كرامة العبد مُصانةٌ ما لم يؤسَرْ لهواه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سيدي الشيخ محمد الفحام... أخ تعلق بفتاة لكن أهلها لم يوافقو على اقترانه منها ... ويطلب النصيحة

أخي الكريم متَّعَكَ اللهُ تعالى بكمالِ العقلِ وضياء الفهم, لاشك أنَّ بليَّتَك مُعَقَّدَة وأنَّ النتيجة التي بلغتها تستوجب الكثير من التأمل لكنْ لعلك تدرك أن التمادي في المخالفة الشرعية بصحبة امرأة دون رابط شرعي مآله إلى عذاب الحسرة والندم وأنَّ العنادَ فيما تَعَسَّرَ نَيْلُه معاكسةٌ للواقع المقدر والعاقلُ الأريب هو من يلجأ إلى خالقه مالكِ القلوب ومحرِّكها أنْ يختار له الخير ويرضِّيه به, وهذا ما أَنْصَحُ به كلُّ مبتلى بمثل بلائك أيها الأخ الطيب أنْ يسلم لتصاريف القدر فإن المولى سبحانه وتعالى يمنع عبدَه لحكمة يريدها قد تضمنت رحمة يجد آثارها بعد حين. تأمَّلْ ما اتَّهموكَ به وحمَّلوك تَبِعَتَه أَفَيُؤْمَنُ جانِبُهم لو عاكَسْتَهم ماذا لو أوذيت بعدُ بأكبر من ذلك هل تَظُنُّ أنَّ ابنتهم ستسلم من بلائك أم أنها ستعيش أسى ضياع العمر دعِ العائلتين بعيدتين عن إثارة الفتن واغنم رضا والديك إرضاءً لخالقك واترك ما ترغب يعوضْك الله خيراً, وما يدريك فلعل الله تعالى يحرك قلوبهم جميعاً إلى تحقيق المراد إن كانَ فيه خير ؟. هذا من جهة, ومن جهة أخرى ما ينبغي أنْ تُذِلَّ نفسك بما ذكرت ذلك أن كرامة العبد مُصانةٌ ما لم يؤسَرْ لهواه فإذا تَبِعَ هواه قَطَفَ آجلاً من الثمر الحنظل الذي يوقعه في دائرة الندم يوم لا ينفعه الندم. ثق بالله فقضاء الله خير, وذلك من تقوى الله تعالى وربك يقول: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) أسأل الله تعالى أن يفرج كربتك ويختار لك ما فيه صالحك في الدنيا والآخرة ويرضيك به آمين . لاتنسني من صالح دعائك.