

الفتوى رقم #5000
هل من إثم إن لم أوقظهم على صلاة الفجر
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اسكن مع صديق وأخ لي في الله فهل يجب عليّ أن أوقظه لصلاة الفجر ولو لم يطلب مني ذلك _ علماً أنه يقضيه عندما يستيقظ _ وهل عليّ إثم إن لم أفعل ؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته, وبعد؛ فإنَّ المطالَبَةَ في مثلِ ما ذكَرْتَ مَنُوطةٌ بصاحبِها بِعُنْصُر التكليف الشرعي العَيْنِي, فهو المسؤول ابتداءً عن تقصيره في ذلك غير أنَّ ما سألتَ عنه يَدْخُلُ في نظامِ التعاوُن على البرِّ والتقوى مِنْ جِهَةٍ كما في بيانِ اللهِ تعالى (وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ), والأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر من جهة أخرى كما في بيان الله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) لا سيما إذا وجدْنا آثارَ التهاونِ وضَعْفَ العزيمةِ في سُلَّمِ الأَوْلويات الحياتية ظاهرةً لدى الْمُكلَّفِ, فلابد عندها مِنْ لَفْتِ نَظَرِهِ وتَذْكيرِه قَدْرَ الإِمْكانِ, فإذا أَعَنَّاه, وذكَّرناهُ سَقَطَتْ عنَّا عُهْدة ما كُلِّفْنا به مِنَ التعاون على البِرِّ والتقوى والأَمْرِ بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه ما عَلِمنا ورأينا أَقْبَلَ المنصوح أمْ أدبر.
أمَّا كونُه يقضيها بعد فوتها, فهذا لا يَشْفَعُ له مع تقصيره وعدم أخذه بالأسباب كاملة.
هذا؛ والله تعالى وأعلم.