الدكتور محمد توفيق رمضان
الخطيب:
التاريخ: 13/09/2013
خطبة الدكتور توفيق: إن الله تكفل لي بالشام وأهلها
إن الله تكفل لي بالشام وأهلها
د. محمد توفيق رمضان البوطي
يقول الله جلَّ شأنه في كتابه الكريم: )سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(
ويقول جلَّ شأنه:) وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (
ويقول سبحانه : )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيل( إلى أن يقول بعد ذلك : )لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ#إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فأولئك هُمُ الظَّالِمُونَ(
روى البخاري ورفعه في الترمذي إلى النبي r ، عن ابن عمر قال : « اللهم بارك لنا في شامنا وفي يمننا، قال: قالوا: وفي نجدنا؟ قال: قال: "اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا " قال: قالوا: وفي نجدنا ؟ قال : قال : " هناك الزلزال والفتن،وبها يطلع قرن الشيطان" »
وروى ابن حجر في المطالب الثمانية عن رجل يقال له (خُولي)، ورواه ابن حبان وأبوا داود عن ابن حَوالة بإسناد صحيح، قال: قال رسول الله r : «إنكم ستجدون أجناداً، جنداً بالشام ، وجنداً باليمن ، فقال له خولي: يا رسول الله خِر لي، قال: عليك بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه، وليستق بغُدره، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله » ولفظه عندهما: " فإن الله توكل لي بالشام وأهله "
وروى الإمام أحمد أن رسول الله r قال: « ستنفتح عليكم الشام، فإذا خيرتم المنازل فيها، فعليكم بمدينة يقال لها دمشق، فإنها معقل المسلمين من الملاحم، وفسطاطها منها بأرض يقال لها الغوطة »
و روى ابن حجر في المطالب الثمانية عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله r :« إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فإذا هو نور ساطع عمد به إلى الشام، ألا وإن الإيمان حيث تقع الفتن بالشام » وفي رواية : " فإذا وقعت الفتن فالأمن بالشام " ومعلوم اختصاص دمشق من بلاد الشام بما سبقت الإشارة إليه.
وروى الحاكم في المستدرك حديثاً بإسناد صحيح على شرط مسلم عن النبي r قال: «الشام صفوة الله من بلاده، يسوق إليها صفوة عباده، من خرج من الشام إلى غيرها فبسخطه، ومن دخل من غيرها فبرحمته »
أيها المسلمون:
الشام التي أكرمنا الله عزَّ وجل بها، ودمشق خاصة التي خصها بما خصها به، بلاد باركها الله عز وجل وتكفل بها وأودع بها عمود الإيمان أي أنه ضمن الإيمان وحماية الدين فيها، والنبي r دعا الناس إلى اللحاق بها عند نزول الفتن قال: عليك بالشام، ولفظ عليك بالشام مرويٌ من تسعة وعشرين طريقاً عن النبي r أي يكاد يصل إلى درجة التواتر ، إن لم يكن متواتراً، والعدوان على الشام تحدٍ لكفالة الله لهذه البلاد، تحدٍ لكفالة الله، ومواجهة بالكيد لهذه البلاد التي توعد الله من يكيد لها بقوله: )إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا #وَأَكِيدُ كَيْدًا #َفمَهِّلِ ا
تشغيل
صوتي