مميز
EN عربي
الكاتب: محب أهل الله
التاريخ: 24/05/2012

ضرورة الدعاء للحاكم بالهداية

مشاركات الزوار
ضرورة الدعاء للحاكم بالهداية
محب أهل الله
كثير من الناس الذين يحبون الدكتور البوطي –فضلا عن أعدائه- انتقدوه لأنه يدعو على المنبر لولي الأمر وأشكل عليهم هذا الأمر, لا أريد أن أكتب بحثا في مشروعية الدعاء لولي الأمر فقد سبقني إلى ذلك غيري من أهل العلم وإني لست من أهل العلم, ولكن خطر لي خاطر في شأن ذلك, هو دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه, حيث ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قَالَ: (اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ)
و حين ذاك دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر وكان لا يزال على الكفر, دعا أن يعز الله به الإسلام.
وقد كان الفضيل بن عياض يقول: "لو أن لي دعوة مستجابة لصيّرتها للإمام" قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: "متى صيّرتها في نفسي لم تَجُزْنِي، ومتى صيرتها للإمام فإن صلاح الإمام إصلاح العباد والبلاد" (مختصر تاريخ ابن عساكر: 20/222 ط دار الفكر)
وقد صح أن رسول الله كان يدعو لقومه المشركين قائلاً: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. ودعا لأهل الطائف الذين آذوه وطردوه قائلاً: "اللهم اهد ثقيفاً وأت بهم" وكان ذلك بعد غزوة حنين، وبعد أن حاصر الطائف أياماً دون أن تفتح له، وكانوا جميعاً كافرين.
الذين ينتقدون البوطي يقولون كيف يدعو البوطي للظالم؟!
يا إخوتي:
البوطي حينما يدعو لولي الأمر قائلاً:
(اللهم وفق عبدك هذا الذي ملكته زمام أمورنا للسير على صراطك وإتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم, املأ اللهم قلبه بمزيد من الإيمان بك وبمزيد من الحب لك وبمزيد من التعظيم لحرماتك, اجمع اللهم به أمر هذه الأمة على ما يرضيك, حقق له في سبيل ذلك البطانة الصالحة يا رب العالمين).
إذا استجاب الله دعاء البوطي وسار ولي الأمر على صراط الله واتبع شرعه وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهل يعود ذلك إلا بالخير على الرعية...
إذا استجاب الله دعاء البوطي وامتلأ قلب ولي الأمر بمحبة الله فكيف سيكون تعامله مع عباد الله؟!... سيتعامل معهم وفق توجيه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله).
إذا استجاب الله دعاء البوطي, وجمع الله شمل هذه الأمة على الخير بعد هذا الشتات, فالبوطي هنا يدعو للأمة لا يدعو عليها!!
فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا للكافر أن يصبح مسلماً, بل وأن يعز الله به الدين, فأين الحرج في أن يدعو البوطي لولي الأمر أن يصلحه الله لمصلحة الدين وأن ينصر به الدين وأن يجمع شمل الأمة عليه, قد يستجيب الله عز وجل-فيما يظهر لنا- وقد لا يستجيب , لكن لا ضير في أن ندعو, ففي دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم استجاب الله دعاءه في عمر بن الخطاب فكان ثاني الخلفاء الراشدين, أما أبو جهل فكان فرعون هذه الأمة.
فهل هناك عاقل يستطيع أن يقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لفرعون هذه الأمة, حاشاه من هذا عليه الصلاة والسلام ...
أسال الله عز وجل أن يردنا إلى دينه رداً جميلاً, وأن يجعل شرعه حكما بيننا وأن لا يحكم فينا أهواءنا, وأن يمتعنا بعلمائنا وأوليائنا ويرزقنا حسن الأدب معهم إنه نعم المجيب.

تحميل