الشيخ محمد الفحام
الفتوى رقم #3630
حكم ترديد 100 مرة "رب ارحهما كما ربياني صغيرا
السؤال
ما حكم ترديد 100 قول "رب ارحهما كما ربياني صغيرا" واتخاذه وردا يوميا ، ارجو من الشيخ الفحام الاجابة عليه ان امكن، و جزاكم الله خيرا ونفع بكم المسلمين في الدارين.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد؛ فإن جَذْرَ الأَمْرِ بالدعاءِ للوالدَيْن هو بَيانُ اللهِ تعالى: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) لكن لا أدري ما القصد من هذا السؤال! ترى هل الاستكفاءُ بتكرارها مائةَ مَرَّة لِتُتَرْجِمَ البرَّ المطلوب؟ أي: أنَّك إذا أتيت بها بِعَدِّ السُّبْحَةِ تكفيك عما طُولِبْتَ به مِنْ بِرِّهما، فإن كان القصد من السؤال هذا فقد مِلْتَ عن الجادَّة وَوَقَفْتَ مَوْقِفاً مُغايِراً لِلمقاصِدِ الشرعية الهادية.
وإنْ كان القَصْدُ الاسْتِذْكار حذراً من الغفلة عن أداء حقهما عليك فلا حرج أنْ يكون ذلك وسيلةً مذللة للوصول إلى الغاية المطلوبة.
وإن كان الدعاء بالرحمة لهما لأنهما مُنْتَقِلان، فَأَنْعِمْ به مِنْ عبادةٍ هادفةٍ نُدِبْنا إلى تكرارها في صلواتنا فَضْلاً عن كونِها قرآناً ودعاءً، فبالتِّلاوَةِ هبة ثوابِ قراءَتِها إلى روحِهما يَنْتَفِعانِ به، وبالدُّعاءِ يَرْفَعُ اللهُ تعالى درجَتَهما على الدوام في علياء جنانه.
بقي الإشارة إلى أنَّ دوامَ الدعاءِ أَمْرٌ مشروعٌ، وكُلَّما أَكْثَرَت أكثر الله خيره عليك فانْتَفَعْتَ ونَفَعَ اللهُ بك، وأنَّ تكرار تلاوةِ القرآنِ _ولو آيةً_ أَمْرٌ مَشْروعٌ فاحْرِصْ على الاسْتِدامَةِ مُتَحَقِّقاً بِكَوْنِها عبادةً تَتَقَرَّبُ بها إلى اللهِ تعالى، ثُمَّ احْذَرْ ما أنتَ أَدْرَى به مِنْ قُصُودٍ قد لا تَرْتَقِي إلى المستوى المطلوب والعَهْدِ الْمَنْشُود.
ذلك أنَّ الأصل إنما هو التَّحَقُّقُ بالعَجْزِ عن أداءِ حقوقِهما، فلو جاهَدَ الابنُ العمرَ كُلَّهُ في خِدْمَتِهما لما وَفَّاهما ولا جُزْأً مِنْ حَقِّهما، أرأيت إلى قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما لَمَّا استأْذَنَهُ رجلٌ في الجهاد: (أحيٌّ والداك)؟ قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد)، وكذا للرجل الذي قال لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: إني أشتهي الجهاد، ولا أَقْدِرُ عليه، فقال: (هل بَقِيَ مِنْ والدَيْكَ أَحَدٌ)؟ قال: أُمِّي. قال صلى الله عليه وسلم: (قابِلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فَعَلْتَ ذلك، فأَنْتَ حاجٌّ، ومُعْتَمِرٌ، ومجاهدٌ) وكذا قولُه صلى الله عليه وسلم لِمَنْ قال: أُريدُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ: أُمَّكَ حَيَّة ؟ فقال: نعم. فقال صلى الله عليه وسلم: (الْزَمْ رِجْلَها فَثَمَّ الجنة)، وكذا جوابُهُ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ سألَهُ: ما حَقُّ الوالدَيْن على وَلَدِهما؟ قال: (هما جَنَّتُكَ ونارُك) تُرى فَما نِسْبَةُ أداءِ حَقِّهما في العدِّ الحِسابي الذِّهْنِي بعد هذا الكلام الجليل الخطير؟؟ لا سيما وأنَّ وحيَ اللهِ على قلب نبيه الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم قال: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) فاللَّهُمَّ ارْزُقْنا مَعْرِفَةَ حَقِّهِما والاعترافَ بِفَضْلِهِما نَفَسَاً بعد نَفَسٍ إلى الملتقى معهما في صحبة النبي الأكرم صلة الله عليه وسلم يوم لاينفعنا إلا صلاح العمل والصحيح مما ندبنا للعمل به والصدق فيه نلقاك وأنت راضٍ عنا يارب العالمين وفقك الله تعالى إلى أرجى الأعمال قبولا مع العفو والعافية.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدي رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد؛ فإن جَذْرَ الأَمْرِ بالدعاءِ للوالدَيْن هو بَيانُ اللهِ تعالى: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) لكن لا أدري ما القصد من هذا السؤال! ترى هل الاستكفاءُ بتكرارها مائةَ مَرَّة لِتُتَرْجِمَ البرَّ المطلوب؟ أي: أنَّك إذا أتيت بها بِعَدِّ السُّبْحَةِ تكفيك عما طُولِبْتَ به مِنْ بِرِّهما، فإن كان القصد من السؤال هذا فقد مِلْتَ عن الجادَّة وَوَقَفْتَ مَوْقِفاً مُغايِراً لِلمقاصِدِ الشرعية الهادية.
وإنْ كان القَصْدُ الاسْتِذْكار حذراً من الغفلة عن أداء حقهما عليك فلا حرج أنْ يكون ذلك وسيلةً مذللة للوصول إلى الغاية المطلوبة.
وإن كان الدعاء بالرحمة لهما لأنهما مُنْتَقِلان، فَأَنْعِمْ به مِنْ عبادةٍ هادفةٍ نُدِبْنا إلى تكرارها في صلواتنا فَضْلاً عن كونِها قرآناً ودعاءً، فبالتِّلاوَةِ هبة ثوابِ قراءَتِها إلى روحِهما يَنْتَفِعانِ به، وبالدُّعاءِ يَرْفَعُ اللهُ تعالى درجَتَهما على الدوام في علياء جنانه.
بقي الإشارة إلى أنَّ دوامَ الدعاءِ أَمْرٌ مشروعٌ، وكُلَّما أَكْثَرَت أكثر الله خيره عليك فانْتَفَعْتَ ونَفَعَ اللهُ بك، وأنَّ تكرار تلاوةِ القرآنِ _ولو آيةً_ أَمْرٌ مَشْروعٌ فاحْرِصْ على الاسْتِدامَةِ مُتَحَقِّقاً بِكَوْنِها عبادةً تَتَقَرَّبُ بها إلى اللهِ تعالى، ثُمَّ احْذَرْ ما أنتَ أَدْرَى به مِنْ قُصُودٍ قد لا تَرْتَقِي إلى المستوى المطلوب والعَهْدِ الْمَنْشُود.
ذلك أنَّ الأصل إنما هو التَّحَقُّقُ بالعَجْزِ عن أداءِ حقوقِهما، فلو جاهَدَ الابنُ العمرَ كُلَّهُ في خِدْمَتِهما لما وَفَّاهما ولا جُزْأً مِنْ حَقِّهما، أرأيت إلى قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما لَمَّا استأْذَنَهُ رجلٌ في الجهاد: (أحيٌّ والداك)؟ قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما فجاهد)، وكذا للرجل الذي قال لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: إني أشتهي الجهاد، ولا أَقْدِرُ عليه، فقال: (هل بَقِيَ مِنْ والدَيْكَ أَحَدٌ)؟ قال: أُمِّي. قال صلى الله عليه وسلم: (قابِلِ اللهَ في بِرِّها، فإذا فَعَلْتَ ذلك، فأَنْتَ حاجٌّ، ومُعْتَمِرٌ، ومجاهدٌ) وكذا قولُه صلى الله عليه وسلم لِمَنْ قال: أُريدُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ: أُمَّكَ حَيَّة ؟ فقال: نعم. فقال صلى الله عليه وسلم: (الْزَمْ رِجْلَها فَثَمَّ الجنة)، وكذا جوابُهُ صلى الله عليه وسلم لِمَنْ سألَهُ: ما حَقُّ الوالدَيْن على وَلَدِهما؟ قال: (هما جَنَّتُكَ ونارُك) تُرى فَما نِسْبَةُ أداءِ حَقِّهما في العدِّ الحِسابي الذِّهْنِي بعد هذا الكلام الجليل الخطير؟؟ لا سيما وأنَّ وحيَ اللهِ على قلب نبيه الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم قال: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ) فاللَّهُمَّ ارْزُقْنا مَعْرِفَةَ حَقِّهِما والاعترافَ بِفَضْلِهِما نَفَسَاً بعد نَفَسٍ إلى الملتقى معهما في صحبة النبي الأكرم صلة الله عليه وسلم يوم لاينفعنا إلا صلاح العمل والصحيح مما ندبنا للعمل به والصدق فيه نلقاك وأنت راضٍ عنا يارب العالمين وفقك الله تعالى إلى أرجى الأعمال قبولا مع العفو والعافية.