعرهم، ولن تجعلهم من الشجعان بتاتا .

وهكذا لو ارتدى الحمار جلد النمر: هل سيجعله نمراً في الشجاعة والبسالة ..؟

بل سيبقى الحمار حمارا ومهما طال الحال سيكشف عن هويته حين يرفع بأعلى صوته وينهق معلنا أنها الخديعة .

هكذا اليهود: مهما اخترعوا من وسائل وانتهجوا من طرق الحيل والخديعة، فهم على الجبن قائمون وعلى نهج المكر والخداع سائرون .

ومهما اتخذوا من وسائل الخداع والمكر فسيأتي الزمان وتقذف أرحام النساء بالرجال الأبطال الذين يعرفون حقيقتهم وطبيعتهم ويحاربونهم بالحجارة لا غير ..! ويضحكون على جبن الجبناء ..!!

الغرابة ليست في اليهود؟!!: إن الغرابة هي في الذين هم منهم وجلون وخائفون ترتجف قلوبهم من سماع أخبارهم يخافون أن تصيبهم منهم الدوائر..!

وخوفهم هذا هو الذي دفع بشرذمة من اليهود إلى تسليط جبروتهم والتنكيل بالمستضعفين في فلسطين وغيرها من بلدان العالم.

وإلا فما هو المبرر لسكوت المسلمين على هذا الذل المسلط على بلدانهم والمسكنة المضروبة على أوطانهم من قبل دول تحالف الشر والفساد .؟!!

إن الله قد فضح قلوب ضعاف الإيمان الذين هم في مهابة من هؤلاء الجبناء، وهو خزي لهم في الدنيا قال جل وعلا: "فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ"

وهذا المرض قد بينه الرسول صلى الله عليه في حديث شريف: عن ثوبان (رضي الله عنه) انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(يوشك أن تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: أو من قلة يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: حب الدنيا وكراهية الموت) أخرجه الإمام أحمد

الحديث بين واضح: فالجبن الذي كان قد سلطه الله على الذين من قبل بسبب حبهم للدنيا وكراهيتهم للموت قد سلطه الله على هذه الأمة لنفس السبب ..! وسنن الله لا تتغير ولا تتبدل .

وقد نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالرعب، حيث كان من بين وسائل النصر أن يقذف الله المهابة في قلوب الأعداء فيرتجفون عند لقائهم بالمؤمنين ولا تستقيم بالخوف أحلامهم فيضطربون ويكون آخر حلهم هو الفرار .

فالمهابة التي قذفها الله في قلوب الأعداء بالأمس لما كانت هذه القلوب هواء لا تثبت على شيء، قذفها الله في قلوب المسلمين اليوم لتعلق قلوبهم بالدنيا وعضهم عليها بالنواجذ وخوفهم من الموت ومن لقاء العدو ونكول كثير منهم عن الجهاد الذي هو عصمة أمرهم ودينهم وأوطانهم.

مجرد تساؤل .؟؟!: هل لما نكل المسلمون عن الجهاد تركهم العدو لحالهم ..؟؟!

قال النبي صلى الله عليهم وسلم: "ولينزعن الله المهابة من قلوب أعدائكم منكم."، وبالتالي يتسارعون للانقضاض عليكم انقضاض الأكلة على القصعة . وإن هذا لمن علامات الخذلان عياذا بالله .

واليوم نراهم قد هجموا هجوما شرسا على هذه الأمة ينهبون ويقتلون ويذبحون ويعتون في ديارهم فسادا والكل صامتون خائفون وجلون ..!

للتذكير: أن أول أمر التداعي من هذه الأمم هو: العمل على تمزيق وحدة المسلمين والزج ببلدانهم في بحر الفتن ومحاولة إضعاف شوكتهم بكل وسيلة مكر وخداع .

والنبي صلى الله عليه وسلم وضح ذلك بقوله: "بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل،"، عبر عن التفرق والتمزق الذي يحل بالأمة بالغثاء: لأن عاقبة التشتت هو الفشل وذهاب الريح وزوال الشوكة، كما عبر عن الوهن بسببه وهو حب الدنيا وكراهية الموت .

· موعظة رغم مرارتها ..!؟: إن ما نزل اليوم بساحة كثير من الأقطار العربية والاسلامية من فتن شتت الصفوف وزعزعت الأركان هو بداية لحملة شرسة سوف يقوم بها هؤلاء اللئام، والقصعة قد نصبت والدعوة قد وجهت وهي فرصتهم التي لا تعوض..!

لأن العرب اليوم تتقاذف بهم أودية الفتن إلى بحر لجي من فوقه سفن الأعداء يصطادون ما فيه من خيرات وثمرات وهم في مياهه العكرة يسبحون .

وإنه لبرهان ساطع على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم وأقول صدق النبوة لأن كثير من الناس الذين خدّروا بأفيون الإتباع ولا يزال أثر التخدير يحجب عقولهم عن عين الحقيقة يقولون: "أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ "، فاصبروا على ما أنتم عليه من دعوة للتشتيت والتشكيك والتمزيق، فهذا الذي يصدر من دعاة الوحدة والاعتصام هو شيء مدبر ومكيدة وزندقة وغيرها من الأقاويل التي هي من جملة السلاح الذي يحارب به أعداء الإسلام المسلمين .

· من أعوص ما تواجهه الأمة اليوم: التحاكم إلى الناس لا إلى رب الناس ،التشبث بأقوال العباد لا بأقوال رب العباد، طلب الدنيا بتهديم الدين.

مصيبة آخر الزمان: طلب السلطان بالخروج عن السلطان .

نرقع دنيانا بتهديم ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع .

فلنعد لصوابنا ولرشدنا فالوقت عصيب والخطر الداهم عما قريب ونهاية أمره عجيب ورهيب، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

وتعوذوا مما كان يتعوذ منه النبي صلى الله عليه وسلم روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات"

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاهم إلى يوم الدين .

تحميل