مميز
EN عربي

السلاسل: محاضرات متفرقة في مناسبات مختلفة

التاريخ: 14/04/2010

المدرس: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

محاضرة بعنوان: مزايا اختص الله بها المرأة في القرآن

التصنيف: فقه عام

محاضرة ألقاها الإمام الشهيد البوطي


في مسجد الروضة بمدينة اللاذقية



لم يختص القرآن المرأةَ بهذه المزايا انحيازاً لها، وإنما هو في الحصيلة تنفيذ للعدالة الإنسانية التي سيّر الله عباده في طريقها، من أمثلة هذه المزايا:

1- ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) [النور: 4]، (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [النور: 23].

يُعنى القرآن عناية خاصة بقضية قذف المحصَنات على الرغم من أن الحكم في قذف المحصَن واحد سواء كان المقذوف رجلاً أو امرأة، ومع ذلك فإن البيان الإلهي لا يتحدّث عن جريمة القذف عندما تتجه إلى الرجل ويتحدث عنها عندما تتجه إلى المرأة، وذلك لأن المجتمع يصبّ جام غضبه على المرأة عندما تُتّهم بانحراف السلوك حتى وإن لم يثبت هذا الاتهام في حقها، في حين أنه يغضّ الطرْف عن الرجل، ومن ثم فإن البيان الإلهي حصّن المرأة ضد هذا الظلم الاجتماعي الذي ينحط عليها.

2- قوله تعالى (فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة: 232]

لإذا رغبت الفتاة بشاب وكان سبيل هذه الرغبة أمراً مبروراً لا انحراف فيه ولا خروج فيه عن ضوابط الشرع، فلا يجوز لولي المرأة أن يقف في وجه رغبتها وهذا ينطبق على المرأة المطلقة إذا رغبت في الرجوع إلى زوجها وعلى الفتاة البكر التي لم تتزوج بعد ورغبت بشاب بين أسرتها وأسرته تكافؤ في السمعة والأخلاق والالتزام.

ولم يذكر القرآن مثل هذا الأمر بالنسبة للشاب فلم يقل (ولا تعضلوهم أن ينكحوا أزواجهم) لأن المشكلة في المجتمعات غير موجودة بالنسبة للشاب، بل هي موجودة فقط بالنسبة للفتاة.

3- قوله تعالى (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء: 19]

لم يتجه البيان الإلهي بوصية مماثلة للمرأة أن تعاشر زوجها بالمعروف، لأن المرأة وجدانية الطّبع فإذا عاشرها زوجها بالمعروف فلسوف يوقظ مشاعرها لتعاشره بأضعاف هذا المعروف.

تحميل



تشغيل

صوتي
مشاهدة