مميز
EN عربي

الفتوى رقم #32540

التاريخ: 30/05/2012
المفتي:

ما المقصود بما يقوله البعض : مدد يا فلان

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الشيخ محمد الفحام حفظك الله .. هل يصح اطلاق قول مدد بحق أحد الصالحين كسيدنا الرفاعي مثلاً.
أقول: بالرجوع إلى أوراد السادة الرفاعية من أهل التحقيق نجدْ أنها غير خارجة عن إطار الكتاب والسنة والعقيدة السليمة، وأن في طيَّاتها التحقق بما كان عليه إمام هذه الطريقة المباركة قُدِّس سرُّه مِن مقام العبودية الخالصة لله تعالى لا لأحد سواه. وكثيراً ما كنت أتذاكر مع أهلِ التحقيق منهم فأجد أن أمرَ التوحيد والدلالة على نظام العقيدة والتعرف على الله تعالى ديدنُهم، وأنهم ما حادوا عن إطار ذلك أبداً، ولو رجعنا إلى المعتمد من كتب الإمام الرفاعي ومؤلفاته الرصينة لاسْتجلينا هذا المعنى بأدنى تأمل ككتاب البرهان المؤيد، وكتاب حال أهل الحقيقة مع الله، ثم إننا لو سألنا ابن الطريقة عن مرادِه لقال (الله) وعلى مَن تحب أن تتعرف بأورادك لقال على (الله) وما قصدُك لقال (الله). حقيقةٌ واضحة لدى الجميع وضوحَ الشمس في رابعة النهار. أما سؤالكَ عن مضمون العبادة من عبارة طلب المدد فأقول وبيقين أنه وبالاطلاع على ما يبتدره قُراء الأوراد أنهم لا يربطون تلك العبارة بشأن العبادة إطلاقاً فليس ذلك عندهم ذكراً أو طاعة أو ورداً. وإن تسألْني عن معنى تلك الكلمة مجردة فالجواب: في قواميس اللغة هو طلب التعاون، فإن طلب مؤمن من أخيه المؤمن أن يمدَّه بشيء فهو أن يعينه على طاعة الله تعالى بدعائه ورجائه، وكلٌّ يَسْأل الله. وفي المصباح المنير: أمدَدْتُه بمدَدٍ أعنْتُه. أي هو نوعُ تعاون على البر والتقوى (وتعاونوا على البر والتقوى) هذا؛ وقد ثبتَتْ إمامُة السيد الرفاعي عند جهابِذَة الأمة بأنه من أعلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذين كانوا يُعَرِّفُون الناس على ربهم بعظيم افتقاره ورائع مكارمه وسَعَةِ عِلمه ودِقَّةِ فهمه، ورِقَّة قلبِه رضي الله تعالى عنه... ومعلومٌ أن لخلق الله الصالحين شأنْ عند الله من رعاية وعناية لا يخفى على أي متجرد عارف ذائق أنَّ الله تعالى يخصُّهم باستجابة الدعاء واستنزال الرحمات وبلوغ ما يُرضيه من الغايات. ومن عادةِ الصالحين مع الصالحين أنهم يستَمدُّون أنوارَ الصلاح من الصالحين بنور ما أكرمهم المولى به كسبب ومفهوم لا يخرجان عن دائرة المعيَّة الإلهية من مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" فهذا هو مقصودهم من كلمة المدد أي أمدُّدنا بما أمدَّكم الله سبحانه من الدعاء والرجاء بين يدي الله سبحانه وتعالى الذي هو وحده يملك أن يُعطي ويمنع ويخصّ ويرفع. اللهم انفعنا بذكر الصالحين وأمِدَّنا بما أكرمتهم من إمدادات بجاه سيد الصالحين والعارفين سيد الأنبياء سيد السادات عليه الصلاة والسلام.