العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
الفتوى رقم #2007
التاريخ: 29/03/2008
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI
الأذان الموحد
التصنيف:
فقه العبادات
السؤال
هنالك دعوة إلى توحيد الأذان اقتداء ببعض الدول التي فعلت ذلك. ما حكم الشريعة الإسلامية في هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا
أولاً: الأذان عبادة مشروعة عند القيام لكل صلاة مكتوبة، أي مفروضة، والعبادة لا تتحقق إلا بشخص يؤديها انقياداً لأمر الله.
دليل ذلك قول رسول الله: (المؤذن يغفر له مدَّ أو مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة، وقول رسول الله: (المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة) رواه مسلم وأحمد وابن ماجه.
ثانياً: بناء على ذلك فقد تم الإجماع على أنه لا يُترَكُ الأذان لصلاة مكتوبة انفرد المصلي أو صلاها جماعة، اتحد المكان أو تعدد (انظر كتاب الأم للشافعي: 2/62) إذ هي جزء من عبادة الصلاة، كما أن الإقامة جزء منها.
ثالثاً: يترتب على ما تم بيانه أن الدعوة إلى توحيد الأذان بحيث يؤذن شخص واحد في البلدة عند الصلاة في مسجد من مساجدها، وتكتفي صلاة المساجد الأخرى ببلوغ صوت ذلك المؤذن إلى تلك المساجد عن طريق نشر مكبرات الصوت، إنما هي دعوة إلى إلغاء هذه العبادة التي هي جزء من عبادة كل صلاة، ومعاندة صريحة لأمر رسول الله بالأذان لكل مصل عند كل صلاة إذا صلى منفرداً، ولواحد من المصلين إذا أديت الصلاة جماعة، ومخالفة لما تم الإجماع عليه.
رابعاً: لا حجة في إقدام بعض البلدان على هذا الإلغاء لعبادة من أهم العبادات التي أطال رسول الله في الدعوة إليها وفي بيان الأجر العظيم الذي يدخره الله للشخص الذي يؤديها، ومصدر الشريعة كلام الله وكلام رسوله وما أجمع عليه الفقهاء، لا ما يقدم عليه بعض البلدان اليوم.
خامساً: إذا فتح السبيل إلى هذا الخرق الخطير، فإن الأمر سيتجاوز الأذان إلى خطبة الجمعة، سيأتي من يدعو إلى توحيد خطبة الجمعة ونقلها من المسجد الرئيسي كالأموي مثلاً إلى شاشات تنصب على رؤوس المنابر من المساجد الأخرى، وبذلك تلغى عبادة من أهم العبادات التي هي ركن أساسي من أركان صلاة الجمعة.
سادساً: وأخيراً: ما من ريب أن الذي يدعو إلى ما يسميه بتوحيد الأذان إنما يدعو إلى إلغاء عبادة هامة هي في الوقت ذاته سفيرة من اهم شعائر الدين. وما من ريب أن صاحب هذه الدعوة تنفخ في نيران فتنة هوجاء. علم ذلك أم لم يعلم.
أولاً: الأذان عبادة مشروعة عند القيام لكل صلاة مكتوبة، أي مفروضة، والعبادة لا تتحقق إلا بشخص يؤديها انقياداً لأمر الله.
دليل ذلك قول رسول الله: (المؤذن يغفر له مدَّ أو مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس) رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة، وقول رسول الله: (المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة) رواه مسلم وأحمد وابن ماجه.
ثانياً: بناء على ذلك فقد تم الإجماع على أنه لا يُترَكُ الأذان لصلاة مكتوبة انفرد المصلي أو صلاها جماعة، اتحد المكان أو تعدد (انظر كتاب الأم للشافعي: 2/62) إذ هي جزء من عبادة الصلاة، كما أن الإقامة جزء منها.
ثالثاً: يترتب على ما تم بيانه أن الدعوة إلى توحيد الأذان بحيث يؤذن شخص واحد في البلدة عند الصلاة في مسجد من مساجدها، وتكتفي صلاة المساجد الأخرى ببلوغ صوت ذلك المؤذن إلى تلك المساجد عن طريق نشر مكبرات الصوت، إنما هي دعوة إلى إلغاء هذه العبادة التي هي جزء من عبادة كل صلاة، ومعاندة صريحة لأمر رسول الله بالأذان لكل مصل عند كل صلاة إذا صلى منفرداً، ولواحد من المصلين إذا أديت الصلاة جماعة، ومخالفة لما تم الإجماع عليه.
رابعاً: لا حجة في إقدام بعض البلدان على هذا الإلغاء لعبادة من أهم العبادات التي أطال رسول الله في الدعوة إليها وفي بيان الأجر العظيم الذي يدخره الله للشخص الذي يؤديها، ومصدر الشريعة كلام الله وكلام رسوله وما أجمع عليه الفقهاء، لا ما يقدم عليه بعض البلدان اليوم.
خامساً: إذا فتح السبيل إلى هذا الخرق الخطير، فإن الأمر سيتجاوز الأذان إلى خطبة الجمعة، سيأتي من يدعو إلى توحيد خطبة الجمعة ونقلها من المسجد الرئيسي كالأموي مثلاً إلى شاشات تنصب على رؤوس المنابر من المساجد الأخرى، وبذلك تلغى عبادة من أهم العبادات التي هي ركن أساسي من أركان صلاة الجمعة.
سادساً: وأخيراً: ما من ريب أن الذي يدعو إلى ما يسميه بتوحيد الأذان إنما يدعو إلى إلغاء عبادة هامة هي في الوقت ذاته سفيرة من اهم شعائر الدين. وما من ريب أن صاحب هذه الدعوة تنفخ في نيران فتنة هوجاء. علم ذلك أم لم يعلم.