كيف أجعل حب سيدنا رسول الله يملأ قلبي وروحي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اريد ان اسألك ياشيخينا الفاضل كيف اجعل حب النبي صلى الله عليه وسلم يملاء قلبي ورحي وأءنس في ذكره واستيقظ وقت السحر لكي اصلي عليه حتى أراه يقظة ومناما. وجزاكم الله خيرا

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته أخي الْمُحِب! اعلم أنَّ معرفتَك الكاملة بشأنِ المحبوب تزيدُك قُرْباً منه لاسيما إذا كان ذلك المحبوبُ هو الحبيبَ المحبوبَ في العالَمَيْن الأعلى والأدنى, وقد جعل الله تعالى صِلَتَهُ بأمتِه دائمةً غير مقطوعة موصولة غير منفصلة. أما سبيلُ معرفتِه لِقُوَّةِ الصِّلَةِ به صلى الله عليه وسلم هي دراسةُ سيرتِه وقراءةُ أحاديثِه الشريفة لاسيما أحاديثُ الأخلاق والمكارم, ثم الائتساء به صلى الله عليه وسلم عملا بقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) ثم الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لأنها مِفتاح التَّلاحُم الروحي بين المصلِّي والمصلَّى عليه صلى الله عليه وسلم ذلك أنَّ أعمالَ الأُمَّةِ مَعْروضةٌ عليه صلى الله عليه وسلم لاسيما الصلاةُ والسلام عليه صلى الله عليه وسلم لأنه عليه الصلاة والسلام يَردُّ السلام بِعَرْضِ اسمِ الْمُصَلِّي عليه بين يَدَيْه في حَضْرَتِه الشريفة, وذلك مِنْ دواعي دعوتِه ودعائه الدائِمَيْنِ لِكل مُحِبٍّ من أُمَّته ُتَلَبَّسَ عنه بما يُحِبُّ ويرضيه يقول عليه الصلاة والسلام: (صلوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تَبْلُغُني) وفي روايةٍ: (...معروضة عليَّ) هذا وإياك والعبث واللهو فإنهما مرضاة للشيطان ومن دنا من الشيطان بَعُدَ عن مسالك الوصول إلى دائرة القبول عند سيد ولد عدنان, وعليه؛ فلا يحظى برؤيته لأنه هو القائل في الحديث الصحيح: (من رآني في المنام فقد رآني, فإن الشيطان لا يتمثل بي) وفي الختام؛ احرصْ جاهداً على أنْ لا يُعرَضَ عنك على رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما يَسُوؤهُ ويُحْزِنُه, فقد يكون ذلك حجابَ البُعد المظلم أعاذنا الله يقول عليه الصلاة والسلام: (حياتي خير لك تحدِثون ويُحدَث لكم فإذا أنا متُّ كانت وفاتي خيراً لكم تعرض عليَّ أعمالكم ...) فاللهم! أرِنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حالاً ومآلا يقظة ومناماً في الدنيا والآخرة ومُنَّ علينا بمعيَّته الشريفة في الدارين آمين آمين يارب العالمين.