مميز
EN عربي

الفتوى رقم #57237

التاريخ: 17/09/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام

أريد أن أتوب

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله : كيف للمرء أن يتوب إلى الله أنا أعلم شروط التوبةولكن لا أجد سبيلاً إلى ذلك ولاسيما أني دائمة الشعور بأني مطرودة من رحمته تعالى . كيف لي أن أعرف أنه راضٍ عني.أرجو منكم الرد علَّ وعسى كلمة منكم تنجيني

الجواب

وعليكم السلامُ ورحمةُ اللهِ تعالى وبركاته, وبعد؛ فياأيتها الأختُ المؤمنة! اعلمي أنَّ الشعور بالطَّرْدِ من أخطرِ المداخلِ الشيطانيَّة الدافعة إلى اليأس من رحمة الله تعالى ومعلومٌ نهيُ المولى سبحانه عن ذلك يقول سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) ويقول أيضا: (قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) فاليائس هو الضالُّ عن قَويمِ الطريق ولا عكس, ولكنْ أنْ نتلَبَّسَ بالمعصية ثم ندَّعِي ذلك الشعور ونخشى من عدم الرضى, فهذا ما لا يقبله عاقل, لأن الأصلَ أن تُقْلِعي عن المعصية ثم تَتوبي فإن فعلت فإني على يقين بأنَّ مَداخل اليأس لن تجد إلى قلبك سبيلاً وذلك هو مُنْطَلقُ الأملِ بالقبول. اعقدي العزمَ على التَّخلُّصِ مما أنت فيه من مخالفات مستعينةً بمن لا يَرُدُّ عبادَه المضطرين ليكشف السوء كله عنك بإذنه فقد قال سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء) أسأل الله تعالى أنْ يتولانا جميعاً بالعَوْنِ والسَّداد والرَّشادِ بِحُرْمَةِ سيَّد العباد صلى الله عليه وسلم, اللهم حَبِّبْ إلينا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قلوبِنا وكَرِّهْ إلينا الكُفْرَ والفُسوقَ والعِصيانَ واجعلنا من الراشدين.