الفتوى رقم #56801
التاريخ: 23/05/2017
المفتي: الشيخ محمد الفحام
موقع حسن الحظ وسوءه في ميزان الشرع
التصنيف:
الرقائق والأذكار والسلوك
السؤال
قال لي شخص هذه العبارات التالية محرمة: فلان حظه سيء فلان حظه جميل فلان قليل الحظ فلان غير محظوظ فلان محظوظ لحسن الحظ لسوء الحظ هل صحيح هذه العبارات محرمة
الجواب
إنما يَكْمُنُ الإشكالُ في أمرين الأول؛ في عدمِ مَعْرِفَةِ معنى الكلمةِ لغةً والغفلةِ عن أنها استُعمِلَتْ في كتاب الله تعالى بقوله: (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) أي ذو نصيب من الثواب عظيم. الأمر الثاني؛ ربطُ السعادة بمفهوم خاطئ للكلمةِ وهو أنَّه النَّصيب الواصلُ إلى صاحبه مِنْ غَيْرِ عَناءٍ ولاتَكليف ولاتكلُّف, وهو من الخطأ الشائع الذي يتمثُله الكثيرُ من الناسِ في شأن من يَعْبَثُ ويَلْعَبُ بقولهم [يانصيب] وعليه؛ فالمفهوم الأول هو ما عليه المعوَّل, ورابطُه تكليفُ الشرع فمَنِ اتَّبَعَ شَرْعَ اللهِ وألْزَمَ نفسَه بما ألزمه به مولاه كان ذا حظ عظيم لأنه من الناجين يوم القيامة, ومَن أَعْرَضَ عن شرع ربِّه وخالف عن أمره وعصاه, فليس بذي حظٍّ عظيم قال تعالى: (وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وقال سبحانه في قارون: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ*وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ*فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ* وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ*تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) فالطائع لمولاه هو ذو الحظ العظيم , والعاصي لمولاه ذو الحظٍّ السيئ والخسران المبين. فاللهم اجعلنا من ذوي الحظ العظيم (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)