مميز
EN عربي

الشيخ عبد الرحمن الشامي

الفتوى رقم #6872

التاريخ: 08/12/2010
المفتي:

تغيير النية بعد العمل

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

إذا قام العبدُ بعملٍ يرجو فيه وجه الله وحده (كأن يتبرَّع بمبلغ من المال أو أن يعلِّم النّاس أمورَ دينهم ....) وكانت نيّته قبل ذلك صحيحة _ بفضل الله _ , وإذا بهذا العبد _ وبعد فراغه مما قام به _ يشاهد بعض ثمرات العمل كإعجاب الناس بعمله , أو أصبح يتمنى أن يلاحظ وقعَ ذلك عليهم وثنائهم عليه وتقديرهم له... كأن يقول في نفسه : ( يا ليتهم يعرفون أني قمت بذلك فيتيقنوا أني صالح ) .. هل هذه التمنيات أو الانتشاء بما قد يقال بالفعل يبطلُ ثواب العمل عند الله حتى لو كانت النية قبله وأثناءه لوجه الله ؟؟ وإن قام المرء باستدراكها فقال في عقله : لست أنا من قام بذلك وإنما هو توفيق وفتوح من الله , وهؤلاء العباد لايضرون ولاينفعون فلماذا أطلب رضاهم ؟ ولكن قلبه لا يزال ميالا لسماع كلمات الإطراء هل يتبدل الأمر؟ جزيتم عني كل خير فأنا قليلة العمل كثيرة التمني وأخشى أن يذهب ثواب ما أفعله بسبب خواطري التي لا تفارقني..بارك الله بكم
إذا كانت النية صافية عن الشوائب بدءً ، فلم يخالطها رياء ، ثم جاء من يثني عليك بعد العمل ، فذلك عاجل بشرى المؤمن ، كما أخبر بذلك النبي عليه الصلاة والسلام في الصحيح ، أما إذا طرأت عليك محبة أن يعرف الناس بعملك ، فقد داخلتك شائبة الرياء ، فعندها ينبغي تصحيح النية من جديد .... ويكون ذلك بمجاهدة النفس وطرق باب الله على الدوام أن يحققك بالاخلاص ، ......، والذي يحب أن يعرف الناس بصالح عمله يدخل تحت مظلة المرائين ولو لم تتحقق معرفتهم ، لأنه وكما قال علماؤنا : ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك ، ..... واالله الموفق وهو يهدي السبيل . وأجاب عنه الشيخ محمد شقير أيضاً بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه وصحبه الأبرار الأطهار وبعد فأسأل الله عزوجل لك الخير في أمرك فإنك فيما تذكرين بين نفس زكية تأمر بخير وأخرى أمارة تنزع نحو الشر ولوامة تحاسب وتؤنب وتندم وهذا شأن المؤمن وقد قال تعالى (إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون ) وانظري كيف سماهم ووصفهم سبحانه وتعالى بالتقوى ثم قال سبحانه مسهم طائف من الشيطان لذلك ثقي بربك واثبتي على إخلاصك واستغفري مما يضاده وعليك أن تعملي بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تقولي كل يوم صباح مساء :اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم واستغفرك مما لاأعلم إنك أنت علام الغيوب .