مميز
EN عربي

السلاسل: تاريخ التشريع الإسلامي

التاريخ: 15/03/2010

المدرس: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

3- الدور الأول من أدوار التشريع الإسلامي ، القسم الأول:حياة رسول الله مع أصحابه ،القسم الثاني: عصر الصحاب

التصنيف: علم تاريخ التشريع

الدرس الثالث: الدور الأول من أدوار التشريع الإسلامي ، القسم الأول:حياة رسول الله مع أصحابه ،القسم الثاني: عصر الصحاب


خلاصة الدرس الثالث: تاريخ التشريع الإسلامي

هل القرآن والسنة في مرتبة واحدة وعلى مستوى واحد أم القرآن مقدم على السنة؟

أما مكانة السنة فمكانتها مثل مكانة القرآن وكلاهما وحي منزل من عند الله عز وجل لكن القرآن وحي متلو والسنة وحي غير متلو. إذا من حيث القيمة كلاهما واحد.

لكن من حيث الرجوع لاستنباط الحكم: نرجع أولاً إلى القرآن ثم نرجع بعد ذلك إلى السنة، وهذا الترتيب يعني الأدب مع كتاب الله سبحانه وتعالى، ووهذا لا يعني أننا إذا وقعنا في مشكلة وأردنا أن نعلم حكم الله عز وجل فيها نرجع إلى القرآن ولا نلتفت إلى السنة إلا إذا بحثنا وبحثنا فلم نجد في القرآن عندئذ نرجع إلى السنة. فلا بد أن نرجع إلى السنة أيضاً لأن الله سبحانه وتعالى قال: " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزّل إليهم" , فالله سبحانه أمرنا أن نعود إلى السنة من حيث هي بيان وشرح للقرآن, فنحن ينبغي أن نعلم أن كتاب الله يقف في الرتبة الأولى ولكن إذا وجدنا الجواب على سؤال طرح علينا أو وجدنا الحل لمشكلة طرحت أيضاً أمامنا في القرآن ينبغي أن نتمم البحث ونعود إلى السنة لنعلم تفصيل ذلك الأمر في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ,

مثلاً القرآن تحدث عن حد الزنا قال سبحانه: " الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة .".. وفي الحديث الصحيح قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " البكر بالبكر جلد مائة وتغريب عام والثيب يرجم " فالنبي عليه السلام أعلن أن حد الثيب أي المتزوج ذكراً أو أنثى الرجم.

الشطر الثاني من الدور الأول:

وهو عصر الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والفرق بين الشطرين من هذا الدور ..؟ هو الخلاف الذي لم يكون موجوداً في عصر الصحابة عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم الخلاف في الأحكام السلوكية أي الشرعية وليس في العقيدة ,

أسباب لوجود هذا الخلاف :

السبب الأول تفاوتهم في كتابة السنة كان ذلك سبباً من أسباب اختلاف الصحابة .. أحد الصحابة كتب حديثاً سمعه من النبي عليه الصلاة والسلام والآخر لم يكتبه فهذا الفرق بين هذا الصحابي وذاك كان باعثاً على الخلاف في الأحكام الشرعية.

السبب الثاني: تفاوتهم في حفظ السنة فمنهم من كان يحفظ الكثير والكثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم لأنه كان ملازماً له ومنهم من لم يتاح لهم ملازمة النبي عليه الصلاة والسلام , مثالاً على ذلك سيدنا أبو هريرة رضي الله عنه فقد كان من أكثر الناس رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسيدنا أنس بن مالك , لكن أناساً لم يعيشوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طفولتهم إلى شيخوختهم , كسيدنا عبد الله بن عباس لما توفي النبي عليه الصلاة والسلام كان يافعاً بعد فلم يتح له أن يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه الآخرون .

السبب الثالث: نسيان الحديث ففي الصحابة من كانت ذاكرتهم أقوى من ذاكرة آخرين لأسباب مثلا الانشغال بأمور الدول وقد عاني من هذا الانشغال سيدنا أبو بكر ثم عانى منه سيدنا عمر .. من شأنه أن لا ييسر لكل منهما الحافظة النقية الصافية التي تحققت للذين تفرغوا للرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

السبب الرابع: اتهام الراوي فربما روى رجل حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يطمئن الصحابة إلى روايته كسيدنا عمر رضي الله عنه مثلا , أما سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يطمئن لروايته , كما حصل لامرأة اسمها فاطمة بنت قيس لم يأخذ سيدنا عمر بروايتها.

أضيف إلى هذين المصدرين – في هذا الشق من الدور الاول ظهور مصدر الإجماع والقياس.

تحميل



تشغيل

صوتي
مشاهدة