مميز
EN عربي

الفتوى رقم #31134

التاريخ: 28/02/2012
المفتي:

ما صحة سند الطرق الصوفيه

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى أله وأصحابه أجمعين ثم أما بعد: أولا وقبل البدء جزاكم الله عنا كل خير يا إدارة هذه الدرة الثمينة فى هذا الزمن أما سؤالى فهو: ما صحة سند الطرق الصوفيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وماحكم أخذ الطريق على يد شيخ مربي مشهود له بالصلاح والتقوى ولا نزكي على الله أحدا. وقد قرأت كتاب الدكتور خلدون مكى الحسنى حفظه الله فهل كل مايوجد في الكتاب مقبول من تهجم على الصوفية والمتصوفة؟ أرجو الرد السريع والعاجل وبارك الله فيكم ونفعنا ببركة مشايخ الشام أخوكم من الجزائر لا تنسوه من دعائكم اللهم فرج عن إخواننا فى سوريا اللهم أصلح حالهم اللهم ببركة دعاء سيدنا محمد اللهم بارك في شامنا اللهم عجل الفرج. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بدايةً شكرُنا الجزيل بنور الصلة ووفائها لك أيها الأخ الكريم وأسأله تعالى أن يجعلنا عند حسن ظنك وظنِّ كلِّ الأخوة المشاركين والزائرين ويرزقَنا الحبَّ فيه وإلفَ القلوب في رحاب أُنْسه. وبعد؛ فإن للطريق سندَه المتصل إلى حضرة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم، نصَّ على ذلك كبار القوم، وبِوِسعك أن تبْيَّنَ صحةَ ذلك عبر سبيلين؛ الأول: تلتقي بشيخ حيٍّ من أشياخ الطريق الثقات المعتمدين يُطلعُكَ على سنده ونسب طريقه من شيخه المعتمد إلى شيخ شيخه وهكذا ..... وعلى سبيل التقريب لا الحصر: إن شيخ شيوخنا سيدي محمد الهاشمي تلقى سند الطريق عن سيدي محمد بن يلَّس، وسيدي أحمد بن مصطفى العلوي المستغانمي، وهو عن سيدي محمد البوزيدي ... وهكذا بالسند المتصل إلى سيدي ابن عطاء الله السكندري، وهو عن سيدي أبي العباس المرسي، وهو عن سيدي أبي الحسن الشاذلي وهكذا بالسند المتصل إلى الإمام الجنيد وهو عن سيدي السري السقطي، وهو عن سيدي معروف الكرخي، وهو عن سيدي داود الطائي، وهو عن سيدي حبيب العجمي، وهو عن سيدي الحسن البصري وهو عن سيدنا علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... هذا؛ وقد أثبت الجلال السيوطي والحافظ الهيثمي صحةَ اجتماع الحسن بعلي وتلقنه العلم والذكر منه ... يقول الإمام الشعراني – مجدِّد القرن العاشر الهجري – رضي الله عنه في مقدمةِ عَرْضِه لكلامهِما مثبتاً؛ والحقُّ أنه اجتمع به ولقَّنه الذكر ... أقول: وإن شئت التوسع فالمصادرُ كثيرة، أذكر منها الحاوي للحافظ السيوطي وفتاوى الإمام ابن حجر الهيثمي، وكتاب الأنوار القدسية للإمام الشعراني، ومن الكتب الحديثة كتاب حقائق عن التصوف لسيدي الشيخ عبد القادر عيسى رحمه الله. أما السبيل الثاني: فهو الوقوف عند ترجمةِ كلٍّ من أصحاب تلك السلسلة في كتب التراجم كالسير والطبقات وصفة الصفوه والكواكب الدرية وغيرها كثير لتجد أنك بين يدي كرامٍ على الله تعالى ربانيين أخلصوا العمل لربهم وأوفَّوا العهود وقد تواصلوا لله تلقيناً وتزكيةً إلى أن وصلت أنوارُ تلك الأصول إلينا. أخيراً؛ جواباً لاستفسارك عمَّن سألت وفِعْلِه فأقول: لعلك إذا اطلعت على مادة التصوف من مصادر أهلِه، ومنابع المختصّين به تجد الجواب الشافي وقديماً قيل: (مَن ألَّفَ فقد استهدف). فإن معروضَ ما ذكرت قد اطلع عليه ثلةٌ موثوقةٌ من أقطاب الشام وأعلامها فردّوا ببيانات واضحة دفاعاً عن الحبيب علي حفظه الله تعالى ثم إن أحدَ أهلِ الفضل والعلم عكَف على الكتاب وفنَّده شُبهةً شبْهة ثم ردَّ عليه ردَّاً علمياً بيِّناً جديراً بالاطِّلاع في كتابٍ أسماه: (الردّ العِلمي العَلَنِي على خلدون مكي الحسني دفاع عن الحبيب علي الجفري) والمؤلف هو الشيخ عبد الهادي الخرسة. وأَعْلَمُ أن المؤلِّفَ المذكورَ صاحبَ الردّ معروفٌ لديكم بعلمه ومتانة عقيدته. لكنّ كلمة أخيرة !! أقول: حبذا لو تجتمع كلمةُ الأمة على هدي النبوة ومكارم صاحبها صلى الله عليه وسلم تلك التي تلبَّس بها أهلُ الله مِمَّن ذكرنا فرفع شأنهم وأعلى قدرَهم. فكم نحن بحاجة – في هذا الزمان – إلى الحبِّ الخالص للتعاون على البر والتقوى من غير إثم ولا عدوان. إنَّ الذي التقى بالحبيب على التجرد أدرك عظيم فضلِ هذا الرجل الذي متَّعه الله تعالى بمكارم الأخلاق ومحاسن الصفات في لُطْف القول وأدب الحوار. فليتَ أنَّ من يريد حلَّ ما اسْتشكله اتجاه أخٍ له أن يلقاه على الحب الخالص والنية الصافية السليمة، ليُضيف إلى ديوان سؤالِه عملاً صالحاً ينفعُه ويرفعُه ويُنجيه من نقاش الحساب يوم العرض على الديان (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) وفقنا الله جميعاً لما فيه الصلاح والفلاح والخير والنجاح بمقام العبودية الخالص واستنهاض القلوب لردِّها إلى علام الغيوب فترجع إلى الخلائق بطرائف الحكمة ولطائف العلوم النافعة. أما كاتب هذه الحروف فليس إلَّا طويلبَ علم متطفل على موائد الكرام أرجو ان تدعو له بالسِّتر في الدارين. وجزاك الله خير الجزاء.