الشيخ محمد الفحام
الفتوى رقم #3646
بين الشيخ والمريد
السؤال
السلام عليكم سيدي كتب ربي أن يكون شيخي في بلدة وأكون في بلدة وألقى ربي محبته في قلبي والشوق الدائم اليه ولحضور الدروس ولا يتيسر لي السفر اليه في كل الأوقات السؤال سيدي كيف أنال من بركات وعلوم شيخي وكيف أحظى بأوفر نصيب من التربية والتزكية رغم البعد الحسي عنه وأن يكون راض عني وكل متى تجب علي الزيارة له
بسم الله والحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدي رسولِ اللهِ وآلِهِ وصَحْبِهِ ومَنْ والاهُ، وبعد؛ فإنَّ أَصلَ التَّواصلِ بينَ الشيخِ الْمُرَبِّي والمريد يَتَعَلَّقُ بالتفاعُلِ بمنهَجِ الطريقِ إلى اللهِ تعالى مِنْ طَلَبِ العِلْمِ النَّافِعِ مع التَّوْجِيهِ الزَّاكي الدَّائمَ عَبْرَ ما يُتاحُ مِنْ وسائلَ وهي اليومَ كثيرةٌ ويَسيرةٌ، ولْنَعْلَمْ أنَّ الْمُعَوَّلَ عليه في الطريقِ تطبيقُ الْمَنْهَجِ الْمَرْضِيَّ على القولِ والفعلِ، لا القُرْبُ الحِسِّي، ذلكَ أنَّ التفاعُلَ مع ثوابتِ الطَّريقِ هو ما يُحَقِّقُ القُرْبَ النَّافِعَ الْمُحَلِّقَ بالرُّوحِ في آفاقِ المعرفةِ باللهِ تعالى، والسبيلُ إلى ذلكَ الصِّدقِ في نظامِ التَّطبيقِ الْمُوصِلِ إلى القُرْبِ المعنويِّ وهو الأَنْفَعُ والأَرفَعُ لأَنَّه النَّافِذَةُ إلى الوصولِ الحقِّ بالمعرفَةِ الهادِيَةِ إلى إدراكِ المقامِ الأَسْمى بالتوحيد في مقامِ التَّفريدِ، فَكَمْ مِنْ قريبٍ بعيدٌ بعلة السلب في شدَّةِ القُرْبِ فكثيراً ما يكون حجاباً، وكَمْ مِنْ بَعيدٍ قريب بِحُكْمِ الأدَبِ الفِطْرِيِّ الفارِضِ نَفْسَهُ، والشُّعورِ بمسيس ِالحاجَةِ إلى المربي الدافع إلى السؤالِ عن خَبايا النفس وأهوائها والشفاء منها.
هذا؛ وكَمْ مِنْ مريدٍ صادِقٍ بَعُدَ حِسّاً لكنْ كانَ أَقربَ مِنْ كُلِّ قَريب، وتعليلُ ذلك أَنَّهُ لَمَّا كانَ الْمُرَبِّي دالاً على مَسالِكِ الطَريقِ إلى اللهِ تعالى، ومُوَضِّحاً مَعالِمَهُ بِبِضاعَةِ الرحمنِ سبحانه -شريعتِهِ الغَرَّاء- كان ذلكَ القُرْبِ بِتَوْفيقٍ مِنَ اللهِ تعالى بما هو أَهلُهُ لأَنَّ القُرْبَ الحقيقيَّ به ومنه وإليه، وهو سبحانه القريبُ المجيبُ الْمُتَجَلِّي على عبدِهِ بالإيجادِ والإمدادِ ما دام مرتبِطاً مع مُرَبِّيهِ بالعهدِ للهِ ورسولِهِ صلى الله عليه وسلم.
وعليه؛ فَكُنْ على يَقينٍ بصلَةِ الوَصلِ ما دُمْتَ على آداب الطريق، ولَيُذَلِّلَنَّ المولى سبحانه لَكَ السُّبُلَ بِبَركاتٍ هادِيَةٍ، وأنوار سارية.
فَتَحَ اللهُ تعالى عليكَ وعَرَّفَكَ وأَدامَ نَظَرَ أهلِ اللهِ تعالى علينا جميعاً.
مع الرجاء بصالح الدعاء.
بسم الله والحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على سيدي رسولِ اللهِ وآلِهِ وصَحْبِهِ ومَنْ والاهُ، وبعد؛ فإنَّ أَصلَ التَّواصلِ بينَ الشيخِ الْمُرَبِّي والمريد يَتَعَلَّقُ بالتفاعُلِ بمنهَجِ الطريقِ إلى اللهِ تعالى مِنْ طَلَبِ العِلْمِ النَّافِعِ مع التَّوْجِيهِ الزَّاكي الدَّائمَ عَبْرَ ما يُتاحُ مِنْ وسائلَ وهي اليومَ كثيرةٌ ويَسيرةٌ، ولْنَعْلَمْ أنَّ الْمُعَوَّلَ عليه في الطريقِ تطبيقُ الْمَنْهَجِ الْمَرْضِيَّ على القولِ والفعلِ، لا القُرْبُ الحِسِّي، ذلكَ أنَّ التفاعُلَ مع ثوابتِ الطَّريقِ هو ما يُحَقِّقُ القُرْبَ النَّافِعَ الْمُحَلِّقَ بالرُّوحِ في آفاقِ المعرفةِ باللهِ تعالى، والسبيلُ إلى ذلكَ الصِّدقِ في نظامِ التَّطبيقِ الْمُوصِلِ إلى القُرْبِ المعنويِّ وهو الأَنْفَعُ والأَرفَعُ لأَنَّه النَّافِذَةُ إلى الوصولِ الحقِّ بالمعرفَةِ الهادِيَةِ إلى إدراكِ المقامِ الأَسْمى بالتوحيد في مقامِ التَّفريدِ، فَكَمْ مِنْ قريبٍ بعيدٌ بعلة السلب في شدَّةِ القُرْبِ فكثيراً ما يكون حجاباً، وكَمْ مِنْ بَعيدٍ قريب بِحُكْمِ الأدَبِ الفِطْرِيِّ الفارِضِ نَفْسَهُ، والشُّعورِ بمسيس ِالحاجَةِ إلى المربي الدافع إلى السؤالِ عن خَبايا النفس وأهوائها والشفاء منها.
هذا؛ وكَمْ مِنْ مريدٍ صادِقٍ بَعُدَ حِسّاً لكنْ كانَ أَقربَ مِنْ كُلِّ قَريب، وتعليلُ ذلك أَنَّهُ لَمَّا كانَ الْمُرَبِّي دالاً على مَسالِكِ الطَريقِ إلى اللهِ تعالى، ومُوَضِّحاً مَعالِمَهُ بِبِضاعَةِ الرحمنِ سبحانه -شريعتِهِ الغَرَّاء- كان ذلكَ القُرْبِ بِتَوْفيقٍ مِنَ اللهِ تعالى بما هو أَهلُهُ لأَنَّ القُرْبَ الحقيقيَّ به ومنه وإليه، وهو سبحانه القريبُ المجيبُ الْمُتَجَلِّي على عبدِهِ بالإيجادِ والإمدادِ ما دام مرتبِطاً مع مُرَبِّيهِ بالعهدِ للهِ ورسولِهِ صلى الله عليه وسلم.
وعليه؛ فَكُنْ على يَقينٍ بصلَةِ الوَصلِ ما دُمْتَ على آداب الطريق، ولَيُذَلِّلَنَّ المولى سبحانه لَكَ السُّبُلَ بِبَركاتٍ هادِيَةٍ، وأنوار سارية.
فَتَحَ اللهُ تعالى عليكَ وعَرَّفَكَ وأَدامَ نَظَرَ أهلِ اللهِ تعالى علينا جميعاً.
مع الرجاء بصالح الدعاء.