مميز
EN عربي

الفتوى رقم #55943

التاريخ: 18/10/2016
المفتي:

كيف أصل إلى كمال الإيمان ؟

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاكم الله عنا كل خير . سؤالي هو كيف أصل إلى كمال الإيمان . أنا مؤمن والحمد الله ولكن أشعر أن إيماني ليس كاملاً . وأنا أريد أن أصل إلى أعلى مقام الإيمان وهو الإحسان
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أخا الإيمان مِن المعلوم أنَّ الإيمانَ يزيد وينقص بمقتضى العمل الصالح بصريح قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) فلا يُذكر الإيمان في كتاب الله تعالى إلا مقرونا بالعمل الصالح, ولا صلاح لأي عمل إلا بصادق النية وذلك _أي العمل الصالح_ شرطٌ لزيادة الإيمان فإنْ قَصَّر بك العملُ أَضَرَّ في إيمانك, وهكذا يكون العبد في سبيل القبض أو البَسط حسبَ زيادةِ العملِ ونُقْصانِه والمنهج في ذلك في العمل بسنة الهادي الأمين عليه الصلاة والسلام للوصول إلى ذلك المأمول عبر التَّحَقُّق بتوجيه الله تعالى في بيانه الكريم: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) تأمَّلْ معي شرطَ صحة الائتساء أوَّلاً؛ لمن كان يرجو الله قال المفسرون يرجو الله أي يخافه ومعلوم أن الخوف من الله تعالى ترجمةٌ للمراقبة المثمرةِ معرفةً لجلال الله تعالى وهذا من دوافع الرجاء الذي يجعل العبد طامعا برحمة راجياً ثوابه. واليوم الآخر؛ الحساب والجزاء وخطر السؤال أي فيخشى من سوء المآل يوم العرض على ذي الجلال. وذكر الله كثيراً؛ أي كان على المنهج النبوي في توليد طاقات الهمة للمداومة على العمل الصالح بالإدمان على ذكره سبحانه العمر كلَّه عبر أوراد رتيبة نثرها سيِّدُ الوجودِ صلى الله عليه وسلم في دوحات عبادات الإنسان لاسيما الصلوات المكتوبة, وساحة النوافل الرحبة تجد نظامها المستعذب في كتاب الأذكار للإمام النووي رضي الله عنه. وفقك الله تعالى وسدد خطاك وزاد في إيمانك حتى يكون منتهاه جنة عرضها السموات والأرض أُعِدَّتْ للمتقين. لا تنسني من صالح دعائك.