
العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي


أمران يمتحنكم الله بهما .. أيهما ستختارون
(من الخطب التي تظهر ما كان يتمتع به الإمام الشهيد من بُعد نظر ووعي)
الخطبة في غضون عام 1993
الحمد لله ثم الحمد لله الحمد حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
أما بعدُ فيا عبادَ الله:
قلت لكم في الأسبوع الماضي إن الله سبحانه وتعالى قد تكفل أن يكون هذا الدين الذي شَرّف به عباده هو المتغلب دائماً، وهو المنتصر دائماً، وذكّرتكم في هذا بقول الله سبحانه وتعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) وأفضنا القول في بيان ذلك في الأسبوع الماضي ولعل كثيراً منكم أو بعضاً منكم يتصور من هذا الذي قلناه، أنه ما على المسلمين اليوم إلا أن يطمئنوا وأن يركنوا إلى الدعة والكسل موقنين أن الله سبحانه وتعالى حافظ لدينه منتصرٌ لشرعته، مهما تقاعس المسلمون عن أداء ما قد افترضه الله سبحانه وتعالى عليهم.
ولا شك أن هذا الفهم من الكلام الذي قلته رعونة خطيرة، وانحراف كبير عن جادة الله سبحانه وتعالى، فهما أمران اثنان كل منهما منفصل عن الآخر.
الأمر الأول: تكفل الله سبحانه وتعالى بأن يبقى دينه في سائر العصور والأزمنة متلألئاً متغلباً ذا قوة مهيمنة. الأمر الثاني: أن هنالك واجباً أناطه الله سبحانه وتعالى بأعناق عباده الذين آمنوا به، والذين بايعوا الله سبحانه وتعالى وعاهدوه على السير على صراطه هذا الواجب، الذي أخذه الله علينا والذي أناطه الله بأعناقنا لا علاقة له بما قد تكفل الله به من المحافظة على دينه عبر الأزمنة والدهور، ذلك قرارٌ اتخذه الله سبحانه وتعالى اتجاه دينه وهذه وظيفة كلفنا الله سبحانه وتعالى بها، أرأيتم إلى الدعاء وعلاقته بالأمور التي يطلبها الانسان عادةً.
أما الدعاء فواجب، ذلك لأنه مظهر من مظاهر عبودية الانسان لله سبحانه وتعالى، ولن تفوح رائحة عبوديتك لله من خلال شيءٍ كما تفوح هذه الرائحة من خلال ضراعتك وتذللك بالدعاء بين يدي الله في البكور والآصال. وأما رزق الله سبحانه وتعالى لعباده وإمداده إياهم بما قد تكفل به من طعام وشراب ورزق ونِعَم، فذلك شيء آخر، لو دعوت أو لم تدعو فإن سنة الله ماضية في أنه يأمر سماؤه فتمطر، ويأمر أرضه فتنبت، ويأمر العباد والحيوانات التي سخرها الله لما قد سخرها من أجله تقوم بالمهام التي كلفت به.
هذه سنة الله وتلك وظيفة أناطها الله بأعناقنا، فما ينبغي للإنسان أن يقول: إن الله هو الرزاق التي تكفل لنا بالرزق ففيم الدعاء؟ دعاؤك إعلان عن عبوديتك وإعلان عن حاجتك إلى الله سبحانه وتعالى أعطى أو لم يعطي، وعطاؤه نتيجة صفة من صفات الله عز وجل، نتيجة صفته الرزاق، نتيجة صفته المعطي نتيجة صفته الكريم، أرأيتم إلى هذين الأمرين المنفصلين؟ كذلكم الدين في واقعه الذي تكفل الله به؟ والوظيفة التي أمر الله عز وجل بها عباده. ما ينبغي أن نسند ظهورنا إلى جدران الكسل لأن الله أعلن أنه متكفلٌ بحفظ دينه، هذه رعونة ما مثلها رعونة، ومن قال: إن عمل المسلمين هو الذي يجعل الدين مكلوئاً ومحفوظاً؟! ومن قال: إن جهودنا كدعاة إلى الله أو كقائمين بحدود الله أو كحراس على تربية أولادنا في بيوتنا من قال: إن هذا كله هو مصدر فاعلية حفظ الله لهذا الدين؟! هذا لا علاقة له بذلك. نحن عبيد لله، فهذه واحدة ثم إننا موظفون عند الله بحكم أننا عبيد له في عمل معين ينبغي أن نقوم به، وهذه الثانية. وظيفتنا أن نؤدي حقوق الله المترتبة علينا في أعناقنا كلاً على حدة، ثم وظيفتنا أن نرعى الواجب الذي أناطه الله بأعناقنا في بيوتنا تجاه أولادنا وبناتنا في كل وقت وفي كل ساعة، هذه ثانية. وظيفتنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر وأن نكون قائمين بحدود الله سبحانه وتعالى جهد استطاعتنا، وهذه ثالثة. لا علاقة لنا قط بما قد تكفل الله سبحانه وتعالى به. تلك وظيفة أقام الله ذاته العلية عليها، وهذه وظيفة كلّفنا الله سبحانه وتعالى بها.
ومعنى هذا الكلام أن المسلمين إذا اعتمدوا على قول الله سبحانه وتعالى (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) واطمئنوا لهذا الكلام، ثم تركوا وظائفه وأهملوا واجباتهم أملاً بهذه الآية، فلتعلموا أن نتيجة هذا الموقف أن الله سبحانه وتعالى يطرد هؤلاء الذين تقاعسوا عن وظائفهم عن ساحة رحمته، وعن شرف المكانة التي بوأهم إياها، ويستبدل بهم آخرين. دين الله يبقى مكلوءً، ولكن الذي يحصل أنه يوجد جنداً آخر غير هؤلاء المسلمين الذين تقاعسوا عن الواجب وأهملوا وظائفهم ولقد أعلن الله ذلك في صريح تبيانه عندما قال : (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).
فمن تقاعس عن الواجب الذي كلفه الله عز وجل به فقد عرض نفسه لطرد الله سبحانه وتعالى إياه، من شرف هذه الوظيفة التي رفعه إلى سدتها، من شرف هذه المكانة التي بوأه الله عز وجل إياها، أما الدين فلسوف يبقى مكلوءً، ولكن الفرق أنه إما أن يجعلنا نحن المشرفين برعايته وحمايته في الظاهر من خلال الوظائف التي نؤديها، وإما أن يطردنا الله سبحانه وتعالى من فضله وجوده ويهيء آخرين يحلون في أماكننا فيتبوؤن ذلك الشرف. ما ينبغي أيها الأخوة إذا تحدثنا بين الحين والآخر عن الدلائل الناصعة على أن هذا الدين ليس صنعة بشر، ليس اختراع أمة، ولو كان كذلك لاختلق هذا الدين منذ أحقاب طويلة، ولكن هذا الدين إنما نزّله الله من علياء سماواته، وهو المتكفل بحفظه. أفإن قلنا هذا الكلام الذي يزيدنا إيماناً بأن هذا الدين لم يخترعه مخترع، وليس صنعة بشر وإنما هو تنزيل رب العالمين كما قال الله سبحانه وتعالى، أفتكون ثمرة ذلك أن ننفض أيدينا عن المهام التي كلفنا الله بها، وأن نزداد إلى تقاعسنا تقاعساً.
علينا واجبات أيها الأخوة ينبغي أن نؤديها فإن لم نؤدها ركبنا الذل وركبتنا المهانة، وهذا لا يعني أن الذل سيحيق بالإسلام ولا يعني أن المهانة ستلحق دين الله، دين الله دائماً معلق بالثريا، ولن تنال منه أي يد أي منال، لكن معنى ذلك أننا نحن بعد أن خلعنا ربقة الواجبات التي كلفنا الله بها، سنصطبغ بالمهانة وسنصطبغ بالذل ولسوف نصطبغ بالفقر، ولسوف تصبح حالتنا حالة أولئك الذين يضرب بهم المثل في التمزق والفرقة والشتات والضعف، تلك هي النتيجة التي ستحيق بنا إن نحن مضينا في تقاعسنا عن أداء واجباتنا وواجباتنا كما قلت لكم هي:
أولاً: أن نؤدي حق الله في أنفسنا، أن نعود إلى أنفسنا بين الحين والآخر فنتبين مركز عبودية الله بين جوانحنا، ونتسائل عن مدى تطبيقنا لحقوق هذه العبودية.
ثانياً: أن يكون كلٌ منا قواماً على بيته رعايةً وسهراً على تربية أسرته تربية أولاده، ولقد قلت لكم مراراً: إن الله يبتلينا وهو ناظر إلينا، يضعنا أمام خيارين إما أن نضحي بدين الله في بيوتنا في سبيل أوهام من ضمانات رزقٍ ونحو ذلك، وإما أن نضحي بهذه الأوهام في سبيل ديننا.
لابد أن يمتحننا الله سبحانه وتعالى كما قد ألزم ذاته بذلك في محكم كتابه، كم وكم أعاد الله سبحانه وتعالى هذا البيان، فكونوا موطّنين أنفسكم أن تؤدوا حقوق الله سبحانه وتعالى في أنفسكم، وفي أهليكم، كما أن شياطين الإنس من حولكم، قد وطنوا أنفسهم على أن يتخطفوكم وأن يتصيّدوا أولادكم وبناتكم من ساحة السير على صراط الله سبحانه وتعالى؛ ليجعلوهم جنداً لشياطين الإنس والجن في سبيل محاربة دين الله سبحانه وتعالى، كما أن أولئك الأوغاد أولئك الناس يسعون سعيهم صباح مساء من أجل إبعادكم عن دين الله سبحانه وتعالى، ومن أجل إبعاد أولادكم وبناتكم عن السير على صراط الله سبحانه وتعالى.
وظيفة يقومون بها تجاه من وظفهم بذلك، وهم شياطينهم من الإنس والجن. فكونوا أنتم وقد شرّفكم الله بوظيفته القدسية قائمين في مقابل ذلك بالوظيفة التي كلفكم الله بها، ليكن لسان حالكم متجهاً إلى أولئك الناس الذين باعوا أنفسهم لشياطين الإنس والجن، وأصبحوا يسهرون لياليهم ويقطعون أيامهم على درب التربص بدين الله، وظيفة يقومون بها، قولوا لهم بلسان الحال نحن بالمقابل قائمون بوظيفة رب العالمين. أنتم تؤدون وظيفة من جعلوكم عملاء لهم وخدماً وحشماً لهم من شياطين الانس والجن، أما نحن فقد شرفنا الله بأن نكون موظفين عنده، نحن نؤدي وظائفنا وأنتم أدوا وظائفكم ولسوف تكشف الأيام من هم الذين ينتصرون؟ عندئذٍ ينتصر لكم الله سبحانه وتعالى، وعندئذٍ تكونون مظهراً لدين الله انتصاركم يكون انتصاراً لدين الله، وانتصار دين الله يكون انتصاراً لدينكم.
أيها الأخوة كلكم أصبح يعلم كلكم أصبح يعلم أن الدين اليوم لا يحارب من خلال العلم، كان هذا قبل سنوات طويلة عندما كانت تصدر المؤلفات والنشرات ويتكلم المتكلمون عن تخلف المسلمين وأن الإسلام دين رجعي ودين متأخر، وكان هنالك من يزرع الوساوس في أذهان الناس عن حقائق دين الله، طوي ذلك العهد. الآن كونوا على يقين أن دين الله يحارب عن طريق محاربة الأخلاق، عن طريق بث عوامل الرذيلة في المجتمعات الاسلامية وفي البيوت الاسلامية، ذلك لأن هؤلاء المتربصين بدين الله درسوا وعلموا أن نقطة الضعف اليوم في حياة المسلمين إنما هي النقطة الأخلاقية، نقطة الضعف في حياتهم رجالاً ونساءً إنما هي انجذاب المسلمين بدافع الغرائز إلى الشهوات والأهواء، هذا العمل إذا هيج فإن فاعلية العقل تشل، هذه حقيقة قرأتها وسمعتها. هؤلاء الناس ينطلقون من هذا المنطلق، ويسعون سعيهم إلى أن يتصيدوا بناتكم بالوسائل المختلفة، وغداً ستفاجؤون غداً، ستسمعون من يدعون؟ يدعون بناتكم إلى مادة تربوية لا عهد لكم بها اسمها التربية الجنسية اسمها الثقافة الجنسية، وليت أن الذين يكلفون بهذا هم أساتذة الدين، ليت أن الذين يكلفون بهذا هم هؤلاء، إذاً سيكون تسيير الجيل إلى هذا المنهج عبر الفضيلة وعبر الترفع عن مستوى هذا المعنى البهيمي الذي نستدرج إليه في وسائل كثيرة شتى.
لا لن يكون الهدف هذا، وإنما الهدف هو الجمع بين المراهقين والمراهقات المزج بين هؤلاء وأولئك، وتهييج العوامل الغريزية المختلفة بالوسائل المختلفة الكثيرة، وفي جو لاهب لا يكون فيه حجاب لا تكون فيه حشمة لا تكون فيه وازع ديني، ومن ثم تهتاج الغرائز كما هو الشأن، وتلك هي الطبيعة التي فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها ويأتي دور من يريد أن يبصر بالثقافة الجنسية، ما هو دور الثقافة الجنسية؟ الواقيات التي ينبغي أن تستعمل، لا مانع لا مانع من أن يغامر الشباب والفتيات، وأن يهتاج البعض منهم على بعض الواقيات موجودة والواقيات هي التي تمنع المغبات، وهي التي تمنع الأمراض وهي التي تمنع الحمل، ومن ثم بوسع المرأة أن تخون زوجها بواسطة هذه الواقيات. وما أدراك ما هي هذه الواقيات؟
وظيفتكم أيها المسلمون ما هي؟ هي أن تعلموا أن إسرائيل - لا والله - لا تحاربنا بادئ ذي بدء بالسياسة، ولا تحاربنا بادئ ذي بدء بالقوة العسكرية، وإنما تحاربنا قبل كل ذلك ببث عوامل التمييع بالوسائل التي تحطم الأخلاق، التي تحطم سدود الفضيلة في المجتمع، إسرائيل تعلم هذا وتسخّر أمريكا لهذا، وأمريكا تنفذ اليوم هذا، وهنالك جمعيات عميلة تسعى لتحقيق ذلك أيها الأخوة، وما يجري في سبيل هذا الهدف سراً أكثر بكثير مما يستعمل جهراً. فما موقفكم أنتم أيها المسلمون وأنتم المستهدفون أولادكم المستهدفون.
إذا سمعتم اليوم بمن يحارب الحجاب في المدارس فاعلموا أن ذلك دهليز إلى هذا الهدف، واعلموا أن ذلك مقدمة إلى تلك الغاية.
أيها الأخوة أمران اثنان يمتحنكم بهما الله سبحانه وتعالى واجباتكم المعلقة في أعناقنا، والمناقضات التي يبتليكم الله بها، خياران يضعهما الله أمامكم ويضعكم أمامها. ترى ما الذي ستختارون؟
قد يرى الرجل أنه إن حافظ على دينه في إلزامه ابنته وابنه بالسير على صراط الله سيضحي بالمستقبل، ووالله إنه لمستقبل وهمي. (فابتغوا عند الله الرزق) وإما أن يضحي بالمستقبل الوهمي في سبيل أمر الله، وعندئذ يكون قد أحرز لنفسه الدين والدنيا معاً. فما أنتم فاعلون؟
قوموا بالواجب الذي كلفكم الله به، ووالله الذي لا إله إلا هو لو أن هذه الأمة في بلدة مقدسة كهذه البلدة أعرضت عن دين الله لينقلن الله شرف هذا الدين إلى مكان آخر، ولسوف نبوء بعد ذلك بخزي الدنيا والآخرة معاً أقول قولي هذا وأستغفر الله .
الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر وأشهد أن لا إله إلا الله إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله خير نبي أرسله أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيرا اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة وسلام دائمين متلازمين إلى يوم الدين . عباد الله اتقوا الله فيما أمر وانتهوا عما نهى عنه وزجر وأخرجوا حب الدنيا من قلوبكم فإنه إذا استولى أسر واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكة قدسه فقال عز من قائلٍ عليما إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وآل سيدنا ابراهيم في العالمين إنك حميد مجيد , ورضي الله عن الخلفاء الراشدين ذو القدر العلي والفخر الجلي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات وألف بين قلوبهم يارب العالمين اللهم هذه حالنا ظاهرة بين يديك وأمرنا لا يخفى عليك أمرتنا فتركنا ونهيتنا فارتكبنا ولا يسعنا إلا رحمتك يا أرحم الراحمين فارحمنا واعف عنا واغفر لنا واستجب اللهم دعائنا وحقق رجائنا يا من إليه مصير كل شيء يا من بيده كل شيء يا من يجير ولا يجار عليه يا ذا الطول والإنعام لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين اللهم تولنا وعبادك المسلمين في هذه البلدة وسائر بلاد الإسلام بعين عنايتك وبأتم رعايتك وأبدل عسر هذه الأمة يسراً عاجلاً غير آجل وفرج الكرب عن المكروبين ونفس الهم عن المهمومين وأحسن خلاص المسجونين اللهم انتصر لدينك وللمسلمين في هذه البلدة انتصارك لأنبيائك وأوليائك وذو القرب إليك يارب العالمين اللهم من أراد في هذه البلدة بالإسلام والمسلمين خيراً فخذ بيده يا مولانا إلى كل خير ومن أراد فيها بالمسلمين والإسلام شراً فخذه اللهم أخذ عزيز مقتدر يارب العالمين اللهم رد كيده إلى نحره اللهم رد كيده إلى نحره اللهم رد كيده إلى نحره واجعله عبرة لكل معتبر يا ذا الجلال والإكرام