مميز
EN عربي

الفتوى رقم #3917

التاريخ: 30/08/2010
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

أسئلة في العقيدة

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم سيادة الدكتور سعيد رمضان البوطي.... حاولت كثيراً الجلوس اليك على انفراد أو بجلسة خاصة لامطارك بأسئلتي التي و ان كانت لا تقبل لقب الكثيرة فأنا على يقين أن أجوبتها ستاخذ الكثير و الكثير من الوقت، و ها أنا أكتب لك عن طريق البريد الالكتروني غير مقتنع بهذه الطريقة لمثل هذه الأسئلة و لا لأجوبتها.... لا أدري ماذا أفعل و لكنني سأحاول بهذه الطريقة الغير مقنعة عسى أن أحظى بأجوبة شافية و كافية، نبع الكثير منها بحكم سفري الكثير و اختلاطي بألوان من العقليات و المجتمعات و الأديان...... و هي: 1- ما حكم من ولد في بلد غربي في اقاصي الأرض و لم يسمع بالاسلام قط (كما كان الحال في القرن الماضي) و اذا سمع به فهو يسمع عن ارهاب معتنقيه و جرائمهم و تخلفهم (بغض النظر عن صحتها) و مات على ذلك؟ 2- لو ولدت أنا أو أنت في بلد في أقاصي الأرض و ولدت مسيحياً مثلاً أو يهودياً في أسرة متدينة، محافظة، عريقة و معتزة بدينها (كما يحصل مع أي مسلم هنا) فما الذي سيدفعني الى التفكير في تغيير ديني؟ و اذا حصل و فكرت في تغيير ديني (و هذا من الصعوبة بمكان) فهل سأختار الاسلام لأبدأ به؟ أم البوذية التي تحض على الشرف و الأمانة و العفة و و و ...الخ؟ هل سأقضي حياتي في البحث عن الدين الحقيقي؟ ماذا لو بدأت بالبوذية مثلاً و اقتنعت بها؟ ما حكم هذا الرجل؟ 3- لقد ولدت مسلماً كما ولد غيري مسيحياً أو يهودياً، ألا يجب عليي التفكير في صحة ديني كما أطالب الآخر بنفس المطلب؟ 4- في موضوع طرد ابليس من الجنة..... كيف لي أن أفهم موقف ابليس الذي كان طاووس الملائكة و كان يرى نعيم الجنة الذي لن يرى أروع منه في مكان آخر أبداً و حتماً، و كان يرى فظاعة و رهبة و اتقاد جهنم و يعلم علم اليقين أنه معذب فيها (خالداً) و الخلود كلمة تحتاج الى التفكير و التفكير الطويل لادراك معناها، ثم أصر على استكباره و عناده عالماً علم اليقين أنه سيخلد في العذاب قريباً، هل الرغبة في اغواء البشر انتقاماً لاستكباره تعادل ما سيلاقيه و هو الأعلم بما سيلاقيه؟ ان أحدنا قد آمن بالجنة و نعيمها و رغب فيها، و آمن بجهنم و عذابها و خاف منها دون أن يراهما، فكيف بمن رآهما؟ إن سؤالي هذا ليس كفراً ان شاء الله و لكنه محاولة لتقريب الفهم. 5- عندما أفكر في كلمة (خالداً) في جهنم لا أجدها مناسبة لأي عقوبة في الدنيا مهما كانت عظيمة، فأفظع جريمة ترتكب في الأرض قد يعاقب عليها فاعلها بآلاف السنين بل مئات الآلاف بل الملايين من سنوات العذاب، و لكن أليس سبحانه و هو أرحم من رحم و هو خالق الرحمة أرحم من أن يخلد أي أحد في العذاب دون انتهاء، هل هناك أي تفسير آخر (للخلود) في جهنم المذكور في القرآن؟ 6- لقد توقعت منذ سنوات بأن أسأل هذا السؤال، و قد سئلته بل و قد غدت بعض قنوات الاعلام الغربية أو المستغربة تسأله، و هو ما الفرق بين الدعوة و التبشير؟ لماذا يحق للمسلم الدعوة الى دينه و لا يحق للمسيحي التبشير بدينه بل و يعاقب عليه بشكل علني و عادي في أغلب الدول الاسلامية و العربية؟ هل السبب هو طريقة التبشير بالاغراء المالي فقط أم أن هناك أسباباً أخرى؟ ماذا لو كان التبشير خالياً من الاغراء المالي هل يسمح به كالدعوة الى الاسلام؟ قد يعتبر الكثير أسئلتي نوعاً من الكفر (والعياذ بالله) او التشكيك، و لكنك يا فضيلة الدكتور أعلم الناس بالضرورة الملحة على اجابتها، أعلم أن بعض هذه الاسئلة يحتاج الى فصول بل كتب للاجابة عليها، و سأكون ممتناً حتى لو أرشدتني الى أي بحث أو تسجيل جاهز لحضرتكم للاجابة على كل سؤال (اجابة شافية كافية ) أتمنى من الله سبحانه أن تصلكم رسالتي هذه و أتمنى الاجابة عليها قريباً
أولاً: الإنسان الذي لم يسمع بالإسلام قط، أو سمع به ولم يتح له أن يتعرف على حقيقته، أو بلغه على غير حقيقته ولم يتح له أن يكتشف الحقيقة،غير مكلف وغير معاقب يوم القيامة. لقوله تعالى:((وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً)) ثانياً: ما الذي يدفع الآلاف من شباب أوروبا وأمريكا، ذكوراً وإناثاً، إلى أن يحكّموا عقولهم في دينهم الذي يعتنقونه، ثم يتأملوا في الإسلام من خلال الاتصال بالكتب الإسلامية أو من خلال الاتصال بالمسلمين، فتدلهم عقولهم على سخف عقائدهم الدينية وعلى انضباط عقائد الإسلام ومبادئه بما يقضي به العقل، فيتحولون من الدين الذي نشؤوا عليه إلى الإسلام الذي هداهم عقلهم إليه؟ إذن باستطاعة العقل أن يهدي صاحبه إلى الصواب وأن يحذره من الأوهام الباطلة، والبيئة التي نشأ فيها لا تحجب عقله عن التفكير والمقارنة والمحاكمة. ثالثاً: نعم يجب على المسلم أن يفكر في الدلائل على صحة دينه، وعندئذ يزداد تمسكاً به وركوناً إليه. ومن اعتنق الإسلام دون أن يدرك بعقله دلائل صحته علمياً ومنطقياً، فهو مقلد، وإسلام المقلد باطل. رابعاً: الاستكبار والطغيان من شأن كل منهما أن يزج صاحبه في هذا الذي زجّ إبليس فيه نفسه، والدليل على ذلك حال المستكبرين من الناس اليوم. إنهم يصلون عند المحاورة والمناقشة إلى السلوك وتتخلى عنهم حججهم الوهمية كلها، ومع ذلك يظلّ أحدهم متشبثاً بموقفه يؤثر ما يدعو إليه استكباره على ما يدعوإليه عقله. وإذا غضب الله على المستكبرين حجبه عن صوت عقله. وصدق الله القائل((سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق)) خامساً: عقاب الخلود في النار ليس على الأعمال والقبائح السيئة التي مارسها الجاحدون خلال سبعين أو ثمانين عاماً مثلاً، وإنما هو على ماعلم الله من العزم والقرار الذي يتخذه أحدهم بينه وبين نفسه أنه لن يعود عن كفرانه وجحوده مهما طال عمره ومهما امتدت حياته .. واعلم أن الثواب الذي يدخره الله لعباده الصالحين إنما هو على العزائم والقرارات التي اتخذوها في نفوسهم أن يظلوامتمسكين بالحق مهما طال بهم العمر (والعزم هو الذي يعبر عنه القرآن بكلمة الكسب) والعقاب الذي يدخره الله لمن مات جاحداً، على عزمه وقراره الذي اتخذه في حياته أنه لن يتحول من الكفر بالله إلى الإيمان به مهما طال عمره. سادساً: ليس في الإسلام ما يمنع أهل الكتاب من التعريف بديانتهم والتبشير بها. بشرط أن لا يسلكوا إلى ذلك سبيل الانتقاص من الإسلام. كذلك التبشير بالإسلام يجب أن لا يستخدم فيه المسلمون الهجوم على المسيحية والانتقاص منها، وذلك التزاماً بالقاعدة المعروفة (ألا لا يفتننّ نصراني عن نصرانيته ولايهودي عن يهوديته).