مميز
EN عربي
الكاتب: شيماء علي عبد ربه
التاريخ: 11/02/2012

حقيقة الحياة الدنيا!!

مقالات
حقيقة الحياة الدنيا!!
شيماء علي عبد ربه
نحن جميعا منغمسون في هذه الحياة ... غارقون إلى أنوفنا في كل ما فيها ... صبح مساء ... أهل... مال ... نساء ... أولاد ... فتن ... منصب ... أصدقاء ... ترفيه .... فسح ... تسليه ... تلفاز وفيديو ... دش ... كومبيوتر وانترنت ... كتب ... مجلات... هوايات ... رياضات ... دراسة ... عمل ... مظهر ... سيارة ... ملبس ... تجميل ... منافسات ... مشاحنات ... صلح ... ود ... إعجاب وحب وغرام ... صحوبيات ... معاكسات ... زحام ... .تلوث ... سياسة ... اقتصاد ... علوم ... فنون وآداب ... مشاكل من كل نوع ولون ... ظلم وقهر واستبداد ... أحلام ورؤي وطموحات ... احباطات ... طمع ... جشع ... حسد ... غيبه ... نميمة ... نقد ... غرور ... عصبيه ... عراك ... قتل ... اغتصاب ... إعدام ... اسري ... .قتلي ... جرحي ... مرضي ... يتامى ... إرهاب ... اضطهاد ... عولمة ... انفتاح ... حرية ... ديمقراطيه ... تحضر ... تمدن ... استقلال ... إعلام وغيرها وغيرها.
من الأشياء والمسميات والمشاغل تتزاحم داخلنا ومحاوله فهم ما يجري وماذا نريد ومن نحن وكيف تكون أفضل وكيف نصل للسعادة وكيف نرضي الله عنا ونرضي عن أنفسنا ويرضي عنا الناس؟
الحقيقة إننا يوما لن نرضي لا الناس ولا أنفسنا، لأنه مهما فعلنا قديما سنجد فينا نواقص وسيجد الناس فينا عيوب ونقائص كثيرة.
ومهما حاولنا أن نفهم الحياة وان نوازن كل هذا الضجيج فلن نستطيع ولن نستطيع أن نرضي كل الأطراف ولا أن نخلق توازنا مثاليا مثلما نأمل.
الحياة صعبه ومعقده وغير مفهومه. وحلم السعادة المثالية غير ممكن وغير متحقق، لأنه حتى لو أوتينا كل النعم فنحن مبتلون، أما في ديننا أو في صحتنا أو في أهلنا أو في مالنا أو أو أو.
نقول ونتكلم ونحلم ونحقق في النهاية اقل من ربع ذلك كله مقصرون؟ بلا أدني شك! ولكن هل نملك أن نصلح يومنا هذا لأنه ربما لن يكون هناك غد.
هل نملك أن نوقف الصراخ والضجيج والزحام والتلوث والفتن والأحقاد والعمل ولنصلح أنفسنا وحياتنا وما حولنا, لنكون أكثر ايجابيه ... أكثر فعاليه ... أكثر نفعا لأنفسنا وللمجتمع ... أكثر بذلا في الدين وفي الحق ... أن نترك الباطل بكل ما فيه ... أن نتجنب كل الشهوات والشبهات مهما كانت ... أن نصلح كل شيء وأي شيء؟ هل نملك ذلك؟؟
ببساطه أقول لنفسي قبلكم ... كم مره جلست وسمعت وأنت في منزلك ترتعد خائفا صوت البرق والرعد يخرقون أذنك ويزلزلون جدران الغرف?? كم مره سرت في جنازة أو بقرب المدافن ورأيت ما سيكون منتهاك؟؟ كم مره رأيت عزيزا لك يموت؟؟ كم مره لسعت أو حرق فيك جزء بسيط أمام نار الموقد وألمك كثيرا جدا؟كم مره مرضت بمرض بسيط أو حدث لك حادث فأحسست بمنتهي البساطة انك اضعف مليون مره مما كنت تتخيل؟؟ كم مره سمعت عن عذاب النار وعذاب القبر ويوم المحشر؟؟ كم مره عاقبك الله بذنوبك ولم تتعظ؟
إن لم تتذكر كل هذا أخي الكريم وأختي الكريمة ... فأنصحك ونفسي وكل من يقرأ أن تجعل لك موعدا كل شهر على الأقل تذهب فيه لتضع نفسك في أحد هذه المواقف لأننا لن نتعظ إلا بها
أذهب للمقبرة وادخل فيها أو حتى انظر لها من الخارج ... طالع جثث القتلى المنتشرة في وسائل الإعلام وتفكر ماذا يفعلون الآن؟ وهل إلى نار أم جنه ذهبوا؟ تخيل لو أننا نسمع صراخ وعذاب الموتى فكيف كان يكون حالنا؟؟
تخيل كيف أن نار الدنيا هي مجرد جزء بسيط وتافه مما عليه نار جهنم عافاني الله وإياكم منها.
وبعدها أخي الكريم وأختي الكريمة:
هل تستحق لذة المتع الزائلة من موسيقي وأفلام ومسلسلات وأغاني وإظهار مفاتن واختلاط وسرقه وقتل ومال ومنصب ونساء ومعاكسات وزني ولواط وسهر وعدم تحجب عن الرجال وانصراف عن الطاعات و..
هل يستحق أي من هذا أن أواجه أو تواجه أنت أو هي كل هذا العذاب الذي نستشعره فقط في هذه المواقف أن كان يستحق ... فلنستمر على ما نحن عليه ... وإلا فلننتهي قبل فوات الأوان.
هداني الله وإياكم لكل خير وصلاح وهدي.

تحميل