تفسير ((لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم))

السلام عليكم و رحمة لله .. سؤال موجه الى شيخي و حبيبي في الله سيدي محمد سعيد رمضان البوطي. سيدي قرأت و سمعت عنكم أكثر من مرة وفي أكثر من موضع أن اهم دليل على عدم تناسق نظرية التطور مع العقيدة الإسلامية من حيث هي نظرية أحيائية ان الله عز وجل يقول في قرآنه الكريم ((ولقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)) اي احسن صورة, لكني و قعت مؤخرا على تفسير للاية يقول ان الاية لا تتحدث عن الصورة الخلقية اذا ما و ضعت في نطاق كلام السورة, بل تتحدث عن النفس البشرية و القدرة الإنسانية على الوعي و الادراك بدليل ان الذين يردون الي اسفل سافلين كل الناس الا من استخدم هذا الوعي و ادرك حقيقة عبوديته لله و آمن و عمل الصالحات. لان الناس جميعا لا يستثنون من اراذل العمر و النقص الخلقي كما في الاستثناء ((ثم رددناه اسفل سافلين الا الذين آمنوا و عملو الصالحات)). (وقفت على هذا الكلام لدى الدكتور عدنان ابراهيم و الدكتور الطاهر بن عاشور في تفسيره للسورة). فهل يا سيدي لو فهمت هذه الاية بهذه الطريقة, كاحد الاجتهادات او كحقيقة بحيث ان الاستدلال بها في نقض نظرية التطور لم يعد منطقيا, هل يبقى من مجال لمعارضة النظرية من منظور أحيائي و عدم مقاربة مفهوم خلق الانسان على اطوار او مراحل مع المفهوم العقدي بحيث ان يقال ان الانسان خلق على اطوار و لكن بتوجيه الهي ليس باختيار طبيعي او ما يعرف ببقاء للأصلح؟