الإيمان والحب (أبو ظبي)

تاريخ الخطبة الجمعة، 14 ربيع الأنور، 1429 الموافق 21/03/2008 في مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي
الإيمان والحب
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
حقيقة ينبغي أن نتبينها وأن نكون دائماً على ذُكْرٍ لها؛ لا سبيل للوصول إلى مرضاة الله عز وجل إلا بجناحين اثنين أولهما الإيمان العقلي بالله ورسوله، ثانيهما الحب الذي يهيمن على القلب لله ورسوله. وينبغي أن نعلم أن الصلة ما بين هذين الجناحين اللذين بهما يرقى الإنسان إلى مرضاة الله كالصلة ما بين الجسد والروح. وكما أن الجسد لا يحيى ولا ينشط إلا بالروح السارية في أجزائه وكما أن الروح أيضاً لا تستقر ولا تعمل عملها إلا في داخل كيان وجسد فكذلكم الإيمان والعقلاني والحب لا يغني الواحد منهما عن الآخر أبداً. وحديثي إليكم الساعة إنما هو عن الحب، أما الإيمان العقلي فأعتقد أننا جميعاً مؤمنون موقنون بالله عز وجل رباً ومؤمنون وموقنون بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا. ولكن أحب أيها الإخوة أن نتلمس جميعاً مكان محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين جوانحنا. ولعلكم تعلمون أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أوصى أمته بالتنبه إلى هذه الحقيقة الثانية، أليس هو القائل: لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما. أليس هو القائل فيما رواه أبو داود والترمذي والحاكم على شرط الشيخين: أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمه وأحبوني لحب الله إياي. ينبغي أيها الإخوة أن نعود فنبحث عن مكان هذا الحب المقدس في قلوبنا وبين جوانحنا. لعل فينا من يقول: الحب هو الإتباع فلم البحث عن المشاعر المستكنة بالفؤاد. لا أيها الإخوة، الإتباع ثمرة لشجرة الحب. الحب شعور وهيمنة على القلب إن لم يوجد لم يوجد الإتباع وإن وجد فلسوف يكون نو