مميز
EN عربي
الكاتب: رحمه
التاريخ: 29/12/2011

لمـاذا لـم أشــارك؟

مشاركات الزوار
لمـاذا لـم أشــارك
الكاتب: غير معروف
سـؤال برسم الإجابة عليه من العلماء والفقهاء والسياسيين و المشاركين والمعارضين والحكماء وكل من
((لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ))
أمــا عنـي، فأنا عبد من عباد الله أ ُحسُنُ و أُسيء، أحاول أن أكون صالحاً فأنجح بعمل وأخفق بآخر، استغفاري لله أكثر من صالح عملي بكثير، ليس لي بين يديه سبحانه ما أفخر به أو أدعيه، فقد يطيح بي ذنب حقير واحد، وأعوذ بالله منه، وقد أنجو بشق تمرة. عشت عمري بالخوف والرجاء من رب العزة ذو العظمة والكبرياء، حتى اجتاحت بلادي فتنة بهماء عظيمة الخطب، كثيرة الأرجل، كثيرة الخطباء.
فرقها كثيرة متعاكسة الآراء، فنظرت و دققت واستخرت الله سبحانه، فالخطر كبير والأمر عظيم ولا ألزم أحداً بأمري، وأصلاً لم يعد أحدٌ يلزم أحد، ولا حجة تفحم حجة فقد أغلقت العقول واسـتـُحِبَ اللامعقول ولا ينجو إلا من رحم ربي. اختلط الدم بالطهارة واستحلت المحارم والمكارم والأبرياء، و اتهم كل طرف طرف، فاسـتـُخِفَ بالعقول حتى اتهمناها، و اسـتُخِفَ بالقلوب حتى جهلناها، و أوشكنا أن نبدل السلامة بالمصيبة في نفوسنا، فصارت الخطوة بحساب والكلمة بعقاب.
خطوة قد نظنها للأمام فإذا هي للجحيم، و كلمة من قاموس عجيب السحر قد تقذف بصاحبها الحليم في آتون الخزي والخسران. انتظرت و نظرت في دعوى (دعوة) القوم وأسقطتها على ديني فوجدت أنهم:
قالـوا: نحن العلم والدين والأخلاق، وكفـّروا الناس بأوهن برهان ونسوا قول الله عز وجل:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء94
وتناسوا حديث أسامة بن زيد: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرية إلى الحرقات فنذروا بنا (أي شعروا بنا) فهربوا فأدركنا رجلاً، فلما غشيناه قال: لا إله إلا الله فضربناه حتى قتلناه، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " من لك بلا إله إلا الله يوم القيام؟" فقلت: يا رسول الله، إنما قالها مخافة السلاح، فال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم من أجل ذلك قالها أم لا؟ من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟" فما زال يقولها حتى وددت أني لم أُسلم إلا يومئذ.
اسـتخفوا القتل وصار على الشبهة دون عدل ولا تمييز و غفلوا عن قوله صلى الله عليه وسلم:
"إن بين يدي الساعة الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضا، حتى يقتل الرجل جاره، و يقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس، يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء".
خرجوا على ولي الأمر وقد رأيته بأم عيني يصلي ولم أرَ (منه) كفراً بواحاً، إنما رأيت أخطاءً كثيرة أنكرها عليه وأكرهها وعانيت منها، ولكن من منا لم يخض بعض تلك الذنوب، ومن منا الذي يتطاول عن مقامه فيغفر لفلان أو يوبق فلان، أو يختم لفلان وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: ((من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك))"....فمن يدري بما يختم له.
ثم دعـوا للانشقاق بكل ما اشتق من هذه الكلمة حتى ولو على أبوك إن عاتبك، أو صديقك إن خالفك، ثم تمنوا أن ينشق جيش الوطن وحرضوا على ذلك بكل حيلة ليقتل بعضه بعضا فنفقد شبابنا وأولادنا وندمر سلاحنا بسلاحنا. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية. "
رموا تقصيرنا في ديننا على غيرنا وقالوا منعونا الصلاة في الجيش، وغاب عنا وعنهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان الرجل قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض فيجعل فيه، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون. "
أرادوا أن ينتشر السلاح ليكون وقود الفتن: وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع السلاح في الفتنة (قاله أحمد بن حنبل). والمصيبة أننا نشتريه لقتلنا ولهلاكنا بمال أخوتنا في ديننا، وقال صلى الله عليه وسلم: " إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من قبلكم، وهما مهلكاكم ". وسبحان الله نشتريه بدينارهم في الخليج ودرهمهم في ليبيا والسودان واليمن وسوريا لنهلك النفس والزرع والضرع.
وفي المسند عنه قال: أتى رسـول الله صلى الله عليه وسـلم على قوم يتعاطـون سـيفاً مسلولاً، فقال:
" لعن الله من فعل هذا. أو ليس قد نهيت عن هذا؟. ثم قال: إذا سـل أحدكم سيفه فنظر إليه فأراد أن يناوله أخاه فليغمده ثم يناوله إياه ".
صار التهديد والترويع والخطف بين الأخوة، بالسلاح سهلاً. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أشارَ إلى أخيهِ بحديدةٍ، فإنَ الملائكةَ تَلعنهُ حتى يَضَعْها و إنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأمهِ ". رواه البخاري. ثم أغروا العدو ليغزوا بلادنا وتمنوا العدوان علينا مخالفين قول رب العالمين في كتابه الكريم:
((وتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))
و تراهم يـوادون عـدو الله وقد جهـلوا قـول الله تبارك وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}الممتحنة1
يقطعون الطرقات بالحجارة ويحرقون الإطارات و نسـوا:
عن سهل بن معاذ، عن أبيه قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فضيق الناس المنازل، وقطعوا الطريق، فبعث نبي الله صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي في الناس: "إن من ضيق منزلاً، أو قطع طريقاً، فلا جهـاد له". رواه أبو داود.
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وستون – أو بضع وسبعون – شعبة، أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان ".
روعوا الأهالي والشيوخ و النساء وحتى الرجال بقوة السلاح وتجاهلوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والجلوس بالطرقات" قالوا: يا رسول الله مالنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أبيتم فأعطوا الطريق حقه" قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
وروي عـن عبـد الله بـن عمـرو رضـي الله عنهمـا قـال: قـال رســول الله صـلى الله عليه وسـلم:
"من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة".
ويأمرون الناس بالعصيان وبالقوة يصدونهم عن أعمالهم وتجارتهم ونسوا دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم حبب إلينا الإيمان و زينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين".
شعاراتهم وكتاباتهم أفسـدت الجدران بفحشـها فأنكرتها النفـوس. والنبي صلى الله عليه وسـلم قال:
" ما شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحـش البـذيء ".
أفسدوا صلاة الجمعة وقد تركها كثير من المسلمين (علماً أن لا عذر لمن تركها). ونسوا قول الله عز وجل:
((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا))
لأي سـبب كان. كما نسـوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها، ويبعث يوم الجمعة زهراء منيرة، أهلها يحفون بها كالعروس تهدى إلى كريمها، تضيء لهم يمشون في ضوءها، ألوانهم كالثلج بياضاً، و ريحهم تسطع كالمسك، يخوضون في جبال الكافور، ينظر إليهم الثقلان، ما يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة، لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون".
يمنعون طلاب العلم من المدارس و يروعونهم. وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة".
يحرقون المحاصيل والمتاجر والسيارات وأملاك الناس ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة". رواه البخاري.
لا يتورعون عن ترويع أي أحد كائناً من كان. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين خريفاً".
يتلذذون بالمثلة بالقتيل وما ذلك من ديننا بشيء. فعن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث في خطبته على الصدقة وينهى عن المثلة. والنهي عن المثلة (تعذيب المقتول بقطع أعضائه وتشويه خلقه قبل أن يقتل أو بعده).
كل تلك الفتنة، للأسف، كان وراءها شيوخ غضب وكذب وفجور، وتحريض على الفوضى، وحرفٍ للجهاد، ومناداة للفرقة والتفرق والانشقاق والعصيان، واحتكام لمجلس الأمم، أو تستر وراء جمعية حقوق الإنسان التي في رقبتها ملايين المسلمين والمفقودين والمقتولين والمعاقين والمشردين، ولم نؤمر بذلك إذ يكفينا قول الله تعالى:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً{59} أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً{60} وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً{61}))
وقوله تعالى:
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}النساء65
واختم دعائي بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختـُلِفَ فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم".
واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، واجعل هذه الأسطر جسراً أعبر من خلالها لرضاك، ولا تجعلني جسراً يعبر عليه الآخرين إلى جنتك، ثم تكبني في نارك بجاه وجهك الكريم و اسمك العظيم والحمد لله الملك الكريم الودود.
هذا كلامي للراعي والرعية، فالظلم ظلمات يوم القيامة فلينظر كل واحد منا فعله.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا
اللهم أصلح ذات بيننا وألف بين قلوبنا

تحميل