مميز
EN عربي

الفتوى رقم #57263

التاريخ: 01/10/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام

ضوابط العرف بعد عقد القران بين الزوجين

التصنيف: أحوال شخصية

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. سؤالي هو ما الذي بجوز بين الزوجين المعقود قرانهما قبل العرس من ناحية العرف و العادات في بلادنا, مع العلم أني أعلم أنه من الناحية الشرعية يحق للزوج الاستمتاع بزوجته بعد عقد القران. لكن هل هناك حدود متعارف عليها من ناحية العرف و العادات في الشام؟

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإنَّ الكلام عن العرف والعملِ به يَنبغي أن يكون مع رابط الشرع إجازةً ومنعاً ففي الحاشية لابنِ عابدين والعرف في الشرع له اعتبار لذا عليه الحكم قد يدار فأقل الشؤون في تطبيق العرف أنْ لا يكون متصادماً مع حكم الشرع, ويتقوى العمل به إنْ كان فيه سدٌ لذرائع الفساد بمنظار النتائج على ركائزَ شرعية نافذة, ولعل سؤالَك يدخل في نطاقِ ذلك أنَّ المعقودَ عقدُها, وما زالت في رعاية أبيها كما هو العرف أنه لا تَسْتَقِرُّ في بيت الزوجية إلا بعد شروط متفقٍ عليها لابد من أن تتحقق من بيت المسكن الشرعي والنفقة وغير ذلك مما أوجبه الشرع على الزوج, ومعلوم من الحالة المذكورة أنه لا نفقةَ من الزوج ولا رعاية ولا مسكن, فأنى يتـاح له الاسترسال فيما يريد من حلاله؟! فقد يقضي منها الوطر ثم يرحل عنها بموت أو خساسة وسواس, وعليه؛ فدفعاً لأيِّ إشكال لابد من المحافظة على نظامِ العُرْفِ بِين الناس الذي هو الخوف من عقابيل التساهل عبر نزهة أو رحلة أو استرواح دون رقيب ذلك أنَّ حالَ التوازن مُتأرجحٌ لدى شاب وجد حلاله بين يديه من غير عناء ودون رقيب أو أدنى متطلبات الشرع أن يأتي ما يحلو له, ثم تفتر هِمَّتُه عن حملِ الأمانة تاركاً إياها في بيت أبيها بتسويف أو إعراض يهدم به بناءً بدأه عبر دخول البيت من بابه ولما يتمَّ البناءُ لِيَتْرُكَ تلك العفيفةَ نهباً لألسنة المتخرصين. ألا فلنحرص على العمل بعرف أهل الشام الذي هو التمتع بحلالِه ضمنَ ضوابطَ معيَّنة كمثل المصافحة أو النظر أو المسامرة لا أكثر لما في ذلك من صيانةٍ لعفاف تلك التي من الله بها عليك والتي انطلقت باحثاً بجهدٍ مضنٍ منعنها. ولا أقصد بذلك التحريم فلا أحد يملكه ولكن للإشارة إلى التحفظ من وراءه مما لا تحمد عقباه. أقول: وإن أطيب الذواق وأهنأه ما جاء ثمرةَ الصبر بالله, ومن صبر ظفر خيرات مباركة, ومن لجَّ كفر بأنعم الله علم أم لم يعلم. والله تعالى أعلى وأعلم.