الفتوى رقم #56124
التاريخ: 14/12/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام
كثير الصلاة على النبي لكني لا أجد حلاوة الذكر في القلب
التصنيف:
الرقائق والأذكار والسلوك
السؤال
السلام عليكم سيدي انا ولله الحمد كثير الصلاة على النبي منذ فترة طويلة ولكن لااجد حلاوة هذا الذكر في القلب وكما أنه لايمنعني عن المعاصي وجزاكم الله كل مير
الجواب
وعليكم السلام ورحمته الله تعالى بركاته؛ وبعد, فإنَّ الصلاة والسلام على سيد الوجود محمد رسولِ الله مفتاحُ الفرج والفلاح منْ غير أدنى شكٍّ غيرَ أنَّ على المصلِّي عليه صلى الله عليه وسلم أنْ يفقه أسلوب قرع باب مولاه بصيغة الصلاة على حبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم عبر استحضار عظمتِه وترجمة حقيقة محبته باتباعٍ صادق واهتداءٍ راشد, ذلك أنَّ المحب لمن يحب مطيع فالمصلي عليه صلى الله عليه وسلم يعبِّر عن حبِّه فهو بذلك موصولُ القلب بالحبيب, مرعيُّ الجسد بنور تلك الصلة, فهي صورة لا تتجزّأ, وعملٌ متكاملٌ ما ينبغي أنْ تُقطعَ أوصالُه بالإساءة أو المخالفة لِمَنْ جعل الله تعالى ارتقاءَه بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم, وهي الطاقةُ المجدِّدة لبهاء العمل فإنَّ القصد مما كُلِّفْنا به معرفةُ الله تعالى بمنهج رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالذي يصلي عليه صلى الله عليه وسلم وهو غافلٌ عنه إنما هو كالمشغول بالمظهر بإهمال الجوهر, وعليه؛ فلا تكون عمارة القلب إلا بتعهُّدِه طاعةً لله وإنابةً إليه لتبقى مرآتُه مجلوَّةً, نعم! صلاتك على الحبيبِ الأعظم صلى الله عليه وسلم ضياءٌ لقلبك ولكن إذا كان عليه مِن رانِ المعاصي ما عليه رجعتِ الأنوار أدراجها دون أنْ تُلامِس القلبَ وذلك مِن أخطر أسبابِ حرمان العبد تجلياتِ مولاه. ختاماً؛ احرِص على فهم المعنى المقصود مِن تكاليف الحق لعبده تجدْ نفسك في بحبوحة اليَسار والفضائل والرحمات والأنس بكاملِ التجلِّيات إنْ شاء الله ولا تنس أن تخُصَّني بدعواتك الصالحات وفقك الله ورعاك وسدَّد خطاك