مميز
EN عربي

الفتوى رقم #57179

التاريخ: 31/08/2017
المفتي:

من القضايا التي لم تكلف بها

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

السلام عليكم كيف حالكم يا علماء الشام الأفاضل معكم أخوكم أبو عثمان من الجزائر أنا لدي سؤال وأنا حلفت يمين بأنه لا أحد سيجيب على سؤالي إلا علماء الشام لأنني صدقا أحبهم وأحب مجالسهم وأثق بعلمهم. شيخنا الكريم سؤالي هو: أنا أؤمن وأعتقد أن أبو لهب لا يخفف عنه العذاب لا في القبر ولا في جهنم ولا يسقى ماء لا في القبر ولا في جهنم. شيخنا الفاضل أنا فقط أريد منك أن تجيبني هل كلامي وأعتقادي صح أم خطأ ولا أريد تفاصيل.وشكرا لكم.
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته بدايةً أَحَبَّكُمُ الله تعالى الذي أحببتُمونا مِن أجلِه ورزَقَنا سبحانه الدخولَ في وسيع رحماتِه, أقول يا سيدي _مُتجاوزاً_ فَلِمَ تـُصِرُّ على قَضيَّةٍ لم يكلَّفْك اللهُ بها, وما جُعِلَتْ أصلاً مِنْ أصولِ الدين فَدَعْ عنك الانْشغالَ بها أو التدخُّل في مَن يرحمه الله تعالى أو لا يرحمه سبحانه فإنَّه فعالٌ لما يُريد لايلزم من عباده بشيء, فأضعفُ الإيمانِ السكوتُ عن القَضيَّةِ, ويَقيني أنَّ مُنكر ونكير لن يسألاكَ عنها, غير أنه لي أنْ أزوِّدك بمقطع حديث من الصحيحين يشير إلى عظيم وسعة رحمته سبحانه وحلمه حتى بعد الحساب والجزاء!!؟ يقول عليه الصلاة والسلام في حديث طويل: (.... ثم يفرغ الله تعالى من القضاء بين العباد ويبقى رجلٌ مُقبِلٌ بوجهِه على النار وهو آخرُ أهل الجنة دخولاً الجنة, فيقولُ: أي ربِّ اصرفْ وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها _أي أهلكني_ وأحرقَني ذَكاؤُها فيدعو اللهَ ما شاءَ أنْ يدعوَه ثم يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: هل عسيتَ إنْ فعلتُ ذلك بك أنْ تسألَ غيرَه فيقول: لا أسألُك غيرَه, ويعطِي ربه مِن عهودٍ ومواثيقَ ما شاءَ اللهُ, فيصرفُ اللهُ وجهَه عن النار فإذا أقبل على الجنة ورآها سَكَتَ ما شاءَ اللهُ أنْ يَسْكُتَ, ثم يقول: أي ربِّ قدِّمْني إلى باب الجنة فيقول الله له: أليس قد أَعْطَيْتَ عهودَك ومواثيقَك لا تسألُني غيرَ الذي أعطيتُك ويلَك, يا ابنَ آدم ما أَغْدَرَكَ فيقول: أي ربِّ, يدعو الله حتى يقولَ له: فهل عسيتَ إنْ أعطيتُك ذلك أن تسألَ غيره فيقولُ: لا وعزَّتِك فيُعْطِي ربَّه ما شاءَ اللهُ مِن عُهودٍ ومواثيقَ فيُقدِّمُه إلى باب الجنة فإذا قام على باب الجنة انفقهت له الجنة _انفتحت واتسعت_ إلخ الحديث الذي يختم بدخوله الجنةَ برحمة ربه. راجعه من أوله إلى آخره برقم/773/ تجدْ أنَّ المولى يَسعُ برحمتِه حتى أولئك, وذلك من الجائزات لا الواجبات على الله تعالى يفعل ما يشاء, فمَنْ وسعتْه رحمتُه أنْ يؤول به إلى الجنة ألا تَسعه رحمته أنْ يُخفِّفَ عن عَمِّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي فرح به يوم ولادته فأعتق جاريته؟؟ خلاصة القول أنه يكمن في ظل رحمة المولى أسرارٌ وأسرار فاترك الأمر لصاحب الأمر بأدب يرقيك ويرفعك ويزكيك بارك الله تعالى فيك.