مميز
EN عربي

الفتوى رقم #30955

التاريخ: 19/02/2012
المفتي:

هل يجوز الوقوف لأستاذ في المدرسة أو لشيخ

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله ، هل يجوز الوقوف لأستاذ في المدرسة أو لشيخ دين اجلالا واحتراما له؟
إن القيام لأهل الفضل إذا أقبلوا جائزٌ قد أثبتَه الجمهور ودونك هذا التفصيل اللطيف قد أجازوا ذلك بشروط: الأول: أن يكون من كبراء القوم وصلحائهم، فإكرامُ كريم القوم مطلب شرعي ودعَوي قال صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه" الثاني: أن يكون من أهل الصلاح والتقوى والعلم فإن إكرام أهل العلم تعظيمٌ لشعيرة من شعائر الدين قال تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وهنا أقولُ: لا بأس بإلزام الطلاب والتلاميذ تعليماً لهم وتعويداً على الاعتراف بالفضل شريطةً أن لا يطلبه المقام له لنفسه فإنه إذا أحبَّ ذلك لنفسه صار العمل محظوراً. الثالث: أن يكون ذا شيبة مُسلماً لسنِّه وشيبته في الإسلام قال صلى الله عليه وسلم: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ..." أبو داوود وبسند حسن الرابع: أن يكون من ذوي القرابة الموجَب إكرامُهم كأب وأمٍّ وجَدٍّ ....وكل الكبراء ذوي القرابة صِلة وتحبباً. الخامس: أن لا يكون من أهل الفسق والمخالفات فإنَّ تعظيم الفاسق يغضب الجبار سبحانه. السادس: أن لا يكون ممَّن يطلب القيام لنفسه ويحبُّه لذاته لقوله صلى الله عليه وسلم "مَن أحبَّ أن يمثُلَ له الرجالُ قياماً فليتبوأ مقعدَه من النار" أبو داوود والترمذي بسند صحيح أما أدلَّةُ القيام فكثيرة منها؛ قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "ما رأيتُ أحداً أشبَهَ سمتاً ودَلاً وهَدْياً برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة كرَّم الله وجهها فكانت إذا دخلت عليه قامَ إليها فأخذ بيدها، فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذتْ بيده فقبلته وأجلَسَتْه في مجلسِها" أخرجه أصحاب السنن. ومنها، قوله صلى الله عليه وسلم لما أرسل إلى سعد بن معاذ فجاء. فقال: قوموا إلى سيدكم (أو قال خيراً) أي إجلالاً وتوقيراً له، وتحتمل أيضاً لتُعينوه لأنه مريض، ولا مانع من حمله على المعنيين فإنه لا يخفى فضل سيدنا معاذ واستحقاقُه لذلك. ومنها؛ قيامُه صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة لما قَدِم إليه فرحاً بقدومه فقد "قام إليه فاعتنقه وقبله" أخرجه الترمذي. ومن ذلك قيام الصحابة لبعضهم كما في حديث قيامهم لسعد، وقيام طلحة بن عبيد الله لسيدنا كعب بن مالك في حديث توبته الوارد في البخاري ومسلم، قال كعب: فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلقاني الناس فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة، ويقولون لتَهْنِكَ توبة الله عليك، حتى دخلتُ المسجدَ، فإذا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم جالسٌ وحولَه الناس، فقام طلحةُ ابنُ عبيد الله يهروِلُ حتى صافحني وهنَّأني... -ثم قال كعب-: فكان كعبٌ لا ينساها لطلحة. بقي أن نعلم الحكمة من كراهية الرسول صلى الله عليه وسلم قيامَ الصحابة له! فقد قال أهل العلم: بأنَّ هذا كان مِن عظيم تواضعه صلى الله عليه وسلم وتعليماً للأمة أن نخرج إلى ما خرج إليه غيرها من الأمم لا سيما الأعاجم وهذا ما يَنبغي أن يكون حالُ من يُقامُ له أن لا يُحِبَّ ذلك تواضعاً وعبودية وتحققاً، وأما حالُ من يقوم فهو منه أداءٌ لواجب الإكرام شرعاً لكل من يستحقُّه وقد استوفى شروط صحته. ختاماً: فأن تُعظِّم وتكرم أهلَ الفضل فهُو شيء درج عليه السلف والخلف وجميلٌ ما قاله الشيخ الجليل منصور علي ناصيف قال: فإن الله تعالى قال في الهدي للحرم (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)، فإذا كان تعظيُم الهدي من التقوى، وكمال الإيمان، فأولى تعظيم المؤمن الذي هو أفضل من الحرم بل أفضل من الكعبة كما قال سيدنا ابن عمر يُخاطب الكعبة: ما أعظمكِ وأعظمَ حُرمتَكِ والمؤمن أعظم حُرمةً عند الله منكِ أهـ رزقنا الله الفقه والرشاد بحرمة سيد العباد صلى الله عليه وسلم /مع الرجاء بصالح الدعوات/