الشيخ محمد الفحام
الفتوى رقم #58471
التاريخ: 05/03/2019
المفتي:
توزيع ختمات قرآنية عبر المجموعات
التصنيف:
القرآن الكريم وعلومه
السؤال
السلام عليكم مشايخنا الكرام وجزاكم الله خيراً على ماتبذلوه في نفع المسلمين أنا أقوم بتوزيع ختمات قرآنية عبر مجموعة على الفيس مرة بنية قضاء حاجة أو تيسير أمر معين أو بنية الشفاء هل هذا جائز أم يعتبر من البدع لأنني كثيراً ما تعرضت لهذه التهمة بأنني ابتدع في أمر الدين جزاكم الله خيراً
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ لِنَعْلَمْ أخي الكريم! أنَّ أَمْرَ الاستعانةِ بالقرآن الكريم نابعٌ مِنْ توجيه الكتاب العظيمِ ذاتِه وهو كامِنٌ في الكثير من شواهد البيان العظيم منها؛ قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) ومنها؛ قوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) ومنها قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
وهنا يَكْمُنُ القولُ الفصلُ بالسؤالِ المعلومِ الجوابِ: تُرى هل تجد في ذلك التوجيه القرآني أَمْراً يمنع المكلَّف الاستعانةَ بالقرآن أو الاستشفاء به أو طلبَ قضاء الحاجات بتلاوته, وكلُّها دعوةٌ إلى ذلك؟؟!!
أقول: قد ورد في الصحاح والسنن أنَّ نفراً من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا في حيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم فأبَوْا أنْ يُضَيِّفُوهم فلُدِغ سيدُ ذلك الحيِّ, فَسَعَوْا له بكلِّ شيءٍ لا ينفعه شيءٌ, فقال بعضهم: لو أتيتُم هؤلاء الرَّهط الذين نزلُوا لعلَّهم أنْ يكونَ عند بعضهم شيء... والخلاصةُ أنَّ أحدَهم رقَاه (بِالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) _أي الفاتحة وهي قرآن_ فكأنما نَشِطَ من عقال _أي شُفِيَ بقراءة الفاتحة_ ...
ولما بلغ النبيَّ الخبرُ قال لِمَنْ رَقَاه: (وما يدريك أنها رقية) ثم قال: (قد أصبتُم اقتسموا واضربوا لي سهما) أي فيما جعله القوم لكم من جُعْلٍ مُكافأةً.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! ما لقيتُ مِنْ عقربٍ لدغَنِي البارحة, قال: (أما لو قلت حين أمسيتَ أعوذُ بكلماتِ الله التامّات مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ لم تَضُرَّك) ومعنى أعوذ: أتحصَّن, وأتمُّ كلامٍ وأكمله هو كلام الله تعالى بالإجماع.
وفي سنن ابن ماجه عن عليٍّ كرم الله وجهه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدواء القرآن) وفي ذلك كله دلالةٌ واضحةٌ على جواز الاستعانة بكتاب الله
يقول الإمامُ ابنُ القيِّم رحمه الله تعالى ومِنَ المعلومِ أنَّ بعضَ الكلامِ له خواصُّ ومنافعُ مُجَرَّبَةٌ, فما الظنُّ بكلامِ رب ِّالعالمين الذي فضَّلَهُ على كل كلامِ كفضل الله تعالى على خلقه...
وأَتَوَجَّهُ إلى المبدِّعين والمانعين سائلاً أَلَيْسَ في التذكيرِ بالتلاوة على نوايا الخير لعباد الله تعالى تطبيقٌ لأَمْرِ اللهِ تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى), ثم إني أسألُ المنكِرَ إنْ كان في زعمِك أنَّ تلاوةَ القرآن لا تنفعُ فهل تَضُرُّ؟ إنْ كان في زعمِك أنَّ التلاوة لا تتعدى إلى الغير فهل لا ينتفع بها التالي نفسه؟ وهنا لي أن أسألَك فهل هذا هو ظنُّك بالله. فإنْ أبيت إلا التعنت والتعصب لما تقول فلا تُحَجِّر رحمةَ اللهِ تعالى ولا تُشَوِّشْ على عبادِ الله تعالى.
وصفوة القول لأخي السائل: دعْ عنك كلامَ الْمُعَوِّقين واثْبُتْ على ما أنت عليه من التعاون على البر والتقوى والخير وقضاء الحاجات بكتاب الله تعالى, فوربِّك إنَّكم لمأجورون ما أخلصتم العملَ لله تعالى. فأسأل الله تعالى لكم القبول.
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته؛ لِنَعْلَمْ أخي الكريم! أنَّ أَمْرَ الاستعانةِ بالقرآن الكريم نابعٌ مِنْ توجيه الكتاب العظيمِ ذاتِه وهو كامِنٌ في الكثير من شواهد البيان العظيم منها؛ قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً) ومنها؛ قوله تعالى: (وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ*وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ) ومنها قوله تعالى: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)
وهنا يَكْمُنُ القولُ الفصلُ بالسؤالِ المعلومِ الجوابِ: تُرى هل تجد في ذلك التوجيه القرآني أَمْراً يمنع المكلَّف الاستعانةَ بالقرآن أو الاستشفاء به أو طلبَ قضاء الحاجات بتلاوته, وكلُّها دعوةٌ إلى ذلك؟؟!!
أقول: قد ورد في الصحاح والسنن أنَّ نفراً من الصحابة رضي الله عنهم جميعاً انطلقوا في سفرة سافروها حتى نزلوا في حيٍّ من أحياء العرب فاستضافوهم فأبَوْا أنْ يُضَيِّفُوهم فلُدِغ سيدُ ذلك الحيِّ, فَسَعَوْا له بكلِّ شيءٍ لا ينفعه شيءٌ, فقال بعضهم: لو أتيتُم هؤلاء الرَّهط الذين نزلُوا لعلَّهم أنْ يكونَ عند بعضهم شيء... والخلاصةُ أنَّ أحدَهم رقَاه (بِالحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) _أي الفاتحة وهي قرآن_ فكأنما نَشِطَ من عقال _أي شُفِيَ بقراءة الفاتحة_ ...
ولما بلغ النبيَّ الخبرُ قال لِمَنْ رَقَاه: (وما يدريك أنها رقية) ثم قال: (قد أصبتُم اقتسموا واضربوا لي سهما) أي فيما جعله القوم لكم من جُعْلٍ مُكافأةً.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ الله! ما لقيتُ مِنْ عقربٍ لدغَنِي البارحة, قال: (أما لو قلت حين أمسيتَ أعوذُ بكلماتِ الله التامّات مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ لم تَضُرَّك) ومعنى أعوذ: أتحصَّن, وأتمُّ كلامٍ وأكمله هو كلام الله تعالى بالإجماع.
وفي سنن ابن ماجه عن عليٍّ كرم الله وجهه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الدواء القرآن) وفي ذلك كله دلالةٌ واضحةٌ على جواز الاستعانة بكتاب الله
يقول الإمامُ ابنُ القيِّم رحمه الله تعالى ومِنَ المعلومِ أنَّ بعضَ الكلامِ له خواصُّ ومنافعُ مُجَرَّبَةٌ, فما الظنُّ بكلامِ رب ِّالعالمين الذي فضَّلَهُ على كل كلامِ كفضل الله تعالى على خلقه...
وأَتَوَجَّهُ إلى المبدِّعين والمانعين سائلاً أَلَيْسَ في التذكيرِ بالتلاوة على نوايا الخير لعباد الله تعالى تطبيقٌ لأَمْرِ اللهِ تعالى: (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى), ثم إني أسألُ المنكِرَ إنْ كان في زعمِك أنَّ تلاوةَ القرآن لا تنفعُ فهل تَضُرُّ؟ إنْ كان في زعمِك أنَّ التلاوة لا تتعدى إلى الغير فهل لا ينتفع بها التالي نفسه؟ وهنا لي أن أسألَك فهل هذا هو ظنُّك بالله. فإنْ أبيت إلا التعنت والتعصب لما تقول فلا تُحَجِّر رحمةَ اللهِ تعالى ولا تُشَوِّشْ على عبادِ الله تعالى.
وصفوة القول لأخي السائل: دعْ عنك كلامَ الْمُعَوِّقين واثْبُتْ على ما أنت عليه من التعاون على البر والتقوى والخير وقضاء الحاجات بكتاب الله تعالى, فوربِّك إنَّكم لمأجورون ما أخلصتم العملَ لله تعالى. فأسأل الله تعالى لكم القبول.