مميز
EN عربي

الفتوى رقم #3540

التاريخ: 29/06/2021
المفتي:

قراءة الصلاة الجلجلوتية

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته سؤالي هو ... القصيدة الجلجلوتية المنسوبة لسيدنا الإمام علي كرم الله وجهه هل تجوز قراءتها وحفظها جزاكم الله خيرا 

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد فإنَّ القصيدةَ التي تسأل عنها قد اختَلَفَ الناسُ في نِسْبَتِها إلى سيدِنا عليٍّ رضي الله تعالى عنه اختلافا كبيراً لاسيما عند الخبير بعلم الإمام وبلاغته وعربيَّته الرصينة البعيدة عن مبتذل القول، ومدى ارتباطه بِكَلِمِ الوحْيِ الْمُبين والنبيِّ الأمينِ عليه الصلاة والسلام بأنَّهُ بابُ مدينةِ عِلْمِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. ناهيك عما تَحْوِيهِ القصيدة مِنَ الطَّلاسِمِ والكَلِماتِ غَيْرِ المفسرة والأسماء الغريبة ما تورِثُ إشكالاً كبيراً لدى القارئ، وكذا السامع.   

أَضِفْ إلى ذلك ما يُمْكِنُ أنْ يَتَعَرَّضَ له قارئُها مِنَ الدخولِ في مَتاهاتٍ مُؤْذِيَةٍ قد لا يَمْلِكُ سبيلا للخُروجِ منها بحال، ولا يعرف لها مَسْلَكاً للنَّجاةِ مِنْ شَرَكِ الضبابية التي قد تحصل بالخوض في معانِيها ومِدْلولاتِها.  

هذا؛ ومعلومٌ أنَّ فيما حَواهُ سيِّدُنا عليٌّ كرمَ الله وجهَه مِنْ علوم القرآنِ والسُّنَّةِ الهادِيَةِ غُنْية لا سيما في بيان الله تعالى من عظيم آيةِ الكرسيِّ وجليل تلاوة المعوِّذات إضافةً إلى العلمِ بأنَّ المعوِّذات هي ما أوحى اللهُ تعالى بها على نبيِّهِ الأكرمِ صلى الله عليه وسلم بعد أنْ سَحَرَهُ لَبيدُ بنُ الأَعْصَم اليهودي، زد على ذلك الفاتحة الشافية وأدعية الشفاء النبوية المجموعة في كتب الحديث لاسيما كتاب الأذكار النووية للإمام النووي عليه الرحمة والرضوان.

وعليه ؛ فالأَسْلَمُ عدمُ الخَوْضِ فيما يُشَوِّشُ الذهنَ والخاطِرَ، والتَّوَجُّهُ إلى ما يَسْلَمُ به العقلُ والقلبُ، وتأْنَسُ له الرُّوحُ، ويُلامِسُ أحوالَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأصحابِه الكرامِ جميعاً رضوان الله تعالى عليهم أجمعين الذين متَّعهم الله تعالى بسلامة العقيدة ونور النبوة الذي أحال كل شاغل قديم إلى عامل من عوامل الإيمان الناهضة للعقل والقلب.

اللهم اجعلنا على قدمهم وارزقنا ما رزقتهم من الحب والاتباع.  مع الرجاء بصالح الدعاء.