مميز
EN عربي
الكاتب: الشيخ محمد الحامد
التاريخ: 10/03/2013

حسن اختيار الزوجة

مقالات

حسن اختيار الزوجة


إن حسن الاختيار للزوجة من أولى الدعائم التي ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة وإن المرغبات في المرأة أمور تختلف باختلاف المشارب والأذواق فبعضهم ينكح على مال وبعض الآخر على الجمال وبعض على الحب ومنزلة أسرة المرأة بين الناس فلا ينكح إلا ذات مجد وحسب وبض آخر وهم الخيار ينكحون على الدين والصلاح.


وإن واجب العلماء تبيين أي الأمور من هذه المذكورات هو خير بذلاً للنصيحة وتبليغاً عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم إن خير ما تنكح عليه المرأة دينها وصلاحها وتقواها وإنابتها إلى ربها تبارك وتعالى. مثل هذه تقر العين بها وتؤتمن على نفسها ومال زوجها وتربية أولادها كي تغذوهم بالإيمان مع الطعام وتصيب فيهم أحسن المبادئ مع اللبن. وتسمعهم من ذكر الله تعالى ومن الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ما يشربهم التقوى ويركز فيهم حب الإسلام إلى أن يموتوا والمرء يشيب على ماشب عليه ثم إن صفات الوالدين تتحدر إلى الأولاد وكثيراً ماتظهر هلكة التقوى في الولد تبعاً لأبويه أو لأحدهما أو للعم أو للخال.


وقد ورد الإرشاد النبوي منبهاً إلى هذا فيما رواه ابن عدي وابن عساكر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


(تخيروا لنطفكم فإن النساء يلدن أشباه إخوانهن وأخواتهن) وجاء (إياكم وخضراء الدمن المرأة الحسناء في المنبت السوء)


واستمعوا إلى إرشادات نبيكم صلى الله عليه وسلم في حسن اختيار الزوجات. استمعوا إليها واعملوا بها ولا تعدوها إلى غيرها فهو عليه الصلاة والسلام إمام المرشدين والقائد إلى الفلاح والداعي إلى الرشاد.


روى أحمد بإسناد صحيح والبزاري وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه عن أبي سعيد سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تنكح المرأة على أحد خصال لجمالها ومالها وخلقها ودينها فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك). وروى البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك). وروى الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تزوج امرأة لعزها لم يزده الله إلا فقراً ومن تزوجها لحسبها لم يزده الله إلا دناءة ومن تزوج امرأة لم يرد بها إلا أن يغض بصره ويحصن فرجه ويصل رحمه بارك الله له فيها وبارك لها فيه). وروى ابن ماجة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن ولكن تزوجوهن على الدين ولأمة خرماء - مثقوبة الأذن - سوداء ذات دين أفضل).


وروى أبو داود والنسائي والحاكم واللفظ له وقال صحيح الإسناد عن معقل بن يسار رضي الله تعالى عنه قال: جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب ومال إلا أنها لا تلد أفأتزوجها فنهاه ثم أتاه الثانية فقال له مثل ذلك ثم أتاه الثالثة فقال له: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)


وروى الطبراني مرفوعاً إلى النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (تزوجوا الأبكار فإنهن أعذب أفواهاً وأنتق أرحاماً وأرضى باليسير).


ورى ابن ماجة عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له ومن زوجة صالحة إن أمرها أطاعته وإن نظر إليها سرته وإن أقسم عليها أبرته وإن غاب نصحته في نفسها وماله). وروى النسائي مرفوعاً عنه صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة). وروى القضاعي عنه عليه الصلاة والسلام قال: (إياكم وخضراء الدمن المرأة الحسناء في المنبت السوء).


وروى ابن ماجة والترمذي عن ثوبان رضي الله تعالى عنه قال لما نزلت: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قال بعض أصحابه أنزلت في الذهب والفضة لو علمنا أي المال أفضل فنتخذه فقال عليه الصلاة والسلام: (أفضله لسان ذاكر قلب شاكر وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه). وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح والطبراني والبزار عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سعادة ابن آدم ثلاثة ومن شقوة ابن آدم ثلاثة، المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح، ومن شقوة ابن آدم المرأة السوء والمسكن السوء والمركب السوء). هذا رسولكم عليه الصلاة والسلام فاعملوا به أيها الناس فإن خير الهدى هديه.


تحميل