الشيخ محمد الفحام
الفتوى رقم #3479
مصير سهم (المؤلفة قلوبهم) اليوم
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود الاستفسار عن اشكال المستفيدين من الزكاة في وقتنا الحالي أي ماهو التفسير المعاصر للآية { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } ما هو المعنى الأوسع للمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين لم تعريف الفقير والمسكين محصور في تحصيله على الطعام المستهلك اليومي اي اذا اشتريت لشخص متوسط الحال وسيلة نقل عمومية ليس عنده قدرة ان يشتريها الا يعتبر هذا من الزكاة وفك رقبته من مسألة الناس؟
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد أيها الأخُ الكريم فإنَّه لا إِشْكالَ على الإطلاقِ فالمسألة مرتبطَةٌ بمعرفَةِ الحُكْمِ وفِقْهِ المسألة من بابها ليس إلا، فالآيةُ الكريمةُ عَيَّنَتْ عبرَ ربْطِ الأَمْرِ بصاحِبِهِ ووجودِه على الحقيقةِ، ودونَكَ هذا التفصيلَ اللطيف؛ للفقراء والمساكين؛ الفقير؛ قيل: هو الْمُعْدَمُ الذي لا يَجِدُ حاجتَهُ من المال، وقال الحنفيةُ: هو مَنْ له أدنى شيءٍ مِن المالِ، ولكنْ لا يكفيه لِسَدِّ حاجتِه فقالوا: هو مَنْ عندَهُ دونَ نصابٍ، وأما المسكين، فهو أسوأُ حالاً مِنَ الفقيرِ على خلافٍ عند الفقهاء، غير أنهما محلُّ الصدقَةِ باتفاق. والعاملين عليها؛ هم السُّعاةُ الذين يتولَّوْنَ جِبايَةَ الصدقاتِ وإيصالَها إلى أهلِها، فيتقاضَوْنَ من الزكاةِ بقدْرِ ما يَسْتَحقون من الأجر المقابل لجهدهم دون زيادة. والمؤلفة قلوبهم؛ هُمْ قومٌ أَسْلَمُوا ولَمَّا يَثْبُتِ الإيمانُ في قلوبِهم أي على ضعفٍ وذلك ترغيباً في الإسلام ، لِيُدْركُوا حقيقتَه وجوهَرَه من خلال العيش في مجتمعه، فيثبت بذلك الإيمانُ بعدُ في قلوبهم واليوم لم يعد لهؤلاء وجود. وهنالك تفصيلٌ وجيهٌ للفقهاءِ والمفسِّرينَ كالإمامِ الجصاصِ في كتابه تفسير آيات الأحكام والإمامِ القرطبي في تفسيره وغيرِهما، ولك أن ترجع إلى التفسير المنير للعلامة الدكتور وهبة الزحيلي المعاصر رحمه الله تعالى ففيه تفصيلٌ مُريح. في الرقاب؛ هم المكاتَبون الأَرِقاءُ لتحرير رقابهم مِنَ الرِّقِّ، وكذلك هذا لم يَعُدْ موجوداً. والغارمين؛ هم المدينون فَيعْطَوْنَ مِنَ الزكاة لوفاءِ دينِهم. أما سؤالك عن شرائك وسيلةَ نقلٍ من مالِ الزكاة لفقيرٍ قاصرٍ عن كفايَةِ ما حُمِّلَ مِنْ نَّفَقَةٍ ففي هذه الطريقة مغالَطة، ذلك أنَّ مالَ الزكاة لا بد لِصِحَّةِ إسقاطه من إيصالِه إلى الفقير مِنَ التَّمْليكِ والصوابُ أنْ يُحَمَّلَ الفقيرُ الدَّيْنَ في ذِمَّتِهِ طالَمَا أنَّ ما حَمَلَهُ مِنْ ثمنِ الوسيلةِ ضِمْنَ حاجاتِهِ الأصليَّةِ كمَصْدَرٍ لِلْعَيْشِ لا سبيلَ لَدَيْهِ سواه وهو في الأصلِ فقيرٌ لا يَمْلِكُ نصاباً أي هو فقيرٌ على الحقيقة الشرعية. وفي سبيل الله؛ أي: الجهاد فَلَهُمْ سهمٌ مِنْ مالِ الزكاة يَسْتَعينون به على جهادِهم في الدِّفاع عن الدِّيِن والبلادِ والعباد. وابن السبيل؛ هو المسافرُ الذي انْقَطَعَ سبيلُ نفقتِه على نَفْسِهِ وعَجِزَ عن الوصولِ إلى ما يَمْلِكُ مِنْ مالٍ في بلَدِهِ الأصليِّ فَلَهُ سهمٌ من الزكاةِ يُبْلِغُهُ بَلَدَهُ. في الختام أقول: كثيراً ما يُغالِطُ الناسُ أنفسَهُمْ بالتَّفْريق في جزئيات الثوابت، فالقرآن هو القرآن والتفسيرُ هو التفسيرُ الْمُرْتَبِطُ بالأَدِلَّةِ من الكتاب والسنَّةِ وعَمَلِ الصحابَةِ رضي الله عنهم ما كان مرتكز الأئمة رضي الله تعالى عنهم في نظرهم واجتهادهم مع أهليتهم في النظر والاجتهاد، أمَّا أنْ يقال: هنالكُ تفسيرٌ معاصِرٌ وتفسيرٌ غيرُ مُعاصرٍ فذلك مِنَ المغالَطَاتِ المسيئةِ لبيانِ اللهِ التي يُقابِلُها قولُ المتجرئين على كتاب الله تعالى وهدي نبيِّه صلى الله عليه وسلم القائلين: بأنَّهُ ينبغي إسقاطُ بيانِ اللهِ تعالى على ما تَهوى الأَنْفُسُ عبرَ اصطلاحاتٍ وافِدةٍ من هنا وهناك لا تُسْمِنُ ولا تُغْنِي مِنْ جوعٍ لذلك بقليلٍ مِنَ التَّدَبُّرِ والاستيعابِ وسؤالِ أهلِ الذِّكْرِ نُدْرِكُ أنَّ الشريعةَ الإسلاميةَ صالحةٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وأنَّ خِطابَ الحقِّ سبحانَهُ للأُمَّةِ إلى يوم القيامة. ثم إنَّ الوصولَ إلى المرادِ السليم يَتَحَقَّقُ بالفهم السليم الذي لا يَتَأَتَّى إلا بسؤال أهل الذكر أمر سبحانه بقوله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُو
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد أيها الأخُ الكريم فإنَّه لا إِشْكالَ على الإطلاقِ فالمسألة مرتبطَةٌ بمعرفَةِ الحُكْمِ وفِقْهِ المسألة من بابها ليس إلا، فالآيةُ الكريمةُ عَيَّنَتْ عبرَ ربْطِ الأَمْرِ بصاحِبِهِ ووجودِه على الحقيقةِ، ودونَكَ هذا التفصيلَ اللطيف؛ للفقراء والمساكين؛ الفقير؛ قيل: هو الْمُعْدَمُ الذي لا يَجِدُ حاجتَهُ من المال، وقال الحنفيةُ: هو مَنْ له أدنى شيءٍ مِن المالِ، ولكنْ لا يكفيه لِسَدِّ حاجتِه فقالوا: هو مَنْ عندَهُ دونَ نصابٍ، وأما المسكين، فهو أسوأُ حالاً مِنَ الفقيرِ على خلافٍ عند الفقهاء، غير أنهما محلُّ الصدقَةِ باتفاق. والعاملين عليها؛ هم السُّعاةُ الذين يتولَّوْنَ جِبايَةَ الصدقاتِ وإيصالَها إلى أهلِها، فيتقاضَوْنَ من الزكاةِ بقدْرِ ما يَسْتَحقون من الأجر المقابل لجهدهم دون زيادة. والمؤلفة قلوبهم؛ هُمْ قومٌ أَسْلَمُوا ولَمَّا يَثْبُتِ الإيمانُ في قلوبِهم أي على ضعفٍ وذلك ترغيباً في الإسلام ، لِيُدْركُوا حقيقتَه وجوهَرَه من خلال العيش في مجتمعه، فيثبت بذلك الإيمانُ بعدُ في قلوبهم واليوم لم يعد لهؤلاء وجود. وهنالك تفصيلٌ وجيهٌ للفقهاءِ والمفسِّرينَ كالإمامِ الجصاصِ في كتابه تفسير آيات الأحكام والإمامِ القرطبي في تفسيره وغيرِهما، ولك أن ترجع إلى التفسير المنير للعلامة الدكتور وهبة الزحيلي المعاصر رحمه الله تعالى ففيه تفصيلٌ مُريح. في الرقاب؛ هم المكاتَبون الأَرِقاءُ لتحرير رقابهم مِنَ الرِّقِّ، وكذلك هذا لم يَعُدْ موجوداً. والغارمين؛ هم المدينون فَيعْطَوْنَ مِنَ الزكاة لوفاءِ دينِهم. أما سؤالك عن شرائك وسيلةَ نقلٍ من مالِ الزكاة لفقيرٍ قاصرٍ عن كفايَةِ ما حُمِّلَ مِنْ نَّفَقَةٍ ففي هذه الطريقة مغالَطة، ذلك أنَّ مالَ الزكاة لا بد لِصِحَّةِ إسقاطه من إيصالِه إلى الفقير مِنَ التَّمْليكِ والصوابُ أنْ يُحَمَّلَ الفقيرُ الدَّيْنَ في ذِمَّتِهِ طالَمَا أنَّ ما حَمَلَهُ مِنْ ثمنِ الوسيلةِ ضِمْنَ حاجاتِهِ الأصليَّةِ كمَصْدَرٍ لِلْعَيْشِ لا سبيلَ لَدَيْهِ سواه وهو في الأصلِ فقيرٌ لا يَمْلِكُ نصاباً أي هو فقيرٌ على الحقيقة الشرعية. وفي سبيل الله؛ أي: الجهاد فَلَهُمْ سهمٌ مِنْ مالِ الزكاة يَسْتَعينون به على جهادِهم في الدِّفاع عن الدِّيِن والبلادِ والعباد. وابن السبيل؛ هو المسافرُ الذي انْقَطَعَ سبيلُ نفقتِه على نَفْسِهِ وعَجِزَ عن الوصولِ إلى ما يَمْلِكُ مِنْ مالٍ في بلَدِهِ الأصليِّ فَلَهُ سهمٌ من الزكاةِ يُبْلِغُهُ بَلَدَهُ. في الختام أقول: كثيراً ما يُغالِطُ الناسُ أنفسَهُمْ بالتَّفْريق في جزئيات الثوابت، فالقرآن هو القرآن والتفسيرُ هو التفسيرُ الْمُرْتَبِطُ بالأَدِلَّةِ من الكتاب والسنَّةِ وعَمَلِ الصحابَةِ رضي الله عنهم ما كان مرتكز الأئمة رضي الله تعالى عنهم في نظرهم واجتهادهم مع أهليتهم في النظر والاجتهاد، أمَّا أنْ يقال: هنالكُ تفسيرٌ معاصِرٌ وتفسيرٌ غيرُ مُعاصرٍ فذلك مِنَ المغالَطَاتِ المسيئةِ لبيانِ اللهِ التي يُقابِلُها قولُ المتجرئين على كتاب الله تعالى وهدي نبيِّه صلى الله عليه وسلم القائلين: بأنَّهُ ينبغي إسقاطُ بيانِ اللهِ تعالى على ما تَهوى الأَنْفُسُ عبرَ اصطلاحاتٍ وافِدةٍ من هنا وهناك لا تُسْمِنُ ولا تُغْنِي مِنْ جوعٍ لذلك بقليلٍ مِنَ التَّدَبُّرِ والاستيعابِ وسؤالِ أهلِ الذِّكْرِ نُدْرِكُ أنَّ الشريعةَ الإسلاميةَ صالحةٌ لكلِّ زمانٍ ومكانٍ وأنَّ خِطابَ الحقِّ سبحانَهُ للأُمَّةِ إلى يوم القيامة. ثم إنَّ الوصولَ إلى المرادِ السليم يَتَحَقَّقُ بالفهم السليم الذي لا يَتَأَتَّى إلا بسؤال أهل الذكر أمر سبحانه بقوله تعالى: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُو