مميز
EN عربي

الفتوى رقم #31699

التاريخ: 13/03/2012
المفتي:

إن الله يمهل ولا يهمل

التصنيف: جنايات وأقضية

السؤال

السلام عليكم ما هو حكم من يصدم اخاك بسيارة و هو يسوقها بسرعة كبيرة حوالي 140كم في مدار حضري و يهشم عضامه كلها و يقتله و يتحداك ببرودة دم و يقول لك انا ضربته ولا اخاف منكم و اللي عندكم اعملوه للامانة انا من مدينة وجدة "المغرب"
معلوم أن مَن يقع في مثل هذا الظلم يرفع أمره إلى القاضي يرى رأيه فيه فإنه ما مِن واقعةٍ في الحياة إلا ولها حكم شرعي يحكم على صاحبها فالاحتكام إلى شرعِ الله تعالى هو الأصل والأساس. غير أنَّ السؤال يُوُمي في طوايا حروفه إلى مطلب آخر، فأقول: سائلاً المولى التوفيق والسداد -للعبد في نوازله مدخلان؛ الأول: ما أشرنا إليه من الاحتكام إلى شرع الله تبارك وتعالى. الثاني: التوجه إلى الله تعالى ناصرِ المظلوم يُنصفه من ظالِمه، ولا يكون إلا بدعوات الاضطرر في محراب التجرد والمعرفة، فإنه سبحانه لا يَردُّ دعوة المظلوم بنص قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين" أخرجه الطبراني، وفي رواية للحاكم: "اتقوا دعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة". ومن المعلوم أيضاً أن الظالم بصَلفِه واستكباره إنما هو ظالمٌ لنفسه، ذلك أنه متجرؤٌ على الله، فهو محارَب من قبل المولى الجبار لا يقال له إلا ما قيل لكل ظالم: "إن الله يمهل الظالم فإذا أخذه لم يفلته". لذا أقول: ليس بعاقل من يستكبر ويظلم لأن العقل يقتضي الأدب مع حكم الله عز وجل وكنا نسمع من مشايخنا إذا عُرض عليهم مثل ذلك الحال وتلك النازلة: افرح إذا بتَّ مظلوماً، ولا تفرح إذا بِتَّ ظالماً، فإن المظلوم يبيت وينام لكن ناصره لا ينام والظالم يبيت وعليه غضب الله والملائكة والناس أجمعين. هذا؛ وليس من ذوق الإيمان تقليدُ المستكبرين بأخذِ الحق عبر عشوائية أو فوضى فإن التعسُّف في استعمالِ الحق بابٌ من أخطر الأبواب لإضاعة الحق، ومضادةُ الفعل بين الأفراد يورِثُ فتنةً لا يعلم مداها إلا الله تعالى. نعم؛ هو بلاء قاهر، ولكن رفْعَهُ إلى الله تعالى هو عرضُ الحال على القهَّار الذي لا يَردُّ سائلُه الي يسْأله موقناً بالإجابة، فإن المولى سبحانه حرم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرماً لذا فهو قاسمٌ ظهر الظالمين. وكلما استعلى الظالمُ كلَّما كان ذلك نذيرَ شؤم عليه، وعلامةّ على قرب أخذه من القادر أخذَ عزيز مقتدر. فأقول: يا أخي توجَّه إلى الله تعالى توجُّهَ االمنكسر، ولا تيأسنَّ إذا أغلقت أبواب البشر فإن مفاتيحها أرضاً وسماءً بيد خالق البشر. أسأل الله تعالى أن ينزل سكينته وضياءَ تجلياته على قلبك وأن يقيل عثرتك مع العفو والعافية. /مع الرجاء بالدعوات الصالحات/