مميز
EN عربي

الفتوى رقم #55958

التاريخ: 21/11/2016
المفتي: الشيخ محمد الفحام

جزاء النمام والمغتاب

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم نريد أن تعلمونا ما جزاء اللذي يتحدث بالنميمة و اغتياب الأقارب و غير الأقارب وكشف الأسرار كلما اجتمع معهم هذا اللذي يغتاب و ينمم و يكشف الأسرار عندما يرجع الى البيت نريد جوابا بموعظة مركزة بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم و كتاب الله حتى أقرأه عل نفسي و أهلي وجازاكم الله خير السلام عليكم

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ أخي الكريم ليس النَّهْيُ عن الغيبة والنميمة وإفشاءِ السرِّ مرهوناً بالأقارب, بل بكل مُسلم, فهي من الكبائر التي نهى الإسلام عنها. والمدمن عليها ناقصُ الإيمان عديمُ المشاعر بعيدٌ عن مراقبة الله تعالى لأنه متجرئٌ على مولاه لا يكترث بالنتائج, ولا يخشى العواقب وهو غائبُ القلب عن بيان الربِّ عزَّ وجلَّ: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقوله تعالى: (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) فلو عَلِمَ عاقبةَ معصيتَه لما عصى, لذا قالوا: الجاهل أقربُ إلى المخالفةِ والخروج من محراب الطاعة مِن سوادِ العين إلى بياضها, فالحذرَ الحذرَ مِن الخسران المبين فإنَّ فاضحَ أخيه فاضحٌ نفسه راغمٌ أنفَه غاضبٌ ربَّه, ففي صحيح ابن حبان من حديث ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم: (يا معشرَ مَن أسلم بلسانه ولم يُفضِ الإيمانُ إلى قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتَّبِعوا عوراتِهم فإنَّه مَن تَتَبَّعَ عورةَ أخيه تَتَبَّعَ اللهُ عورتَه, ومَن تَتَبَّعَ اللهُ عورتَه يفضحْه ولو في جوف رحله..) وعن بلال بنِ الحارث المزني رضي الله تعالى عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة مِن رضوان الله تعالى ما كان يظنُّ أنْ تَبْلُغَ ما بَلَغَتْ يَكتبُ الله له بها رضوانَه إلى يومِ يلقاه, وإنَّ الرجلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكلمة مِن سَخَط الله ما كان يظنُّ أنَّ تبلغَ ما بلغتْ يكتب الله له بها سَخَطَهُ إلى يومِ يلقاه) الترمذي وقال: حسن صحيح. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (ذكرُك أخاك بما يكره) قيل: أرأيت إنْ كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول, فقد اغْتَبْتَه, وإنْ لم يكن فيه ما تقول فقد بَهتَّه) رواه مسلم وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ بقبرين فقال: إنهما لَيُعَذَّبان, وما يُعذّبان في كبير! بلى إنه كبير, أما أحدهما, فكان يمشي بالنميمة, وأما الآخر فكان لا يَسْتَتِرُ مِنَ بولِه) متفق عليه ودونك هذا الحديث الجامع.. عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون ما المفلس؟ ) قالوا: المفلسُ فينا من لا درهم له ولا مَتاع, فقال: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شَتَمَ هذا, وقذفَ هذا, وأكلَ مالَ هذا, وسَفَكَ دمَ هذا, وضربَ هذا, فيُعطى هذا مِن حسناته, وهذا من حسناته, فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أنْ يقضى ما عليه أُخِذَ من خطاياهم فَطرِحَتْ عليه, ثم طُرِحَ في النار) رواه مسلم والترمذي