مميز
EN عربي

الفتوى رقم #44008

التاريخ: 11/01/2014
المفتي:

كلام العلماء في وصول الثواب للميت

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على حبيبي وقرة عيني محمد وعلى ءاله وصحبه أجمعين أما بعد السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته إني عبد أحب أن أتصدق على إخواني ممن أنتقل إلى رحمة الله هل الصيام والصدقة والعمرة وغرس الاشجار ومساعدة المحتاجين واليتامى والتكفل بهم كل صفات الخير والاحسان هل تصل إخواني من عرفتهم ومن لم أعرفهم وجزاكم الله بألف خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولاتنسونا من دعائكم لي
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلاةً تُرضيه ويرضى بها ربنا عنا سبحانه, وبعد؛ فإنه مما لاشك فيه عند جمهور العلماء انتفاع الميت بعمل الحي إذا وهبه ثوابها, وهو من عظيم رحمة الله تعالى بهذه الأمة أنْ رحمهم ببعضهم البعض، وقد جعل من ذلك عبادةً جليلة تُحفظ لفاعلها, والأدلة على هذا كثيرة غزيرة. قال عكرمة: في قوله تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) النجم39/ إنَّ ذلك لقوم موسى وإبراهيم عليهما السلام. أما هذه الأمة فلهم ما سَعَوا وسعى لهم غيرهم لما يُروى في الصحيح أنَّ امرأة رَفَعَتْ صبياً فقالت: يا رسول الله؛ ألهذا حجٌّ؟ فقال: (نعم, ولك أجر) وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتُلِتَتْ نفسُها, وأراها لو تكلمت تصدَّقت, فهل لها مِن أجر إنْ تصدَّقت عنها؟ قال صلى الله عليه وسلم: (نعم) بخاري وغيره هذا وفي كتاب الهداية للمرغيناني قال: الأصلُ في هذا الباب أنَّ الإنسان له أن يجعل ثواب عمله لغيره صلاةً أو صوماً أو صدقةً أو غيرها عند أهل السنة والجماعة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه ضحى بكبشين أملَحَيْن أحدهما عن نفسه, والآخر عن أمته ممَّن أَقَرَّ بوحدانية الله وشَهِدَ له بالبلاغ) أحمد وأبوداود . وفي الحاشية لابن عابدين؛ صرَّح علماؤنا في باب الحج عن الغير بأنَّ للإنسان أنْ يجعل ثوابَ عمله لغيره صلاةً أو صدقة أو غيرها, واستدلُّوا بما رُوي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وإذا تصدق بصدقة تطوعاً فيجعلها عن أبويه, فيكون لهما أجرها, ولا ينتقص من أجره شيئاً) أحمد في المسند وقال أيضا: قال بعضهم _أي من أهل العلم_: إن الأفضل لمن يتصدق نفلاً أن ينوي لجميع المؤمنين والمؤمنات لأنها تصل إليهم, ولا ينتقص من أجره شيء, وهو مذهب أهل السنة والجماعة. وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالصدقة عن الموتى من الأعمال الصالحة, وكذلك ما جاءت به السنة من الصوم عنهم, وبهذا وغيره احتجَّ من قال من العلماء: إنه يجوز إهداء ثواب العبادات المالية والبدنية إلى موتى المسلمين كما هو مذهب أحمد وأبي حنيفة وطائفة من أصحاب مالك والشافعي, فإذا أُهدي لميت ثواب صيام أو صلاة أو قراءة جاز ذلك. وعليه فأسأل الله تعالى لك القبول والنَّماء, ولعملك الطيب ذاك البركة والبهاء بمكان ينفعك وينفع عباده الصالحين, ويرفعك في الدارين رفعةَ عبادِه المقرَّبين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحَسُنَ أولئك رفيقا. ولا تنسَ أن تخصني بما تحب من صالح العمل والدعاء فكم أنا بحاجة إلى دعوة أخ محبٍّ في الله تعالى ثبَّتَك الله وأدام نفعك آمين.