مميز
EN عربي

الفتوى رقم #6873

التاريخ: 14/11/2010
المفتي: العلّامة الشهيد محمد سعيد رمضان البوطي

سر العبودية

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

سيدي الفاضل وشيخي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي : وددت لو تطلعنا على السِّر في تكرار حضرتكم لجملة : (العبودية لله ) ... في جميع خطبكم ودروسكم ومقالاتكم واجتماعاتكم وأسفاركم .. وفي جعلها حلا ًموحداً لجميع المشكلات والمصائب وجلباً للسعادة في الدارين , دون تخصيص وتفصيل لبعض الحلول الفرعية والأسباب الدنيوية التي يمكن أن يأخذ العبد بها لمعالجة مشكلاته والتقرب من ربه.. وهل تركيزكم على جعلها موضع التنفيذ هو اقتراح شخصي منتقى من حضرتكم بحيث أن هنالك اقتراحات أخرى قد تكون بنفس القوة والنتيجة ؟ أطال الله في عمركم وأدخلكم وإيانا الجنة بلا حساب.

الجواب

أوّلاً دعوى هذا التعميم والتكرار لجملة ((العبوديّة لله)) (في جميع دروسي ومقالاتي واجتماعاتي وأسفاري) على حدّ تعبيرك, مبالغة عجيبة, لا مصداق لها, ولا تتأتّى لك مراقبتي في هذه الأحوال كلّها حتى تدلي بهذا القرار العام. فخطبتي مثلاً في الجمعة الماضية والتي قبلها خاليتان من هذا التعبير, ومحاضرتي التي ألقيتها في حفل افتتاح مؤتمر وزارة الأوقاف قبل شهر تقريباً, خالية عن هذا التعبير, ودروسي الثلاثة التي ألقيتها في أوائل هذا العام الدّراسيّ على طلّاب كلّية الشريعة خالية عن هذا التعبير. ولكن اعلم أنّ العبودية هي الحال التي يصطبغ بها المسلم فتدفعه إلى العبادة بصفاء وإخلاص. لولا استشعار العبد بذل العبوديّة لله لما تأتّى له الخشوع في الصّلاة, ولما تأتّى له الإخلاص في العبادة, ولولا استشعار العبد لذلّ العبوديّة لله لما أمكنه التحرّر من أسر الشهوات والأهواء.. ولغدت مظاهر العبادات والتديّن, أشكالاً لا مضمون لها ولا نتائج لها, وهذه هي حال أكثر المسلمين اليوم.