مميز
EN عربي

الفتوى رقم #14831

التاريخ: 04/07/2011
المفتي: A MARTYR SCHOLAR: IMAM MUHAMMAD SAEED RAMADAN AL-BOUTI

حكم أحاديث الآحاد في أصول العقائد

التصنيف: العقيدة والمذاهب الفكرية

السؤال

سيدي العلامة البوطي : لا زالت أحاديث الآحاد والتعامل معها في أصول العقائد وتفاصيلها أمر غامض شائك غير واضح بالنسبة لي ولكثير من طلاب العلم الشريف .. خصوصا مع تضارب الآقوال فيها فمثلا مع ترجيح الحافظ ابن عبدالبر في (مقدمة التمهيد): عدم العمل بها في الأصول .. نجده يعود ويقول ولكنهم كانوا يدينون بها في الاعتقادات !! ثم كيف تصح هذه الدعوى ( أي عدم العمل بها في الأصول ) مع أن الواقع العملي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه يناقض هذا حيث كان صلى الله عليه وسلم يرسل الآحاد بالإيمانيات والعمليات فيصدقه الناس ويدينون ويعملون.. ثم نجد أن السعد التفتازاني رحمه الله في شرح التصريح يقول بجواز الأخذ بها في تفاصيل العقائد لا أصولها ، وأشار لنحو هذا اللكنوي في ظفر الأماني.. وغيرهما من علماء الحنفية ! مع أن كتب غيرهم لم تفصل ذلك ... ما الذي تراه ؟ جل لنا المسألة واضحة أثابكم الله تعالى ولا زلتم ذخرا للمسلمين وحصنا حصينا لعقائدهم.. والسلام أرجو الإجابة عليها في موقع نسيم الشام سريعا.
العبارة فقط هي الموهمة، والمضمون المراد لا إشكال فيه. قولهم بعدم العمل بخبر الآحاد في أصول العقائد، يعني أننا لا نلزم المسلمين بالاعتقاد بموجبه، ولا نكفرهم بإنكارها، ولكن يظل الاعتقاد بها هو الأسلم للنجاة من الفسق مثال ذلك خبر سحر لبيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا ضير من الاعتقاد به بل هو الأسلم، بالإجماع، ولكن لا يكفّر المنكِر، ولا نحمل المسلمين على الاعتقاد بهذا الخبر قسراً. فهذا هو معنى قولهم بعدم العمل بخبر الآحاد في أصول العقائد. وإذا علمت إجماع المسلمين على أفضلية الاعتقاد بخبر الآحاد، وإجماعهم على عدم تكفير من أنكره، فقد زال الإشكال، وعليك عندئذ أن لا تقف عند اختلاف العبارات.