مميز
EN عربي

الفتوى رقم #41053

التاريخ: 10/08/2013
المفتي:

ما هي علامات قبول الأعمال الصالحة عن الله

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم سؤالي هو إذا عمل شخص ما عمل صالح فما علامات قبول عمله عند الله تعالى وشكراً
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد فإن أهم علامات القبول وأجلاها ثمرات الإخلاص الذي هو شرط صحة العمل، فمن أخلص في العمل نال الأمل. هذا؛ وللإخلاص تعاريفُ عدة منبع معناها واحد وهو غيبة الخلق _أثناء العمل_ بشهود الحق قال تعالى: (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ). أي فالعمل من أجل السِّوى محبط للثَّواب ومُعطِّل للحكمة ورحم الله الفضيل بن عياض إذ يقول: ترْكُ العمل من أجل الناس رياءٌ والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما. وأما علامات القبول فهي كثيرة لأنها من جملة عطاءات المولى سبحانه فمنها؛ يُسْرُ العمل وتذليل أسبابه وانشراحُ الصدر ولينُ الجوارح ونشاطُها لطاعة، وحسنُ الحال، والارتقاءُ في معراج الخُلُقِ الحسن، والشوقُ الدائم إلى تجدد العبادة تحققاً بمحبوب الله في ذلك إذ إنَّ الله يحب العبد الحالَّ المرتحِل أي الذي يستهِلُّ العملَ بعبادة جديدة فَوْرَ انتهائه من التي قبلها، ومنها؛ الشعورُ الدائم بالتقصير حيالَ الحق الإلهي فيدفعه ذلك إلى كثرة الاستغفار تحققاً بقوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ...). ومنها؛ طلبُ الإقالة والستر من الله تعالى كدليل على شهود عظمة المعبود جل جلاله. ومنها؛ إعطاءُ الطاعة حقَّها من المقدمات كالوضوء للصلاة قبل دخول وقتها لأدائها في أول وقتها الذي هو من أحب الأعمال إلى الله تعالى. وغيرها كثير يستجليها المخلص عبر تجدد العمل وواقع الشهود بمقدمة المراقبة في جوهر المعنى السامي لقوله صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). وفقك الله وسدد خطاك ونور قلبك بسر الإخلاص وهداك وأعانك على معرفة سبل الوصول إلى جوهر الأصول.