مميز
EN عربي

السلسلة: تاريخ التشريع الإسلامي

المدرس: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي
التاريخ: 07/02/2011

34- الدور السادس من أدوار التشريع الإسلامي والظواهر السلبية له

التصنيف: علم تاريخ التشريع

الدرس الرابع والثلاثون: الدور السادس من أدوار التشريع الإسلامي والظواهر السلبية له


خلاصة الدرس 34: تاريخ التشريع الإسلامي

بعد الفتوحات الاسلامية اندلقت الفلسفة اليونانية إلى المجتمعات الإسلامية وجاء المعتزلة درسوا الفلسفة اليونانية وانبهروا بها كمثل إنسان جالس في غرفة مظلمة بعيدة عن الشمس وفجأة خرج إلى الشمس المنيرة في وضح النهار، لكن أرسل الله سبحانه من علماء المسلمين من درسوا هذه الفلسفة اليونانية وبينوا بطلانها كالإمام الغزالي والإمام الرازي رحمهم الله .

فأوضحوا الشبهات التي سرت عن طرق الاعتزال إلى العقيدة الاسلامية وعاد الإسلام الذي بُعث به رسول الله عليه الصلاة والسلام صافياً عن الشوائب .. أقول هذا لكي تتبينوا دجل من يتظاهر بالدين والغيرة عليه ويريد تغيير قواعد أصول الفقه وغاية هؤلاء الدجالين تغيير وتبديل بالشريعة الاسلامية .

في قواعد أصول الفقه بحث عن المصالح وكيف أن الشريعة الاسلامية تدور على محور مصالح العباد وذلك في الحديث عن المصالح المرسلة فالعلماء كلهم اتفقوا على أن مقاصد الشريعة الاسلامية التي تدور عليها أحكام الشريعة كلها.. خمسة لا مزيد عليها هي أولاً: (مقصد الدين يليه الحياة يليه العقل يليه النسل يليه المال..)

لو أنك قرأت أحكام الشريعة الاسلامية في المعاملات والعبادات والأحكام الدولية وغيرها لن تجد حكما إلا وهو خادم لأحد هذه المقاصد الخمسة, منهم من جاء وقال أنه لا بد من إضافة مقصد سادس, وإن سألته ما هو يقول لك: أن العدل هو المقصد السادس, إذاً يقول بذلك أن الدين لا عدل فيه.. نقول: إن أول مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية هو الدين ومعنى ذلك أن احكام الشريعة الإسلامية ترعى الدين في ضرورياته عقيدة وسلوكاً وخُلُقاً لأن الدين هو أساس العدل والعدل يأتي من الأحكام فالقانون الإسلامي أي الأحكام المنزلة من عند الله عز وجل هي التي ترعى العدل..

لو أن الشريعة الإسلامية كانت تحوي مقداً آخر غير المقاصد الخمسة لكان أولئك العلماء أسرع إلى اكتشافها من هؤلاء الحمقى, هذا تلاعب بالدين وهو جانب من الجوانب السلبية التي ينبغي أن نتنبه إليها حتى نحذر منها وإن كان في الكتاب والباحثين من يصورون أن هذه الجوانب إيجابية ,لا .. فالجوانب الإيجابية لا تخفي نفسها والجوانب السلبية معروفة.

فالتجديد الذي عناه رسول الله عليه الصلاة والسلام ليس مطلوباً فقط بل هو واقع فعلاً " أن الله عزوجل يبعث على رأس كل مئة سنة من يجدد لهذه الأمة دينها " والعلماء قالوا أن كلمة - من- ليست لفرد وإنما لمجموعة فقد يبعث مئة واحد وكلهم يتعاونون في إزالة الغبش عن دين الله عزوجل وإزالة غلو الغالين .. إذاً كلمة (من) لا تعني فرد ..

نهأنها جوانب إيجابية

تحميل



تشغيل

صوتي
مشاهدة