مميز
EN عربي
الخطيب:
التاريخ: 03/07/2015

خطبة د. توفيق البوطي: عزوة بدر من دروس رمضان


عزوة بدر من دروس رمضان
د. محمد توفيق رمضان البوطي
أما بعد فيا أيها المسلمون يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ # وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ وقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ وقال: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ﴾
أيها المسلمون، مضى نصف شهر رمضان وبقي لنا نصفه، وهل سنعيش إلى نهايته؟ وإن عشنا، هل ستتاح لنا مثل هذه الفرصة فنعيش إلى رمضان قادم لتكون لنا فرصة نتقرب فيها إلى الله سبحانه ونتدارك تقصيرنا ونشد فيها همتنا في التقرب إلى الله سبحانه !! أيها المسلمون جدير بنا ونحن نتجه نحو النصف الثاني من شهر رمضان المبارك وقد انصرم نصفه أن نضاعف همتنا وأن نشحذ قوتنا وأن نزيد من نشاطنا في عبادتنا وطاعاتنا، فلا تفتر منا الهمة ولا يتقاعس منا النشاط، بل نقبل إلى الله ونزيد في الطاعة والعبادة، وإذا كنا قد قصرنا في النصف الأول فلا نقصرنّ في النصف الثاني، ولنستدرك تقصيرنا و غفلتنا بذكر واهتمام واتعاظ وهمة ونشاط وإقبال، لأننا هذه فرصتنا، وهي الفرصة التي ملكنا الله إياها وأعطانا لكي نبلغ مرضاته، ولنفوز في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، كم من إنسان عاش في السنة الماضية معوّلاً على أن يكون في هذا الشهر أكثر نشاطاً وأكثر همة فسبقه الأجل، فلم يبلغ ما كان قد سوّف إليه، لا تسوّفوا، هلك المسوفون..إياك وسوف. انطلق إلى عبادتك من الساعة التي أنت فيها، فأنت تملك الساعة التي أنت فيها ولكن لا تملك ما بعدها.
أيها المسلمون تمر بنا غداً ذكرى عظيمة، ذكرى أول معركة فاصلة بين معسكر الشرك ومعسكر الإسلام، كان ذلك في السنة الثانية من الهجرة في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، ولقد نوه القرآن الكريم العظيم بهذه الغزو بأكثر من سورة، فخص بذكرها سورة الأنفال، واستشهد بها في آل عمران وأشار إليها في غير موضع؛ نظراً لأنها كما قال ووصف ربنا ( يوم الفرقان ) يوم تميز فيه الحق عن الباطل، يوم انتصرت القلة القليلة في العدد والعدة على طغيان قريش وغطرستها وكبريائها. وحديثنا عن غزوة بدر قد يطول إذا أفردنا للغزوة تفاصليها، ولكنني أريد أن أقف منها وقفات؛ أولاً: المسلمون لم يقاتلوا المشركين في مكة، وذلك لأن الإسلام لا يرضى بحرب أهلية، لا يرضى أن يقوم قتال داخل البلدة بين الأخ وأخيه والجار وجاره، ولم يأمر بالجهاد في مكة لأن الجهاد يتطلب أن تكون هناك راية، وأن تكون هناك دولة، وأن يكون هناك قرار، والدولة غير موجودة والأرض والوطن والأمة غير موجودة، وجدت في المدينة، لذلك كان التعجل للقتال في مكة يعني أن يقتتل الناس داخل المجتمع الواحد وهذا مالا يرتضيه الإسلام، ترتضيه قوى البغي لتمزق مجتمعنا، ترتضيه قوى الطغيان لتنهار أوطاننا وليقتل الأخ أخاه والجار جاره والقريب قريبه، لتنهار الأمة برمتها، ولكن عندما يتمايز الصفان يمكن أن يكون هناك قتال، ولذلك فإن القتال لم يكن أولاً من أجل إكراه الناس على الإسلام، وإنما كان دفعاً لشر الطغاة وطغيانهم وعدوانهم وإساءاتهم، لأنهم كانوا يصدون عن سبيل الله، لأنهم كانوا يقفون في وجه الدعوة الإسلامية ويستعبدون الناس ويسترقونهم لأصنامهم، ألم يقل الله تعالى ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ # الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ الأمر الآخر: غزوة بدر في الأصل لم تكن مخططاً لها على النحو الذي جرت، فالنبي r ندب الصحابة من المهاجرين ومن أراد من الأنصار للخروج لاعتراض قافلة لأولئك المجرمين الذين طردوا المسلمين من وطنهم، والذين أرادوا أن يفتنوهم عن دينهم فاضطهدوهم حتى قُتل من قُتل وعَمِي من عمي وشُرِّد من شُرّد، حتى اضطروا أن يهاجروا إلى الحبشة، نعم أُخرِجوا من ديارهم.. من وطنهم، وجردوا من أموالهم، حتى إن صهيباً الرومي جرد من كل ماله، فآثر الآخرة على دنياه وآثر دينه على ماله، هؤلاء كانت لهم تجارة فيما بين مكة إلى بلاد الشام يقودها أبو سفيان، وقد عادت محملة بالبضائع التي يتاجرون بها فندب النبي r الصحابة للخروج إليها لعل الله ينفلكموها هكذا قال النبي r، ويقول الله عزَّ وجل: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ ﴾ هم خرجوا لقافلة فيها أربعون رجلاً لحمايتها وحراستها، ولم يكن يخطر في بالهم أن يواجهوا جيشاً عدده ألف مقاتل، إلا أن الله تعالى وعد المسلمين بالنصر سواء واجهوا القافلة أم واجهوا الجيش، والصحابة الكرام إنما خرجوا لمواجهة قافلة ﴿ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ تمنوا أن لا يلقوا الجيش، وأن يواجهوا تلك القافلة فيقودوها إلى المدينة بما فيها، ولكن الله أراد شيئاً آخر، أراد أن يظهر أموراً كثيرة في هذه الغزوة من أبرزها أن يذل طغيان قريش وأن يرفع راية الحق والإسلام، وأن يرى الناس كلهم أن النصر ليس بالعدد ولا بالعدة، إنما النصر من عند الله عزَّ وجل، ينصر أولياءه... ينصر عباده ينصر الذين خرجوا متواضعين له لنصرة دينه لرفعة شريعته، لنصرة الحق وإزهاق الباطل، أراهم أن العدد والعدة تتبدد وأن القيم العددية لا قيمة لها في ميزان المعارك الإسلامية، فلو أن العالم كله تألب على المسلمين لكي يقضي على جذوة الإسلام وليقضي على وجودهم فإن الله غالب على أمره ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ ﴾ سينتصر الإسلام. ولقد سطرت تلك المعركة أول معلم من معالم انتصار الحق وإن كان قليل العدد والعدة على الباطل وإن كان مستكبراً كثير العدد والعدة، أجل هذا معنى موجود. تُرى لو أن المسلمين تمكنوا من القافلة هل كان التاريخ ذكر لنا أي أهمية لهذا اللقاء ...إنما غنموا مالاً وعادوا به لأنفسهم، ولكن هنا غيرت المعادلة غيرت المقاييس نسخت تلك المعايير التي كانت تنطلق من الغطرسة والكبرياء ومن القيم العددية التي كانوا يستندون إليها، وأراهم أن الطغيان والكبرياء يداس تحت سنابك خيل المسلمين الذين خرجوا إرضاءً لله تعالى وإخلاصاً لدينه و نصرة للحق، وأن تلك القيم العددية تتبدد بكل بساطة أمام نصرة الله تعالى وتأييده. ولكن لاحظوا المعنى الثالث في هذه الغزوة، ماذا قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا ﴾ إن مقومات النصر أمران؛ الأمر الأول الثبات والصمود وعدم التخاذل عن مواجهة العدو مهما بلغت أعداده ومهما بلغت عدته، الشيء الآخر هو أن نستمد النصر من الله وأن نلتجئ إليه ﴿ فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا ﴾ وفي غزوة بدر شرح لذلك بالصورة الأوضح فقال: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ هنا أيدهم الله بألف مقاتل، واحد منهم كان يكفي، ولكن الناس لايزالون يعيشون بالقيم العددية فثبت قلوبهم بقيمة عددية لكنه قال ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ ﴾ ليس الملائكة هم الذين ينصرون ولا الأعداد الكبيرة هي التي تنتصر، إنما تنتصر إرادة الله وتنتصر القوة المؤمنة المخلصة لله بتأييد الله عزَّ وجل ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ ﴾ إن الله غالب على أمره، أجل ربط بين أمرين ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ # وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ هكذا قال ربنا تبارك وتعالى ولاحظوا التطبيق العملي لهذا المعنى في صورة عملية، روى البخاري عن ابن عباس y قال: قال النبي r يوم بدر وهو في قبة –كان النبي r ندب الصحابة بعد أن بشرهم بالنصر ودلهم على الطريق فدفع بهم إلى أن يبسطوا أكف الرجاء إلى الله، وكان هو في مقدمتهم وأشدهم تضرعاً، قال في تضرعه :" اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك، اللهم إن شئت لن تعبد بعد اليوم " وفي رواية "إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض، اللهم نصرك الذي وعدتني" وضل يضرع إلى الله عزَّ وجل بالدعاء حتى أشفق عليه سيدنا أبو بكر والذي كان يتضرع هو الآخر، لكنه وجد شدة تضرع النبي r فقال: إن الله مؤيدك حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع وسيدنا أبو بكر متسلح متضرع، فخرج النبي r متهللاً، لأن الله بشره وطمأنه وهو يقول ﴿ سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ # بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ﴾ لهم هزيمة هنا وهزيمة هناك في الآخرة .
أيها المسلمون، القيمة العددية يتجاوزها التأييد الإلهي، لأن التأييد الإلهي مرتبط بالإخلاص والتضرع إلى الله تعالى والتوجه إليه، هذه قصة غزوة بدر ببعض ملامحها، ونحن اليوم نواجه طغياناً عالمياً يستهدف أمتنا ويستهدف وطننا ويستهدف ديننا فتدمر المساجد، وتفجر المقامات والأضرحة ويعتدى على أهل العلم والدين وتشوه معالم الإسلام وتحت عباءة الإسلام، وباسم الإسلام أرادت أميركا أن تحارب الإسلام، من خلال أولئك الذين صنعتهم لتتخلص منهم ومنا بآن واحد، ولكن خسئت؛ ستتخلص منهم وستنتصر أمتنا بإذن الله تعال ، ومعالم النصر قد بدت بإذن الله، فتألب العالم كله من أجل هزيمتنا واجتماع كلمتهم لحرب ديننا قد باء بالفشل، نعم لابد أن يمضي من يمضي من الشهداء ليكونوا شهداء عند الله على جريمة لم يمر في التاريخ أسوأ منها ولا أقذر منها، على تجمع في حرب كونية شرسة على المبادئ والقيم، ولكن أين التضرع إلى الله؟ أين العودة الراشدة إلى الله؟ لابد من التمحيص، ولابد أن تظهر الأمور على جليتها، وأخشى ما نخشاه أن يتساقط كثيرون تعركهم رحى الفتنة لأنهم أبوا أن يكونوا مع الحق، الحق وحده سينتصر، أما الباطل فسواء لبس ثوب الإسلام أو لبس ثوب الكفر فلابد أن يهزم، والفسق وتحدي شعائر الله والتجاوز على حدود الله، هو والكفر وما لبُّس بالإسلام كله فريق واحد ستكون نهايتهم في هذه المحنة، كل من أراد أن يشوه الإسلام أو أن يسيء للإسلام أو ينال من الإسلام من خلال استهدافه بصورة مباشرة أو من خلال استهدافه لهذا الوطن لمبادئه ولثباته ولجيشه ولقيمه ستكون نهايتهم وشيكة بإذن الله تعالى ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾سينتصر الحق بقوة الله تعالى، والله لن يؤيد الفسقة والمتحدّين لحدوده، سيؤيد المخلصين لدينه، سيؤيد الذين يحافظون على شعائره، وبيننا وبين النصر شرط واحد ﴿ فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ﴾ أما الذين يتجاوزون على هذين الشرطين فلن ينالوا شرف النصر، سينال شرفَ النصر من أخلص لله، من كان وجهته مرضاة الله عزَّ وجل، لذلك ادفعوا ثمن النصر، أقول هذا لشبابنا الذين لم ينخرطوا بعد في شرف المواجهة ولكنهم في صفوف أخرى سواء في طلب العلم أو في العمل أو في غير ذلك، أقول إياكم والمعصية فالمعصية سهام قاتلة تدمر مجتمعنا وتفقدنا شرط النصر، وأقول لجيشنا: سدد الله خطاكم ولكن ﴿فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كثيرا ﴾ هل من عودة راشدة إلى الله ليؤيدكم الله بنصره؟ هل من صيحة مخلصة: يا الله، ليؤيدكم الله بنصره ويقول لكم لبيكم إذ أقبلتم على الله سيؤيدكم الله.
أسأل الله تعالى أن ينصر دينه وأن يعز أمتنا بدينه وأن يجعل كيد من يكيد لهذه الأمة في نحره ومكر من يمكر بها عائداُ عليه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين


تشغيل

صوتي