الفتوى رقم #57292
التاريخ: 01/10/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام
الموفق من توفرت لديه شروط الدعاء
التصنيف:
الرقائق والأذكار والسلوك
السؤال
سم الله الرحمن الرحيم سيدي الشيخ محمد الفحام الحق ان الله اعطاني دعاء ضارعا خاشعا واجفا لكنني غير موفق لشروط اجابته فكيف افهم على الله انه اعطاني الدعاء ولم يوفقني الى شروطه... بارك الله فيكم وشكر لكم المحزون من تاخر الاجابة
الجواب
أخي الكريم! انطلاق اللسان بالدعاء هو أَمْرٌ تكليفيٌّ تعبُّدي طالبنا به الحق سبحانه فكلٌّ يدعو ربَّه بمطالبِه, غير أنَّ قضية التوفيق تتعلق بوجود الشروط فمَنْ توفرت لديه شروط الدعاء فهو الموفق, والتي مِن أهمها بعد طيب الْمَطْعَمِ أنْ لا يدعوَ ربَّه بقلب غافل لاهٍ كما في الحديث الشريف الذي أخرجه الإمام أحمد بسند حسن من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (القلوبُ أَوْعِيَةٌ, وبعضها أوعى من بعض, فإذا سألتُمُ اللهَ عزَّ وجلَّ يا أيها الناس, فاسألوه وأنتم موقنون بالإجابة, فإنَّ اللهَ لا يَسْتَجيبُ لعبدٍ دَعاهُ عن ظهرِ قلبٍ غافل) فإنْ تَوَفَّرَتِ الشروطُ ووُفِّقَ العبدُ إلى مَسارِ الإجابة فتأخَّرَتْ فليعلم أن مخفيَّ تُحَفِ الدعاء جليل, فلا يجوز للداعي الوفق أن يستبطأ الإجابة وقد توفَّرتْ شروطُها كما التوجيه النبوي في الصحيح: (لايزال يُستجاب للعبدِ مالم يدعُ بإِثْمٍ, أو قطيعة رَحِم, ما لم يستعجلْ) قيل: يا رسولَ الله! ما الاستعجال؟ قال: (يقول: قد دعوتُ, وقد دعوتُ, وقد دعوتُ, وقد دَعَوْتُ فلم أرَ يُستجابُ لي فيستحسر _يَمَلُّ_ عند ذلك ويَدَعُ الدعاء) فالأدبُ انتظارُ الاستجابة وإنْ طالَ أمدها لعلم الله تعالى بمصلحة عبده والوقت المناسب للإجابة. ناهيك عن أنَّ عَيْنَ الدعاء عبادة يؤجر العبد عليها كما في الحديث الشريف: (الدعاء مُخُّ العبادة بل هو العبادة) وأنَّ انتظارَ الفرج عبادة أجرها جِدُّ عظيم.