الطريقة التيجانية

أسأل الله تعالى أن يجعلني عند حسن ظن السائل، وأن يلهمنا السَّداد والرشاد في القلوب والعمل. يا سيدي؛ الطريقة التيجانية معروفةٌ عندنا بترجمة مؤسِّسِها سيدي الشيخ أحمد بن محمد المختار ابن أحمد الشريف التيجاني المعروف بأنه من العلماء العاملين والأئمة المجتهدين، وهو مِمَّن جمع بين شرف العلم والعمل، والأحوال الربانية الشريفة، والمقامات العليَّة المنيفة ... ولقد كان حجةً في مذهب الإمام مالك. وهو صاحب طريقة مستقلة انتشرت في بلاد المغرب والسودان وسائر الجهات -هنالك- وقد حصل فيها على النفع العظيم والإرشاد التام. هذا؛ ولقد كان لأِهل هذه الطريقة المباركة الدُّورُ الكبير في جهاد الإفرنسيين الغازين لبلادهم ... وهذا شيء معروف مشهور في التاريخ. أما الحديث عن منهج الطريقة فبالتأمل والاستقراء لترجمة مؤسِّسها رحمه الله تعالى نُدركُ أنها على منهج عقيدة السلف والدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار الهادف من أجل تعريف الناس على آداب هذا الدين الحنيف، وعبرَ المكارم الكريمة، والأخلاق الزكيَّة لتهذِّب النفوس، وتنيَر القلوب بردِّها إلى علام الغيوب سبحانه وهي حقيقة نستشفها مِن كلِّ مَن نَشْرُف بلقائه من أهل هذه الطريقة أنه على عقيدة السلف الصالحين، وأنهم على منهج الإمام الجنيد إمام العلم والسلوك وفقه النفس والروح على سبيل قوله تعالى: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) ثم إن الكلام عن الطريق واسع الدوحاتِ فوَّاح العَبق عظيم النَّدِ، والقاسَم المشترك بين أهله واحدٌ هو على المظهر والجوهر إسلامٌ ومحلُّه الجوارح.. وإيمان ومحله القلبُ.. وإحسان محله الروح. فبارك الله تعالى بكل عالم عامل مربًّ يفتح مغاليق القلوب باستنهاض الحال ودلالة المقال ومراقبة ذي الجلال سبحانه. خصُّونا بدعوة صالحة جزاكم الله عنا خيرا.