مميز
EN عربي

الفتوى رقم #32353

التاريخ: 08/04/2012
المفتي:

أخبرتهم أني دعوت لهم .. فهل هذا من الرياء

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

عندما كنت بالعمرة دعوة لأخوة لي في الله لم أرهم منذ زمن وعند لقاءهم من جديد أخبرتهم أنني دعوة لهم فهل في ذلك خطأ علماً أنني كنت أقصد من إخبارهم إعلامهم بأنهم ما داموا في بالي باعتبارهم أخوة لي في الله أي بقصد التودد لهم فهل ذلك يعتبر بمثابة رياء وقد خسرت أجر دعائي وعمرتي.
أقول للأخ الطيب؛ معاذَ الله أن تُبْخَسَ حَظَّك من قبل ذلك العمل المبرور ما دامت النيةُ خالصةً، والقصدُ حسناً ففي الصحيح: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى ..." لا سيما وأنَّ التودُّد بين الإخوة في الله توليدٌ للطاقات وتأصيل لتلك المحبة التي فَطَرَ اللهُ الخلق عليها كجَمال يذلّلُ الصعاب ويزيل عقبات العلاقات .. ثم إنَّ الأصل في ذلك إعلامُ أخيك في الله أنك تحبُّه فترجمتَ محبَّتك بلونٍ من ألوان الإعلام المثمر حُباً ومودَّة على الإثراء. ففي ذلك نوعٌ من أنواع التواصل الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. ولا علاقة له بالرياء؛ اللهم إلا إذا قصَدْتَّ الامتنان والاستعلاء وهذا -فيما استقرأتُه من حرف سؤالك- غيرُ موجود. كذلك لا علاقة له بعمل العمرة وذلك لانفرادِها في العمل آنذاك وقد جاء الإعلام بعدها بزمن إضافة إلى أن في الخوف من عدمِ القبول صُمَّامَ أمان لوجود المراقبة للمولى سبحانه، والرجاءِ بالقبول، فما دام العبد محاسِباً نفسَه في أقواله وأفعاله فهو في يقظة تمنعه من الغفلة وتحجُزه عن الركون إلى العمل بل تدفعه إلى التوجُّه دائماً إلى خالق العمل الموفِّق، والمُعين والساتر لعباده، فاشكرِ اللهَ شكر الفرحين به سبحانه أنِ ارتضاك مظهراً في محراب طاعتِه، يقول سيدي ابن عطاء: [لا تفرحْكَ الطاعةُ لأنها برزتْ منك، وافرحْ بها لأنها برزت مِن الله إليك قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون]. فمردُّ الحق إلى صاحبه حقيقةٌ يعرفُها كلُّ مؤمن، لذا فالحمد لله الذي أرسل اللسان بالدعاء وضَمِنَ الإجابة لطفاً منه وأظهرها رحمةً وفضلاً، فمنه وإليه الفضل سبحانه وفقك الله تعالى ورعاك. آمين.