مميز
EN عربي

الفتوى رقم #31987

التاريخ: 26/03/2012
المفتي:

ما حكم كتابة عبارات دينية على البضائع التجارية

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتعامل مع زبائن طلبوا مني أن أكتب لهم على القطع التي أعملها لهم "يا الله , يامحمد" طبعا كل منها على قطعة والمشكلة أني في حيرة .. فإن كان علي إثم بكتابتها طبعا لا معتقدا بها فسأرفض عملها فأرجو من حضرتكم الرد بأقصى سرعة ولكم جزيل الشكر وجزاكم الله عنا كل خير.
أقول يا سيدي: كلُّنا يقول مناجياً داعياً يا ألله، ومحباً ومجلاً ومعظماً يا محمدُ يا علي، ولكنَّ المشكلة تكمُن في أنَّ المتاجرة بمثل ذلك فيه نوع من الاستخفاف فالقِطْعة التي يُكتب عليها ما ذكرتَ تارةً تُحمل باليد، وأخرى توضع على الرأس، وثالثةً تُهمل في زاوية من زوايا البيت أو تلقى على الأرض ولعل بعضَ الأيدي لا تكون طاهرةً أو نظيفة. حتى أنَّ واضعَها على رأسِه قد يسجد عليها وفي هذا ما فيه من الإشكال ناهيك عن إهمالِها بعد حين. لذا فَسداً للذريعة وبُعداً عنِ الشبهة والتخليط في المفاهيم والتي قد تؤدي إلى مقلوب القصدِ الحَسن والفهْم السليم أرى أن يَجعل كلُّ مسلم نورَ لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وحَبُّ الصحابة والخلفاء في سويداء القلب وأن نجعل من منهجية الرسولِ الأعظم صلى الله عليه وسلم والصديق والفاروق وعثمان الحيي وعليٍّ بابِ علم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع أولئك الذين رباهم عليه الصلاة والسلام على عينه منهجَ حياة. وأن لا نتَّجر بأسمائهم أو عبارات جليلة قد تُهمل وتمتهن ... مثالاً على ذلك من الواقع؛ عندنا بعض الباعة تاجَروا بوصف مدينةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم [طيبة] فاتخذوا منه اسماً لمتجرهم وشِعاراً على بطاقاتِهم ورسماً على أوعية بضاعتِهم، وإنك بأول نظره إلى مظهر فِعلهم تظن أنك داخلٌ إلى مسجد أو مجلس حتى إذا ما تَمَّ إغراءُ المشتري وحُمِّل ما حُمِّل استُهلك المأكول وألقي المطبوع حتى أصبحنا نقرأ كلمة طيْبة في قارعة الطرقات والمجامع المُهُانة. وخذ مثالاً آخر فهل من الأدب جعلُ لوحة الجوَّال بمظهرِ اسم الله تعالى أو آية قرآنيّة ثم يُحمل تارة ويُلقى أخرى ويُنْسى ثالثة؟؟!. لذا أرى من الأدب أن نُبْعد أنفسنا عن الاسترزاق أو المتاجرة بما يتصل بشأن العقيدة والدين، ونتوجه إلى ما لا شُبهة فيه استبراءً لديننا ورِزقِنا بين الله والناس. وأقول في الختام: زادك الله حرصاً وتقوى، وجمَّلك بالأدب والفقه ما يدفَعُك إلى تحقيق مقامِ الرضا والقبول بلقمة الحلال مع العفو والعافية. /هذا والله تعالى أعلم/.