مميز
EN عربي

الفتوى رقم #22151

التاريخ: 10/09/2011
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد: لقد طال أمد الأزمة واشتعلت نار الفتنة وإنني ناصح لكم باسم الله والدين الذي ندين به لربنا عز وجل ،أنصح لرجل عالم طالما عرفنا عنه ورعه وزهده في الدنيا ، هو من علمنا معنى العبودية لله حتى بتنا نتذوق حلاوتها في كل حين، لذلك أستاذنا الدكتور محمد سعيد أرجو منكم أنت وإخوانك علماء الشام أن تتداعوا وبالسرعة القصوى أنتم يامصابيح الهدى الذين تنجلي عنهم الفتن الظلماء أن تتداعو لعقد اجتماع علمائي في أي مكان ترونه مناسباً لمناقشة الوضع في بلادنا الحبيبة التي شاء الله لحكمة يريدها أن تصاب بنيران الفتن ، ولا أرى في ذلك سوى ابتلاءات ربانية لكل الناس عالمهم وجاهلهم كبيرهم وصغيرهم غنيهم وفقيرهم قويهم وضعيفهم . غالبية شعبنا متدين وأنتم تعرفون ذلك وتعرفون مدى أهمية ومكانة العلماء في قلوب الشباب الملتزم الذي ينتظر فتوى موحدة لأكبر عدد ممكن من علماء الشام ، ومع اعتذاري الشديد لما قد يخطر ببالك شيخنا الجليل من انتقاص لاسمح الله لفتواكم في الموضوع إلا أنني وكثير من الشباب نرى أن قضية شائكة ومعقدة ومستعرة بهذا الشكل تحتاج لمجهود علماء مجتمعين لافرادى كي لايؤخذ برأي واحد منهم يتناول جانباً ويغفل عن الآخر ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن اجتماع العلماء المختلفين في الرأي والذين يتحاججون بالوكالة عن طريق الفضائيات أو الانترنت سوف يقطعون بتجمعهم دابر كل مفسد وعندئذ لن يدخر واحد منكم جهده وإخلاصه في تفقيط المسألة وتأصيلها كما نصحتم بذلك الدكتور يوسف القرضاوي سابقاً وقد أحسنتم صنعاً بذلك إذ أن مسألة بهذه الخطورة تحتاج لتجمع علماء في مؤتمر فقهي بدل أن يفتي كل واحد منه من منبره الخاص وبيئته الخاصة وظروفه الخاصة والأمة بمجموع علمائها لاتخطئ بإذن الله، ولعل في هذا المؤتمر الفقهي المأمول عقده تصفية للقلوب وتوحيداً للرأي ورصاً للصفوف وبعد ذلك فلن نكون قلقين أبداً لما تحكمون به وتجمعون عليه وعلى أي طريق تضعون رعايا الأمة ورعاتها.
علاج هذه المصيبة طالت أو قصرت التوبة إلى الله من الأوزار التي يستعلن بها في المجتمع، مع كثرة التضرع والالتجاء إلى الله، بشكل دائم، وفي أوقات الاستجابة لا سيما في أوقات السحر. أما الاجتماع والتشاور والمذاكرة بدون تحقق هذين الشرطين فلا جدوى منه. والخلاصة أن الأزمة لا تحل بمجرد تلاقي العلماء وتشاورهم في الأمر، إن الأزمة أخطر من ذلك.