مميز
EN عربي

الفتوى رقم #52977

التاريخ: 15/06/2015
المفتي: الشيخ محمد الفحام

لمن يبحث عما يكفيه همه

التصنيف: الرقائق والأذكار والسلوك

السؤال

السلام عليكم شيخنا محمد الفحام اود ان اسأل حضرتكم عن الحديث القائل في نهايته عن الصلاة على النبي ".......إذاً يغفر ذنبك و تكفى همك"هل الازم الصلاة على النبي بنية معينة ام انه اذا كان لدي اكثر من هم فالله جل و علا يكفيني جميع هذه الهموم بملازمة الصلاة على النبي دون ان التزم بنية معينة ام الازم الاستغفار لقوله صلى الله عليه وسلم "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و من كل ضيق مخرجا" و جزاكم الله عنا كل الخير

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته: اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاةً تقضي لنا بها جميع الحاجات, وترفعُنا بها أعلى الدرجات, وتقيل لنا بها العثرات, وتفرِّج لنا بها الكُرُباتِ, وتتولانا بها في الحياة وبعد الممات, وبعد؛ فإنَّ فسحةَ الرحمة الإلهية تسعُ كل المطالب عبر أيٍّ من الأذكار التي نَدَبَنا أرحمُ الراحمين إليها لاسيما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فوعْدُه حقٌّ وخبرُه صدقٌ, فمَن صلى على النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم مِلءَ وقته قُضِيَتْ حاجتُه بموعود من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم, ومَن لزم الاستغفار مِلءَ وقته قُضيت حاجتُه, ومن ذَكر الله تعالى قضيت حاجتُه كذلك كل ذلك بموعود رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمعلومُ الأول؛ ...أأجعل صلاتي كلَّها عليكَ, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذاً تكفى همَّك ويغفر لك ذنبك) وفي الثاني؛ قوله صلى الله عليه وسلم: (مَن لزمَ الاستغفارَ جعل اللهُ له مِنْ كُلِّ همٍّ فرجاً ومِنْ كل ضيقٍ مَخْرجاً ورزقَهُ مِنْ حيث لا يحتسب) وفي الثالث؛ قوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل ما قلت أنا والنبيّونَ من قبلي لا إله إلا الله) من هنا استحسن العلماءُ الجمعَ كوِردٍ دائم أدناهُ مرةً في الصباح ومرة في المساء مائةَ استغفاراً, ومائة صلاةً على النبي صلى الله عليه وسلم, ومائةً لا إله إلا الله مختومةً بسورة الإخلاص التي تعدل قراءتهُا ثلثَ القرآن كما ورد في الصحيح, أنْ تقرأ ثلاث مرات لتعدلَ ثواب تلاوة القرآن كاملاً. ولنعلم أنَّ في الاستغفار سِتْرَ اللهِ تعالى للعبد وهو بريد العفو وفيه تزكيةُ القلِب بما يُسمى التَّخْليةَ, وفي الصلاة على الحبيب المختار صلى الله عليه وسلم نورُ الجمال بالتحلية, وفي الذكر تجلياتُ المذكور سبحانه وتنزُّلاتُ أنواره على الذاكر. هذا؛ وكلُّ الصيغ كما هو واضح يُصطلح عليها كلمةُ الدعاء الذي هو مخُّ العبادة وكذا الذكر الذي هو المطلب على العموم. ففي الأمر فُسحةٌ ويُسْر, وكلُّها مصدر قبول ما أخلص الذاكر النية لله تعالى. مع الرجاء بالقبول والدعاء