مميز
EN عربي
الكاتب: أنس الخطيب
التاريخ: 06/05/2012

قتلوا عقولنا...من غير علمنا

مشاركات الزوار
قتلوا عقولنا...من غير علمنا
أنس الخطيب
أنتم لا تفهمون نحن الذين نفهم فقط ... أنتم لا تعرفون مصلحتكم نحن أعرف بها منكم
هذه الفكرة التي بدأت بها دراستنا، صحيح أننا فرحنا بها أشد الفرح لأنهم يريدون مصلحتنا واعتقدنا أننا لا نفهم وهم فقط الذين يفهمون، ولم نعلم أنهم قتلوا عقولنا وتفكيرنا من غير ما نعلم.
أنها قصة القاتل "المعلم" والمقتول "عقل الطالب" التي أجزم بصحتها ليس لأني فقط سمعت بها بل لأنه حاول أن يغتال عقلي لفترة ليست بالقصيرة، صحيح أنهم لم يقتلوه لكنهم خدروه.
كانوا يهينون شخصياتنا ويكتمون أفواهنا ويجمدون عقولنا بحجة الأدب وبسلطان العصى فصدقنا كلامهم واستمر التخدير.
كانوا يقولون أن المعلم يفرح بتفوق تلميذه عليه وصدقنا ما يقولون حتى جاء واقع تطبيقه وقلنا للمعلم إن معلوماتك خاطئة والصحيح كذا وكذا ... ولم يستمر التصحيح إلا واستمر بعده التصفيع والضرب والإهانة والاستهزاء بحجة أنك قليل للأدب وتقاطع أستاذك وللأسف صدقت أني إنسان غير مؤدب وأني جاهل وأني لا أفهم واستمر الطعن في ذلك العقل المسكين.
كنا نذهب إلى المكتبة المدرسية لكي نقرأ فما وجدنا إلا ما يعجز بعض أساتذة الجامعة أن يقرؤوه كالبخاري ومسلم وتاريخ الطبري ..إلخ من الكتب الدسمة وبعض القصص التي من اللون الأبيض والأسود الممزقة التي ما إن أمسكت صفحة منها إلا وسقطت الأخرى في يدك، ولكن المصيبة أنهم كانوا يقولون لنا لماذا لا تقرؤون وفْرنا لكم مكتبة رائعة قلنا لهم ببساطة نحن لا نحب القراءة فقالوا أنتم أناس مهملون فصدقنا ما يقولون وكنا نظن أن المشكلة فينا لكن بعد زمن اكتشفت أننا كنا نملك القابلية للقراءة لكنهم ليس لديهم القابلية للتعليم كرهنا القراءة بسبب كتبهم التي عجزت عقولنا أن تستوعبها، واتخذت عقولنا موقف سيء من القراءة بسببها واستمر التخدير.
يسير الطالب في بعض مدارسنا مدان حتى تثبت براءته، افقدونا حتى الثقة في أنفسنا نشعر أننا مجرمون، في بعض الأيام نشعر أننا نعامل ببراءة وبحب وبود وبتغير في طريقة الشرح وهو اليوم الذي يأتي فيه المشرف الإداري، كانت مدارسنا تقول لنا المعلومة وتطبقها فيقولون أن النفاق حرام ويطبقونه في يوم المشرف الاداري.
لم نحترمهم حباً فيهم ولكن خوفاً منهم، أسوأ ما يقال لنا غداً مدرسة وأفرح ما يقال لنا غداً إجازة، يقولون لنا اجعلوا أنفسكم واثقة ثم يقولون أنتم لا تعلمون، أي تناقض في الأفكار هذا.
كانوا يدخلون علينا الفصل بوجوه مغضوب عليها لم نعرف ما هو شكلها وهي تبتسم، وبأسلوب تقليدي أكل عليه الدهر وشرب، وبألسنة تطالبنا دائماً بالسكوت بألفاظ سوقية !!! وبعبارات تحطمنا كأنتم لا تفهمون .. أنتم بهائم .. أنتم راسبين .. أنتم غير مؤدبين، يخيل لي أننا قادمون من كوكب مليء بالحيوانات والمجرمين، .. وفي نهاية العام يقولون إنا لم نقصر معكم لقد شرحنا وتعبنا ... وأنتم المهملون وصدقنا طبعاً بعقولنا البريئة أن ما قالوه عنا صحيح، لكن اكتشفنا فيما بعد أنهم هم المخطئون كان هدفهم الأساسي أن يريدوا منا صناديق تستقبل لا عقول تفهم بأسلوبهم وكلماتهم القاتلة.
يدخل الطفل المدرسة فيلسوفاً يحب أن يسأل ويخرج صندوقاً يوضع فيه ما يريدون، إلى متى وعقولهم تقتل ؟؟ نحن لا نقول أن هناك كثير من القتلة بل نقول أن هناك كثير من المتميزين لكن الرمح الواحد يقتل.

تحميل